Skip to content
Skip to content

مبادرة “تنظيم الظّواهر الاجتماعيّة” تحظى بتأييدٍ واسعٍ بين الأردنيّين رغم بعض التحفُّظات

تاريخ النشر: أكتوبر 11, 2025 9:28 ص
WhatsApp Image 2025-10-10 at 7.04.59 PM

خاص- ملح الأرض

لاقتْ مبادرة وزير الدّاخليّة مازن الفراية بعنوان ” تنظيم الظّواهر الاجتماعيّة” والّتي تتضمّن إقامة بيوت العزاء يومًا واحدًا، الزّواج وإشهاره لا يزيد عدد المدعوّين عن (200) شخص والخطبة (30) شخصًا. لاقت استحسانًا وتأييدًا واسعًا بين عددٍ كبيرٍ من المواطنين الّذين اعتبروها طريقًا لتخفيف التّبعات المُترتّبة من هذه المُمارسات وبما يتواكب مع المستويات المعيشيّة والاجتماعيّة ودون تكليف البعض ما هو فوق طاقاتهم وقدراتهم.

وطرح موقع ملح الأرض عبر صفحته على الفيسبوك وصفحة العشائر المسيحيّة سؤالًا حول رأي النّاس بهذه المبادرة ومدى إمكانيّة الالتزام بها وتطبيقها، وذلك على عكس العادات والأعراف الّتي يلتزمون بها في بيوت العزاء ومناسبات الأفراح.

وأيَّد عددٌ كبيرٌ من المُعلّقين هذه المُبادرة مع وجود بعض التحفُّظات أو الآراء المُعارضة، مازن عويس قال في منشوره: أؤيّد هذه المبادرة ولكن “من يعلِّق الجرس”. وهي فكرة طرحها وله الحقّ في إبداء رأيه كأيّ مواطنٍ ولا يُعتبر تدخّلًا في شؤون الآخرين. هي مُجرّد فكرةٍ لها ما يُبرِّرها وغير ملزمةٍ ولا تستدعي كلّ هذا الهجوم على معاليه. أنا شخصيًّا معجبٌ بهذه الفكرة ولكن لا أستطيع تطبيقها حيث أنَّني مُقيّدٌ بعاداتٍ اجتماعيّةٍ وتقاليد من الصّعب الفكاك منها، تغيير عادات وتقاليد المجتمع بحاجةٍ إلى تطوير ثقافة المجتمع الأمر غير السهل والّذي بأخذ فترةٍ طويلةٍ وربّما للأجيال القادمة.

ماري حدّاد علّقَتْ قائلةً: أكيد قرار صح وأنا معه الواحد بيروح بيت العزاء زي اللي رايح يزور ويشوف الناس اللي زمان ماشافهم ودردشه وضحك وما في احترام لأهل الميت أو الموت بحد ذاته والنسبة للزواج فكتير ناس بدهم المظاهر الكذابه حتى لو مافي بأيديهم مال كفايه واللى مامعه وما بقدر يعمل هاي الحفلات بيكونوا عند الناس مش من مستواهم صارت مسخره التباهي بالاحتفالات الزيادة هيك الكل بيكون مرتاح فقرار صائب

سهيل حداد اعتبر في تعليقه أن هذه عادات وتقاليد شعبيه متغيره بسبب العلاقات الإنتاجية والوضع الاقتصادي في البلاد ولا تحتاج لقرارات حكومية.

خليل اسطه رأى كلام الوزير ليس تعميماً بل إبداء رأي حكيم للتخفيف من النفقات التي يكبدها التقاليد والعادات عل الناس في ظل ظروف مادية صعبة، أما اديرا حداد فقالت: أنا مع القرار ولكن هناك أمور اهم لتسليط الضوء عليها ومعالجتها وتسهيل الحياه على المواطن وتخفيف الضرائب وتقليل مخالفات السير الافتعالية غير المبرره وصرف رواتب المهندسين المتقاعدين كاملة والكثير الكثير من الأمور التي يجب إعادة النظر بها للتخفيف عن المواطن.

آراء أخرى قالت: بخصوص العزاء يوم واحد في إرهاق لأهل المتوفي لأنه في ناس معارفهم بتتجاوز الفين وثلاث مش معقول يلاقي قاعة ومضيفيين لهيك عدد اما الاعراس الامر معقول لانه العرس بكون مرتب بوقت وتفاصيل من اهل العروسين يعني تحت السيطرة.

فراس حداد اعتبر مبادرة الوزير ممكن أن تكون توصية منطقية في ظل الظروف الحالية لكن أن تكون فرض فلا اعتقد أن يتم تحديد حرية الناس بمثل هذه الامور لأنها تعود لمقدرة الشخص ولا يجوز أن تصبح قانون أو أمر فهذه تقاليد وعادات متوارثه نفتخر بها وهي ترمز للكرم الاردني الذي يتحدث عنه كل العالم،

آخرون اعبروها مبادرة ناجحة وقالوا: أُصوت بالسير بها كل الشكر لاهتمامكم مبارك بكل خطواتكم لخدمه الوطن وأبناؤه.

اقرأ أيضا: رد فعل قوي ومؤيد لاقتراح مقاطعة وجبة الطعام بعد الدفن

آراء معارضة للمبادرة:

وكانت هناك بعض الآراء المعاضة للفكرة فمنهم من اعتبرها تدخّلًا بالحياة الشّخصيّة للمواطنين وآخرون قالوا إنَّ هناك أولوياتٍ أُخرى على الوزير الانتباه عليها مثل مخالفات السّير والضرائب والرّواتب وغيرها. وقال أحدهم: أنا ضد، كلّ واحد براحته في ناس عندها القدرة وبتحب تفرح بزواج ولادهم واللي ما بقدر عادي بعمل اكليل، والعزاء نفس الشي أنا ضد وضع القوانين ومش مزبوط هالحكي.

وقال جزءٌ منهم: إنّهم لا يستطيعون تطبيقها لتقييدهم العادات الاجتماعيّة والتّقاليد الّتي يجب في البداية تغييرها وتطوير ثقافة المُجتمع وهو أمرٌ ليس سهلًا ويحتاج لفترةٍ طويلةٍ من الزمن.

وكانت عشيرتي آل طاشمان والحجازين قد أصدرت قبل عامٍ تقريبًا وثيقة اتّفاق والتزام بالعادات الاجتماعيّة جاء فيها الموافقة على وقف العمل بتقديم طعام الرّحمة عند حدوث أيّ حالة وفاةٍ في أي مكان يتواجد فيه أبناء العشيرة في الوطن.

وتطرّقَتِ الوثيقتين إلى بنود اتفاق والتزام أدبيّ ما بين أفراد عشيرة آل طاشمان وآل الحجازين في الكرك حول العادات الاجتماعيّة المتّبعة لدى أفراد العشيرتين في إحياء المناسبات الاجتماعيّة المختلفة، وعلى وجه الخصوص، وتحديد حالات الوفاة والعادات المرتبطة بها.

واعتبرَتْ عشيرة طاشمان أنَّ بعض هذه العادات قد أصبحت ظاهرة سلبيّة ومستفزّة وغير متماشية مع تعاليم ديننا، وليست من العادات والتقاليد المتوارثة عن الآباء والأجداد، ولما أصبحت تشكل عبئاً ماديّاً على أهل المتوفى وبناءً عليه تمَّ الاتفاق على تعديل وتصحيح هذه العادات الّتي خرجَت عن إطارها الصحيح.

اقرأ أيضًا: وقف العمل بتقديم “طعام الرّحمة” في حالات الوفاة لدى عشيرتيّ طاشمان وحجازين.

ما هي مُبادرة وزير الدّاخليّة “تنظيم الظواهر الاجتماعيّة”؟

المبادرة تُركِّز على بعض الظواهر الاجتماعيّة في الأفراح والأتراح والمهور بنوعٍ من المفاخرة والتّباهي والمغالاة الأمر الّذي انعكس سلبًا على كافّة مناحي الحياة وأدّى بالنتيجة إلى وجود تبعات سلبيّة على المُجتمع من النّاحيّة الاقتصاديّة والماليّة والاجتماعيّة.

وتأتي هذه المُبادرة المُنبثقة عن الواقع المعيشيّ للمواطنين لتكون السّبيل حيال التّخفيف من التّبعات المترتبة على هذه المُمارسات وبما يتواكب مع المستويات المعيشيّة والاجتماعيّة ودون تكليف البعض ما هو فوق طاقاتهم وقدراتهم، وتكفل بذات الوقت تحقيق أعلى مستوى من التّكافل الاجتماعيّ وإزالة الفروقات في بعض المُمارسات الاجتماعيّة.

إضافةً إلى المهور حيث تركّز المبادرة على التّسهيل والتّبسيط في تحديد المهور وعدم المغالاة بها خاصّةً وأنَّ الزّواج لا يقتصر على المهر وإنّما يرافقه الكثير الكثير من المُتطلّبات اللّازمة لإتمام الزّواج، مع الإشارة إلى أنَّ العديد من الشّباب الأردنيّين أصبحوا يتزوَّجون من جنسيّاتٍ غير أردنيّة ويعزى السّبب الأوّل وراء ذلك إلى موضوع المهور والنّفقات المترتّبة على الزّواج.

المبادرة تركِّز أيضًا على حفلات الأفراح، حيث أنَّ البعض يعمد إلى إقامة مهرجانات لحفلات الأفراح والتوسُّع في عدد المدعوين ليشمل المئات لا بل الآلاف ممّا يرتِّب مبالغ ماليّةً كبيرةً جدًّا تزيد في بعض الحالات عن عشرات الآلاف من الدّنانير، وهو ما يكون غالبًا سببًا لهدر المال والطّعام والوقت وإحراج المدعوين، خاصّةً وأنَّ ذلك أصبح تقليدًا يُحتذى من قبل الكثيرين ممّا ساهم بشكلٍ مباشرٍ بتعقيد موضوع الزّواج وارتفاع نسبة العنوسة.

وتهدف المبادرة إلى:

اقتصار حفلات الزّواج على أضيق الحدود وعدم المغالاة نهائيًّا في إقامة المهرجانات والدعوات الكبيرة وبحيث تقتصر هذه الحفلات على ما يُحقِّق غاية الإعلان عن الزّواج وإشهاره وبحيث لا يزيد عدد المدعوّين عن (200) شخص، إضافةً إلى عدم تسيير مواكب الأعراس وتعطيل حركة المرور تنفيذًا لأحكام قانون السّير المعمول به، وتحديد الجاهات بأعدادٍ مُتواضعةٍ على غرار ما كان معمولًا به بعرفنا العشائريّ سابقًا وذلك بأنْ يقوم مجموعةٌ محدودةٌ من ذوي الخاطب لا تزيد عن (30) شخصًا بالذّهاب إلى ذوي الفتاة المراد خطبتها وعلى أنْ يكون باستقبالهم عددٌ مُماثلٌ دون دعوة أصحاب المناصب السّياسيّة سواء العاملين أو المُتقاعدين لترؤس هذه الجاهات وبحيث يكون المتحدِّث من طرف الجاهة من ذوي الخاطب وكذلك الحال للمُتحدّث باسم ذوي المخطوبة، ممّا يسهم في تسهيل إجراءات الزّواج وضبط النّفقات وتقليل الالتزامات ويحول دون هدر المال والوقت وإغلاق الطّرقات.

تُركِّز المبادرة على موضوع الأتراح أيضًا، بحيث تكون بيوت العزاء ليومٍ واحدٍ فقط بدلًا من ثلاثة أيّام واقتصار تقديم الطّعام على ذوي المُتوفّى حصرًا تحقيقًا للغايات المرجوّة في سبيل خفض النّفقات وتفادي التّبعات الماليّة والاجتماعيّة المترتّبة على الوضع القائم حاليًّا.

وثيقة آل طاشمان بخصوص طعام الرحمة

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment