السابق البطريرك ثيوفيلوس يجدد الالتزام بحماية الوجود المسيحي في القدس
رابط المقال: https://milhilard.org/4ik9
عدد القراءات: 511
تاريخ النشر: يونيو 19, 2023 7:41 م
رابط المقال: https://milhilard.org/4ik9
داود كُتّاب– ملح الأرض
رغم تراجع الحضور المسيحي في الشرق الأوسط بشكل عام وفي فلسطين بشكل خاص، إلا أن قرية الزبابدة الفلسطينية، في محافظة جنين، تشهد توسعا وازديادا في عدد السكان الفلسطينيين المسيحيين.
يقول القسيس عطا لله العيساوي ابن الزبابدة والمتنقل بين مسقط رأسه ومسكنه في بيت جالا ل “ملح الأرض” أن عدد سكان الزبابدة الان يتجاوز خمس الآلاف. “صحيح أن هناك تراجعا في العديد من المدن والقرى المحيطة، إلا أن غالبية سكان قرى محافظتي جنين وطوباس المسيحيون يبيعون بيوتهم وأراضيهم وينتقلوا للسكن في الزبابدة والتي ثلثي سكانها من المسيحيين.”
حسب القسيس العيساوي لم يبق في مدينة جنين سوى 350 نفرًا وفي طوباس سوى 50 شخصًا وبرقين 50 وفي كفر قود والجلمة لا يوجد سوى 30 شخصًا في كل منهم. توجد عائلة مسيحية واحدة في قرية دير غزال، أما مسيحيو جبع فباعوا أراضيهم وبيوتهم وانتقلوا كغيرهم الى الزبابدة”.
يدير القسيس عطالله مؤسسة طابيثا الخيرية في فلسطين وهي مؤسسة أجنبية (هولندية) مسجلة لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، عام 2007، توفر الخدمات الإنسانية والروحية للشباب والسيدات في الزبابدة>
يقول القسيس العيساوي “المشروع بدأ كحلم وتبعته صلوات والان تحول إلى مركز من ثلاثة طوابق تم تشدينه عام 2010 و يوفر مجموعة من الخدمات والنشاطات على مدار السنة وخاصة في فصل الصيف”. مقر الجمعية يشمل بين ضيافة مكون من 11 غرفة ويتم حاليا تأثيثه من خلال محل نجارة محلي، كما تشمل الجمعية حضانة والتي ممكن ان تتحول الى روضة وساحة للعب الأطفال.
يقول القسيس عطا لله إن العمل في الزبابدة كان صعبًا في البداية حيث كان هناك هجوم من قبل البعض الذين اعتقدوا أن هدف الجمعية إقامة كنيسة جديدة في البلدة.
“يوجد هناك أربع كنائس في الزبابدة وهي كافية، ولم يكن لنا هدف إضافة كنيسة جديدة، وقد استمر الشك لدى البعض لمدة، ولكن الآن هناك قناعة انه هدفنا واحد وهو خدمة أبناء وبنات بلدنا لا أكثر وقد أصبحت العلاقات مع رجال الدين مسيحيين ومسلمين والعلاقة مع الجهات الحكومية “ممتازة “.
توفر الجمعية مساعدات عينية في المناسبات المسيحية ويقوم متطوعون بزيارة المحتاجين وتقيم اجتماع شهري للسيدات إضافة للعمل الدائم مع أطفال البلدة.
الأسبوع الماضي أنهت الجمعية مخيمًا صيفيًا وهو السابع من عمر الجمعية وشارك فيه 98 طفلا من عمر 6-11 من أبناء وبنات بلدة الزبابدة. يقول القسيس عطالله ل ملح الأرض” لقد كان المخيم ناجحًا في كافة المقاييس والدليل على ذلك الشهادات التي سمعناها من الأهل حول محبة الأطفال المشاركة في المخيم. ” “
ينقسم يوم العمل في المخيم إلى أربع فقرات تبدأ بفقرة روحية تليها تناول السندويشات والمرطبات ثم فقرة فن ورياضة وتنتهي بفقرة علوم وتجارب.
يشارك في التدريب ثمانية متطوعين من الزبابدة وستة متطوعين من الجليل.
إيمان حنا والتفاعل مع اهل الجليل
تقول السيدة ايمان حنا من الناصرة ل “ملح الأرض” أن العمل في الزبابدة في غاية الأهمية لها والمتطوعين الذين يأتون من والناصرة وغيرها من مدن الجليل للخدمة. “ نحن في الداخل قلوبنا مع أهلنا وشعبنا هنا في المناطق الفلسطينية “. بعد التخرج من فرنسا في اللاهوت والموسيقى والتعليم المسيحي بداءة ايمان وزوجها فادي العمل منذ عام 1993 في منطقة بيت لحم وبيت جالا مع الأطفال ضمن مشروع يسمونه تثقيف الأطفال child evangelism ويتركز للأطفال من جيل ست سنوات لغاية سن 16.
تعرفت ايمان وفادى خلال عملهم في بيت جالا والقدس على القس عطا الله وزوجته هيلدا وتم دعوتهم للتعاون مع الجمعية في الزبابدة. “بدأنا بخدمة الأطفال والنساء واستخدمنا المركز للتدريب وتعمقت العلاقات مع السيدات حيث صرنا نسمع عن أوجاعهم وآلامهم وكنا نصلي معهم ونشرح لهم كيف الرب يسوع يمكن أن يساعد في علاج الاوجاع والالم “.
اللافت أن النشاط الذي تقوم به ايمان والمتطوعون لم يكن عملا باتجاه واحد. تقول إيمان ” لقد وفرت الخدمة فرصة للتعرف عن قرب حول الألم وأوجاع أهلنا في فلسطين وكنا يوميا نعود للناصرة ونصلي من اجلهم وننقل كنائسنا تلك المعاناة وطلبات الصلاة.
تشعر ايمان بشغف خاص للنساء في الزبابدة حيث تلاحظ مدى الأسى والتعب والإحباط لديهم. “اكتشفنا ان الكثير مع النساء تعبانات والعمل قليل والحاجة كبيرة محصورين ومحجوزين مع أولادهم ونلاحظ يأسا وغياب اي شعور ان لهم خصوصيتهم. لا يهتمون في نفسهم ويشعروا أنهم ضحايا أحاول أقنعها يأخذون وقت راحة وان لهم شخصيتهم المستقلة”.
تفكر ايمان والقسيس عطالله ترتيب رحلات للداخل، ولكن تواجههم مشاكل وتعقيدات من الاحتلال منها ضرورة أن يكون لمن يرغب الحصول على تصريح على كرت ممغنط. يقول القسيس عطا لله انه يتم التفكير في فترات الأعياد المسيحية لأن الاحتلال يقدم تصاريح للمسيحيين، ولكن باقي السنة يضع الاحتلال كوتا.” أحيانا نطلب تصاريح ويقول لنا الطرف الإسرائيلي انه تم استنفاد الكوتا لديكم المسيحيون!!
يشعر القسيس عيساوي أن العلاقة بين الناصرة والزبابدة أصبحت قوية وهناك علاقات طويلة الأمد وتم تشكيل جروبات على واتساب يتم خلالها التواصل الدائم. “أهلنا في الناصرة تعاطفوا معنا ولاحظوا معاناة العمال والوضع السياسي بشكل عام، يعرفون عن نقاط التفتيش وصعوبات التنقل وغياب أي أفق للمستقبل”.
رغم موقعه كممثل لجمعية طابيثا الهولندية في فلسطين، إلا أن القس عطا لله لا يتقاضى راتبا ويعمل بصورة متطوعة ويأمل أن يصل النشاط والعمل إلى مرحلة تعيين قيادة محلية لإدارة المركز وتوسيع الخدمات وإدارة غرف الضيافة التي قد توفر دخلًا بسيطا للاستمرار في عمل الجمعية.
يقول القسيس العيساوي “عند بدء الخدمة في الزبابدة قاطعتنا الكنائس، ولكن عندما اجتمعت معهم وسمعوا افكاري وأننا لا ننوي ان نفتح كنيسة وقد أثبت عملنا صدق اقوالنا. الآن توقف الهجوم وأكبر دليل إقبال السيدات والعائلات والأهم الأطفال من كافة الكنائس للمشاركة في النشاطات التي تديرها الجمعية رغم أن الكنائس الأخرى أيضا تقوم بنشاطات مماثلة. لقد بنينا جسورا مع الجميع داخل الزبابدة ومع أهلنا في الناصرة ونأمل أن تستمر وتزداد العلاقات واطر التواصل مع الجميع. فهدفنا فقط الخدمة ولا يوجد لنا أي هدف آخر”.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.