Skip to content
Skip to content

مسيحيّو فلسطين يَعَوْنَ لعبةَ الطائفيّة ويرفضونها

تاريخ النشر: يوليو 22, 2025 11:59 ص
الصحفية المقدسية هند شريدة

الصحفية المقدسية هند شريدة

كتبَتْ: هند شريدة

قاتلة الأطفال، المُجرمة “إسرائيل” تحاول بثَّ نار الطائفيّة، باستعراضها الرّخيص بأنَّها “حامي الحمى” في البُلدان العربيّة، مُصوّرةً نفسها بأنَّها المُنقذة من الشّدائد، الحافظة الأمينة للتّعدُّديّة من براثن “الإرهاب الأصوليّ”. فتقدِّمُ نفسها بدناءةٍ غيرَ مخفيّةٍ بأنَّها الحريصة على حقوق الأقلّيّات كالدروز، وتستخدمهم لنيل مُرادها تحتَ إطار الدمقرطة والحقوق، هي ذاتها الحقوق الّتي لطالما انتهكتها، وأسقطتها سُقوطًا حُرّاً في غزة.

كما تُشيع “إسرائيل” بغباءٍ مفضوح دعاية أنَّها تُميّز مع المسيحيّين، من أجل تبييض صفحتها مع الغرب الاستعماريّ، وحاشية ترامب من الصهيونيّة المسيحيّة. وبالتّزامن تعمل جاهدةً وبوضاعةٍ على صناعة امتدادٍ لحديّ لمذهبيّةٍ هجينةٍ، تحمل الأضدّاد بكفّيها: صليب السّيّد المسيح، رمز فدائنا، والعلم الإسرائيليّ، رمز الظّلاميّة والطُّغيان والاحتلال الّذي ينتهك كل شبرٍ من فلسطيننا، مُشيعةً أنَّ هذين الضّدّين سيان. نصرخ بوجه”إسرائيل” وحفنة الدجّالين الّذين لا يمتّون لمسيحيّتنا المشرقيّة بصلةٍ على الإطلاق، سوى أنّهم زوائدٌ طفيليّةٌ، تتغذّى على مُعاونة الاحتلال، فهم لا يُمثِّلون إلّا أنفسهم.

كلُّ نعيقٍ لـ “إسرائيل” بطرحها البخس، لا طائل منه ولا جدوى. فمهما حاولت البروباغندا الصهيونيّة ترويج نفسها بلوثة بيضاء وسط دمويّتها، وتلطيف صورتها لدواعٍ تسويقيّة بورديّةٍ مقبولةٍ، إلّا أنّنا نعي تمامًا حقيقتها، فهي: كيانٌ استعماريٌّ إحلاليٌّ، ودولةٌ تُطبِّقُ نظام فصلٍ عنصريٍّ بامتيازٍ (أبهارتايد)، تتلاعب بتأويل آياتٍ من الكتاب المُقدّس، وتسييسها حسب مصالحها لأغراض سرقة الأرض وطرد الفلسطينيّين منها، مُسلمين ومسيحيّين على حدٍّ سواء.

إنَّ الوجود العربيّ الفلسطينيّ المسيحيّ، عضويّ في فلسطين، وهو صامدٌ على الأرض منذ آلاف السنين

إنَّ الوجود العربيّ الفلسطينيّ المسيحيّ، عضويّ في فلسطين، وهو صامدٌ على الأرض منذ آلاف السّنين، قدّم وما زال يقدِّم، وسيبقى صوتًا وطنيًّا على الدّوام.

أمّا استهداف الاحتلال الإسرائيليّ الأخير لكنيسة العائلة المُقدّسة بغزّة، ومن ثمَّ الاعتذار والتبجُّح بالأخطاء، فهو ليس القصف الأوّل من نوعه، وما هو إلّا “استهبالٌ” كما علّق عليه الدُّكتور القسّ منذر اسحق.. استهبالٌ لا نشتريه أبدًا.

رسالتنا أنَّنا سنظلُّ شوكةً في حلق الاحتلال، نتكلّم دائمًا بهويّتنا العروبيّة والوطنيّة المُنتمية بكلِّ جوارحها لأهلنا وناسنا، مهما أبدى المُستعمر تعاطفه الطّائفيّ والخبيث لقصف كنيسةٍ أو استشهاد فلسطينيّين-حدث وأنْ كانوا مسيحيّين- أو اعتداء مستوطنين وتدميرهم لقريةٍ فلسطينيّةٍ -حدث أنَّ سُكّانها مسيحيّون.

رُبّما الأجدى للمُتصهيين مايك هاكابي، المروّج لاسم “يهوذا والسّامرة” بدلًا من الضفّة الغربيّة، أنْ يتوقَّف عن توريد هِبات الأسلحة الأمريكيّة للجيش الّذي يمتهن قصف الكنيسة والمسجد معًا، والّذي قتل بعتاد الأنكل سام 60 ألفًا من أهل غزّة في جريمة الإبادة الجماعيّة المُستمرّة، أو يجدر به -لشراء حسن النيّة- وضع حدٍّ للمجاعة المُهندسة على المباشر، أو التوقُّف عن تسليح المستوطنين الّذين اعتدوا على قرية الطيبة بأسلحة made in U.S.A بدلًا من التّضامن المُتكلِّف ومسرحيّة “فتح تحقيقٍ إسرائيليّ جادٍّ”، وشراء الوقت لارتكاب المزيد من الجرائم.

نتطلَّعُ يا هاك المُتمدِّن والمُتحضِّر لمُساءلة الاحتلال ومُحاسبته على جميع جرائمه دون انتقائيّة. فهل تَسَعُ مسيحيَّتُك المتصهينة لذلك؟.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment