Skip to content

مدارس الايقونات في بيت لحم: استعادة عناصر قديمة للتراث المسيحي في الاراضي المقدسة

رابط المقال: https://milhilard.org/937r
عدد القراءات: 431
تاريخ النشر: يونيو 25, 2022 3:39 م
مدرسة الايقونات في بيت لحم

مدرسة الايقونات في بيت لحم

رابط المقال: https://milhilard.org/937r

جوسلين قسيس- بيت لحم- ملح الأرض

حيث المكان الروحاني للوحي والابتكار والإبداع الفني ، يقع مركز بيت لحم للايقونات في البلدة القديمة في مدينة بيت لحم التاريخية. حيث تعد المدرسة الوحيدة في الشرق الأوسط وعلى مستوى الوطن. وتعد صناعة الايقونات وكتابة اللوحات الدينية من الفنون التاريخية والتقليدية العريقة التي يتقنها المتخصصون في هذا المجال والذين يتطلعون إلى دراسة هذا الفن بكل شغف  ، تهدف مدرسة بيت لحم للأيقونات إلى تثقيف وجمع المهتمين والراغبين في تعلم هذه الحرفة في مهنة ذات أهمية فنية معًا، وتبادل تاريخهم وتراثهم وتنشيط هذه المهنة في البلاد وتسعى لاستعادة عناصر قديمة للتراث المسيحي في الاراضي المقدسة وإحياء مجدها السابق

تتحدث منى خضر مديرة مدرسة أيقونة بيت لحم لـ ملح الأرض ” إن المركز يسعى على وجه التحديد إلى إحياء فن الأيقونات، وتعريف الشباب بالفن وإيجاد وظائف في هذا المجال، تتمثل رؤية المركز في أن يكون مؤسسة أكبر معروفة للعالم والمهتمين بهذا الفن”.

ومعنى الايقونة، هي كلمة يونانية تعني الصورة وتختص الايقونة بالصورة الدينية في الكنائس والاماكن الدينية. انتشرت الايقونات من فلسطين للعالم، لكن تم إهمال هذا الفن في فترات عديدة، وفكرة إعادة إحياء هذا الفن التراثي الثقافي الروحي في مكان ميلاد السيد المسيح ونشأته، الأيقونات هي الصور التي كتبها ورسموها المسيحيين الأولين كالرسل

وتابعت منى خضر لـ ملح الأرض ” تهتم المدرسة بتدريس كتابة الأيقونات والبحث عن هذه الحرفة لأهميتها في جميع أنحاء فلسطين ومدينة بيت لحم على وجه الخصوص، حيث يشكل تكملة ثقافية يجب التأكيد عليها وتوضيحها، كما أن هناك أيضًا بعدا ثقافياً مرتبطاً بهويتنا الفلسطينية وهوية بيت لحم وتاريخها القديم والقديم، فصناعة هذه الأيقونات حرفة قديمة ومتميزة توارثتها آلاف السنين. كما تستضيف المدرسة ندوات ودورات تدريبية مهمة لزيادة أهمية الجوانب المهمة للثقافة المسيحية”.

منى خضر تختتم حديثها لـ ملح الأرض بالتأكيد على أن هذه الأيقونات تُخبر القصص والروايات من خلال الصور التي يتم كتابتها ، بحيث يكون للناس علاقة روحية بالأيقونة وعلاقة مباشرة بالقصة التي ترويها الأيقونة. يكون الطلب عليها متوسطًا في بعض الأحيان لأن الناس لا يدركون أهمية هذه الحرفة في بعض الأحيان ، ولكن لا يجب أن تختفي او تندثر هذه الحرفة ، بل يجب أن تنتقل من جيل إلى جيل ، ويجب أن يدرك الجيل القادم أهميتها وقيمتها الروحية لحياة كل فرد بالعائلة.

من اعمال الطلبة حيث يقومون بكتابة الأيقونات باستخدام مود طبيعية وبكل دقة

الطالب يوسف حداد الذي درس وتعلم كتابة وصناعة هذه الأيقونات المميزة تحدث لـ ملح الأرضإننا نتعلم الكثير من المهارات والصبر اثناء التعلم، كي ننتج في النهاية أيقونة مرسومة وملونة بأيدي الطلبة المميزين، فينطلقون بعمل الأيقونة الواحدة ببطء وتأن كي يخوضوا في تفاصيل الايقونة أثناء صنعها، الأيقونات تسمح بالتأمل والروحانية للحصول على أيقونة فنية متناهية في الدقة والجمال”.

وأضافت الطالبة نانسي عودة لـ ملح الأرض “إن الأيقونات هي أيضًا جزء من المشهد الروحي والثقافي لدى الانسان وأيضا هي مهمة لدى المدينة ، تؤدي دراسة هذه الأيقونات وتعلم كتابتها إلى تنمية جيل من الفنانين الذين يمكنهم إنشاء أيقونات عالية الجودة واستخدام هذه الصناعة كمصدر رئيسي للدخل في بعض الأحيان”.

وقالت مريانا عازر لـ ملح الأرض “إن هذه الحرفة لها جانبان، جانب تراثي وثقافي غير ملموس يتم التعبير عنه عن طريق اللوحات المرسومة بأيدي الطلبة والتي تؤدي إلى لوحة مميزة الصنع، وجانب آخر ديني والذي يسعى في هذه المدينة المقدسة والسياحية بيت لحم إلى تعزيز مفهوم الايقونات وأهميتها من النواحي الدينية والتاريخية الثقافية”.

 يسعى رسامو الأيقونات إلى استعادة هذا الفن في جميع أنحاء فلسطين ، وبيت لحم على وجه الخصوص ، لأنه يعكس التراث الثقافي والروحي المرتبط بفلسطين منذ فترة طويلة ، مما يشير إلى الأهمية الروحية الكبيرة للأيقونات المسيحية ، حيث وُصفت بـ “الكتاب المقدس الملون” او “بوابة الخلود” ، التي تواجه من خلالها قدسية الناس والرموز، يشيد بدور هذا الفن الروحي المهم لدى الشباب الفلسطيني، والذي يجسد إعادة الأيقونة إلى الرمز الروحي ورؤية الحضارة، والرموز الثقافية.

وظهرت الأيقونات الأولى في فلسطين منذ قرون، و نظرًا لأن فن الأيقونات موجود في الأرض المقدسة منذ أكثر من 1500 عام. حيث تم العثور على الأيقونة الأولى في “دير القديسة كاترين” بفلسطين ثم امتدت إلى عدة دول أبرزها اليونان وروسيا.

تصوير جوسيلين قسيس خاص لـ ملح الأرض

من اعمال طلبة مدرسة الايقونات في بيت لحم
طلبة يرسمون الايقونات
طالبة ترسم الايقونات في بيت لحم
انتاج الطلبة

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content