Skip to content

مجلس رؤساء الكنائس يعتذر عن تقبل المعايدات لهذا العام

رابط المقال: https://milhilard.org/4fck
تاريخ النشر: ديسمبر 23, 2023 4:17 م
download
رابط المقال: https://milhilard.org/4fck

أصدر مجلس رؤساء الكنائس في الأردن بيانا أعلنوا فيهم عن اعتذارهم عن تقبل المعايدات بالعيد المجينظرا للظُّروفِ العصيبةِ الّتي يعاني منها إخوتُنا في أراضينا المقدَّسةِ فلسطين وفي مدينتِنا الجريحةِ غزَّة واحترامًا لأروَاحِ الشُهداءِ وتعاضدًا مع المتألّمينَ ومُنكسِري القلوب مكتفين بالصَّلوات الكنسيَّة.

وفيما يلي نص البيان كما وردنا من المجلس:

بناتُنا وأبناؤنا المحبُوبين بالرَّبِّ في أُردُنِّنا المبارَك
من عمقِ الدَّمارِ والخوفِ يأتينا الفرحُ بمولودٍ يحملُ بمولِدِهِ سلامًا لأُناسٍ يتوقون للحياةِ، يأتينا النُّورُ ليُنيرَ أمامنا عَتَماتِ عالَمِنا المتمَخِّضِ بالآلامِ: القتلِ والتّهجيرِ والقهرِ.

يأتينا بسلامِهِ لِيَحِلَّ بحضورِهِ ويُبلسمَ قلبَ كلِّ متعطشٍ للعزاءِ والرَّجاء. ميلادُ الكلمةِ بالجسدِ يتجدَّدُ فينا بالحُبِّ الَّذي يكوِّنُنا ويجعلُنا على صورَتِهِ أبناءَ له نشابِههُ في كلِّ شيءٍ، فنحوِّلَ باسمهِ الموتَ إلى غلبةٍ ونُعاينَ بمولِدهِ نورَ القيامةِ الإلهيَّة.

نرى بأعيُنِنا طفلاً مولودًا من فتاةٍ فخرًا لجنسِنا، يكتَسِحُ بحنانِهِ وطولِ أناتِهِ جبرُوتَ البشرِ وبَطشَهُم، لنخطُوَ بميلادِهِ رُواقَ ملكوتِه الصَّائِر فينا.
ونحنُ في هذا الوطنِ المبارَكِ الَّذي يَتعانقُ بخورُ كنائسِنا مع ثراهُ الطَّاهِرِ الِّذي تغذَّى بدماءِ الأجدادِ والآباءِ الّذينَ استشهدُوا على أَرضِهِ ليُثمرُوا نجاحاتٍ تُسهِمُ بنهوضِهِ واستقرارهِ وبنيانِهِ بقيادَةٍ هاشميَّةٍ مكرَّمَةٍ نعتزُّ بها ونفاخِرُ العالمَ بمواقفِها الأمينةِ والجليلَة، ونحنُ كجزءٍ أَصيلٍ من هذا النَّسيجِ الوَطنيّ نُقَدِّرُ مواقفَ سيّدِ البلادِ حضرةِ صاحبِ الجلالةِ الملكِ عبدالله الثَّاني ابن الحسين المعظّم ونعاضِدُهُ بعزمٍ وصلاةٍ مرفُوعةٍ دوماً لِيَمُنَّ عليهِ إلهُنا المتحنِّنُ بعمرٍ مديدٍ مكلَّلاً بالصِّحَة والسَّلامة معزِّزًا عرشَهُ ليبقى للأُردنِ والأُردنيِّينَ سندًا وعزوَةً وقائدًا جليلاً.

بناتُنا وأبناؤنا الأَحبَّاء،
في هذه المواسمِ الإلهيَّةِ المباركةِ الَّتي نحتفل بها والعالمَ بميلادِ ملكِ السَّلامِ في مدينةِ السّلام الّتي تتوقُ اليومَ إلى السّلام، نحتفلُ بالطفلِ المولودِ في أَرضٍ يعاني أبناؤُها الجوعَ والتّرهيبَ والموتَ. أيَّامٌ تتجدَّدُ وكأنَّنا نرى هيرودُسًا جديدًا في هذه الأرضِ، لكنَّ رجاءَنا بأنَّ الله معنا، لِذا فإنَّنا في مجلسِ رؤساءِ الكنائسِ في الأُردنِّ وفي ظلِّ هذه الظُّروفِ العصيبةِ الّتي يعاني منها إخوتُنا في أراضينا المقدَّسةِ فلسطين وفي مدينتِنا الجريحةِ غزَّة وشعبِها الَّذي ينتظرُ مصيرَهُ المغتصَبَ، واحترامًا لأروَاحِ الشُهداءِ وتعاضدًا مع المتألّمينَ ومُنكسِري القلوبِ نعتذِرُ عن تقبُّلِ المعايداتِ في عيد الميلادِ المجيدِ ورأسِ السّنةِ الميلاديَّةِ لهذا العامِ مكتفين بالصَّلواتِ الكنسيَّةِ، ملتَئِمينَ حولَ الكلمَةِ الإلهيَّةِ رافعينَ الصَّلواتِ من أجلِ السّلامِ الآتي بالطّفلِ الإلهيّ ليُبلسِمَ بحنانِهِ قلوبَ الحزانى ويُطيِبَّ الجِراحاتِ والآلامَ بطيبِ ميلادِهِ، مفتقداً الأسرى والمفقودينَ بسلامِهِ، كما ستُقرع أجراسُ الكنائسِ في كافّةِ محافظاتِ المملكةِ صباح يومِ الأحدِ الموافق ٢٤ كانون الأوّل٢٠٢٣ حزناً على أرواحِ الشّهداءِ في مدينتِنا المحبوبةِ غزّة وبلادنا المقدَّسة فلسطين.

متمنِّينَ للجميعِ أعيادًا مجيدَةً وحياةً مملوءَةً بالبركاتِ والرَّاحَةِ والطّمأنينَةِ، لنَتَشارَكَ بالقلبِ والصَّلاةِ فرحَ الملائِكةِ بترتِيلِ الفرحِ والتَّمجيدِ:” ألمجدُ للهِ في العُلى وعَلى الأَرضِ السَّلامُ وَفي النَّاسِ المسَرَّة”.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content