داود كُتّاب- ملح الارض

شهدت كنيسة الراعي الصالح في حي أم السماق، في العاصمة الأردنية عمان ، ,السبت ، مصالحة بين القس سامر عازر وقيادة الكنيسة اللوثرية ممثله بالمطران سني ابراهيم عازر.

ورغم المحاولة لإعطاء الحدث الطابع الكنسي إلا أن صلاة المصالحة كانت أشبه بحدث سياسي شمل خطاب شعبوي للقس المتقاعد سامر عازر، تخلله تصفيق عدة مرات، وانتهى بكلمات مؤيدة للمصالحة وتقديم دروع التقدير.

المصالحة تمت بحضور المطران سني إبراهيم عازر والمطران الأسبق منيب يونان والقس متري الراهب من بيت لحم وراعي الكنيسة في عمان، القس عماد حداد، والأرشمندريت الكاثوليكي بسام شحاتيت ولفيف من الشخصيات السياسية والدينية وجمع كبير من رعية الكنيسة. وقد وجهه المطران النصيحة التالية للقس المتقاعد:

“عزيزي القس سامر. انت تقف اليوم على عتبة وتنظر الى الماضي وايضا للمستقبل. لا تستطيع ان تبقى بين عالمين وعليك ان تترك لتستطيع ان تبداء من جديد. في هذا اليوم اود ان اشكرك على سنوات خدمتك وعملك في الكنيسة اللوثرية في الاردن والاراضي المقدسة سنوات لم تكن سهلة في بعض الاحيان. انت الان تنتقل الى مرحلة جديدة في حياتك حيث ستكون قسيسًا متقاعدًا. ستعمل خارج الكنيسة ونتمنى لك بركة الرب في هذا الطريق الجديد”.

بعد الحدث لخص المطران اللوثري سني إبراهيم عازر في حديث لـ “ملح الأرض“ أهم نتائج المصالحة قائلا: “إن القس سامر أصبح قسيسًا متقاعدًا في الكنيسة من غير مهام  أو مسؤوليات وان القس عماد حداد هو الراعي المسؤول عن كنيسة الراعي الصالح في عمان”.

وكان القس المتقاعد سامر عازر  الذي حضر مرتديا وشاح  ضم شماغ احمر وصليب القدس  قدم كلمة شعبوية حيث شمل ذكر عبارة الأردن/الأردنيين 15  مرة منها  وصف: “حالة الوئام الديني الذي يجسّده الاردن بقيادته وشعبه في وطنٍ هو الأجمل والأروع بكرمِهِ”،  وذكر سامر عازر اسم الملك عبد الله أربعة مرات منها قوله: “أرفعَ أسمَى آيات الشكر القلبي والتقدير والعرفان لسيدي حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظّم، الوصي الشرعي على المقدسات الإٍسلامية المسيحية،” وتساوى عدد ذكر اسم الملك بعبارة “مسلمين ومسيحيين” بأربع مرات منها: ” علينا أن نكون صفًا واحداً كأردنيين مسيحيين ومسلمين، علينا أن نتوحد بفكرنا وقلبنا وجهودنا لأنه عندها يأمرُ الرّب بالبركات”. 

وقد كان واضحًا دور الأمير غازي بن محمد في رعاية المصالحة حيث ذكره المطران سني عازر مرة وأشار له القس سامر عازر في كلمته ثلاث مرات منها: “وبجهود سمو الأمير غازي بن محمد حفظه الله ورعاه نجتمع اليوم وَبِسَهَرِ جنود الوطن البواسل من شتى المواقع الأمنية على راحتنا وأمننا لنقول كلمة واحدة: هذا هو الأردن العظيم”.

في حين ذكر القس المتقاعد سامر عازر”المسيح” ثلاث مرات منها: “لنفتح معاً مع بدء العام الجديد 2023 صفحة جديدة بالمحبة التي علّمنا إياها السيد المسيح”.

ويبدو أن القس المتقاعد سيعمل في دعم مشروع تطوير موقع المغطس حيث جاء ذكر المكان المقدس شرق نهر الأردن مرتان منها: “وما الاهتمام الخاص والفريد والمميز لموقعٍ يعتبر من أقدس مقدسات العالم المسيحي، الموقع التاريخي والأصيل لعماد السيد المسيح ” المغطس” إلا دلالة واضحة على حكمة هذه القيادة المباركة”.

صلاة الوحدة انتهت بطقس العشاء الرباني حيث كان القس سامر اول متلقين القربان على يد المطران المتقاعد منيب يونان وراعي الكنيسة في عمان القس عماد حداد  وتبعه رعية الكنيسة والضيوف المسيحيين وبعد ذلك قدمت ممثلة عن لجنة المرأة في الكنيسة وممثلي الرعية مباركتهم للمصالحة شملت تقديم دروع الشكر من الرعية في عمان  للمطران سني إبراهيم عازر وبذلك تم طي صفحة الخلافات مع انتهاء عام 2022 بأمل ان يكون العام القادم سنة مباركة تعكس الوحدة كما قال كلا المتحدثين في احتفال المصالحة.