السابق حان الوقت للتّفكير برسالة المسيح للكفاح اللّاعنفيّ
رابط المقال: https://milhilard.org/pifs
تاريخ النشر: ديسمبر 26, 2024 4:23 م
رابط المقال: https://milhilard.org/pifs
أدى مسيحيو الأردن الصّلوات في الكنائس بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، وسط أجواء من الصّلاة والأدعية من أجل ديمومة الاستقرار في المملكة، والسّلام في فلسطين، ونهاية الحرب في قطاع غزّة المنكوب، ومن أجل جميع البلدان التائقة للسّلام والاستقرار.
ومن جوار المغارة الّتي تمثّل خارطة الأردن وفلسطين، وبينهما قلب بمثّل باب المغارة، في كنيسة قلب يسوع الأقدس في تلاع العلي، ارتفعت ترانيم الميلاد الّتي تدعو إلى المحبّة والسّلام. وتناول راعي الكنيسة ومدير المركز الكاثوليكيّ للدّراسات والإعلام الأبّ رفعت بدر في عظته موضوع القلب. وقال بأنّه يمثّل المصدر والمخزن و”الصّندوق الأسود” لأعمال الإنسان السّيئة أو الحسنة، ففيه يستطيع الإنسان يضع الكراهيّة والبغضاء، ويستطيع أيضًا أن ينشر المحبّة والصفح، لافتًا إلى أنّ الإنسانيّة، وأمام قسوة قلوب البشر، في أمسّ الحاجة إلى ضمائر حيّة وسليمة وأخويّة.
ورفع الأبّ بدر الشّكر لله على نعمة الأمن والاستقرار، والقلب الطيّب المُحبّ لجلالة الملك عبدالله الثاني، الّذي احتفلنا معه هذا العام بيوبيله الفضي، كما حيّا قلب ولي العهد الشّاب سمو الأمير الحسين بن عبدالله، وللمؤسّسات الحكوميّة، من رئاسة الوزراء ووزارة السّياحة الّتي أضاءت عيد الميلاد في معظم محافظات المملكة، وبالأخصّ في مواقع الحجّ المسيحيّ الرئيسيّة، وفي ذلك دليل على المحبّة والوحدة الوطنيّة الصّلبة المتينة بين جميع مواطنيّ الأردن العزيز. وقال بأنّنا نحتفل هذا العام وللمرّة الخامسة والعشرين أي اليوبيل الفضي بعيد الميلاد المجيد، بعد أن أعلنه جلالة الملك عطلة رسميّة لجميع المواطنين في أوّل سنة له، ممّا رسّخ الوحدة الوطنيّة وعزّزها سنويًّا.
كما حيّا الأبّ بدر الأجهزة الأمنيّة الّتي وقفت على أبواب الكنائس لتشارك النّاس فرح العيد. ورفع الدعاء من أجل فلسطين، وقلبها النّابض القدس الشّريف، وإلى قلبها المطعون جرّاء الاحتلال غزّة، مشيرًا إلى الزّيارة التّضامنيّة الّتي قام بها الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للّاتين، قبل أيّام، مُحتفلًا بعيد الميلاد في كنيسة العائلة المُقدّسة.
كما صلّى الأبّ بدر من أجل لبنان لكي يعود كما كان منارة للشّرق، ومن أجل سوريا الّتي تعيش في هذه الأوقات أيّامًا مصيريّة داعيًا إلى ضرورة أن يكون لجميع مكوّنات البلاد إسهامات جليّة في مستقبل البلاد. كما رفعت الصّلوات من أجل السودان وأوكرانيا، ومن أجل المحبّة والأخوة الإنسانيّة في العالم أجمع.
وذكر الأبّ بدر بأنَّ البابا فرنسيس قد افتتح عشيّة العيد باب اليوبيل، أي مرور 2015 سنة على ميلاد السيد المسيح. كما دعا المؤمنين إلى المشاركة في القدّاس الحاشد الّذي سيُقام في كنيسة المعموديّة في موقع المغطس، يوم العاشر من كانون الثاني القادم، وفيه سيتمُّ تدشين أكبر كنيسة في العالم تحمل اسم معموديّة السيّد المسيح، والتّابعة للبطريركيّة اللّاتينيّة، بحضور موفد البابا فرنسيس الشّخصيّ الكاردينال بييترو بارولين، أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان وعدد من الشخصيّات الدّينيّة والمدنيّة.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.