Skip to content

ما مصير الطلاب الأكاديميين في تخصص اللاهوت؟

رابط المقال: https://milhilard.org/il7v
عدد القراءات: 622
تاريخ النشر: مايو 31, 2022 9:07 م
الطلاب ضمن محاضرات تخصص اللاهوت في كلية الكتاب المقدس- بيت لحم

مدير كلية بيت لحم للكتاب المقدس الدكتور القس جاك سارة يحاضر بالطلاب

رابط المقال: https://milhilard.org/il7v

جوسلين قسيس- ملح الأرض

يعتبر تخصص اللاهوت من التخصصات المهمة في فلسطين، كونها بلاد مقدسة وتهتم بالأمور الدينية واللاهوتية، فدراسة علم اللاهوت مهمة لأن التفكير اللاهوتي يجب أن يكون مبني على التعليم الصحيح في جو مسكوني هادئ ومتعدد الديانات، وتلبية تعليم الطلاب من ناحية أكاديمية أو روحية، فيما ذلك يجب الارتقاء بالمعارف الدينية والقيم المهمة.

بين مؤيد لوجود فرص عمل ومجالات خدمة لخريجي علم اللاهوت ومن يرون أن مستقبل الخريجين من هذا التخصص غير واضح تماماً، لا يزال يرغب المئات من الطلاب بدراسته والعمل في هذا المجال رغم أن العشرات ممن تخرجوا منه بدأوا يعملون في مجالات أخرى بعيده كل البعد عن هذا التخصص.

الدكتور منذر إسحاق وهو أحد المدرسين في كلية الكتاب المقدس تحدث لـ ملح الأرض أن الجامعات والكليات المختلفة توفّر دراسة هذا التخصص بمختلف جوانبه خلال سنوات الدراسة، التي تضم تدرب وتعلّم، وتجهز قادة وقائدات كي يتم التعليم في فلسطين وإيصال الرسالة الى الجميع، وربط مواضيع الكتاب المقدس في القضايا التي تمر بها فلسطين.

ويتابع د. منذر أن الطالب سيرى تواصل وتفاعل مستمر من الهيئة التدريسية من جميع النواحي كمل يتم إعداد الطلاب ليكونوا معلمين للتربية المسيحية سواء إن كان في مجال التعليم أو العمل في المؤسسات الكنسية والمجتمعية المختلفة، والدخول في المجتمع وحياتهم المهنية.

 ويؤكد د. منذر لـ ملح الأرض تقريبا معظم الخريجين يقومون بخدمة مجتمعهم عن طريق التعليم ورعاية الكنائس ومرشدين لغيرهم، والتحق بعضهم بجامعات كي يدرسوا الدراسات العليا ومواصلة مسيرتهم التعليمية. بالإضافة لذلك تخدم الكلية المجتمع الفلسطيني وتقدم تعليم هذا التخصص لمختلف الطوائف حتى يتم تمكين المسيحيين في الأراضي المقدسة”.

الاستاذ علي الجريري، استاذ اللغة العبرية يحاضر في كلية بيت لحم للكتاب المقدس

وقال الطالب نيقولا عازر لـ ملح الأرض وهو يدرس حاليا تخصص اللاهوت إنه بدأ يعمل في خدمة الكنيسة منذ سنة دراسته الأولى وكان حبه لدراسة هذا التخصص كبير كي يتسطيع التعمق في اللاهوت والدين المسيحي من كل جوانبه، وحتى يخدم ويُعلّم الاخرين بشكل صحيح. ويتابع لـ ملح الأرض “أيضا يكون دمج التعليم اللاهوتي والمسيحي مع الحياة الشخصية وحياة المجتمع، وتطوير التفكير النقدي الخاص بهم”.

لكن يرى عيسى خميس وهو خريّج  تخصص اللاهوت من خلال حديث لـ ملح الأرض أنه في بعض الأحيان من الصعب إيجاد وظيفة في هذا التخصص كون فرص العمل في فلسطين تُعد قليلة أو شبه معدومة في هذا المجال بسبب وجود البطالة في المجتمع”. فلم يستطيع عيسى إيجاد عمل بعد تخرجه، وكان متخوفا من أنه لم يجد فرص عمل وهو يدرس لهذا المجال. حيث انتقل عيسى الى العمل في مجال يختلف كلياً عن تخصصه حتى يستطيع تأمين عيشه. لكنه لم يندم لانه درسه فقد كان لديه شغف وحب لدراسة هذا التخصص وحتى الأن.

وعلى العكس تماماً، يعتقد الطالب الخريج جورج حزبون في حديث لـ ملح الأرض أنه بالرغم من البطالة التي تواجه المجتمع، إلا أن سوق العمل مليء بالإتجاهات في هذا التخصص، حيث يستطيع خريج علم اللاهوت العمل في عدة مجالات وأنه يمكن العمل بشهادته بدون تردد. ويتابع حزبون لـ ملح الأرض ” المجالات التي يمكن العمل بها هي خدمة الكنيسة والمجتمع أو التعليم في المدارس والمؤسسات الكنسية”. ويقول :إن ما دفعه لدراسة اللاهوت حبه في التعمق بالدين المسيحي بشكل أكبر وكي يستطيع العمل به، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الأديان والانفتاح على التنوع اللاهوتي، بالاضافة لذلك تستطيع من خلال هذه الدراسة العمل في المجال السياحي وقيادة الحجاج الذين يأتون الى البلاد. وينصح الطلاب الذين يتطلعون الى هذه الدراسة عدم التردد في اختياره إن كان هذا ما يحبونه”.

على خلاف ذلك، قالت سارة بابون لـ ملح الأرض إنها لم تتمكن من إيجاد وظيفة مناسبة لعلم اللاهوت بعد تخرجها، ” فمن ناحية العمل ذهبت إلى مجال آخر، حيث كانت تتطلع إلى العمل بهذا التخصص لكن لم يحالفها في إيجاد وظيفة له لأنه في مجتمعنا يوجد بطالة للخريجين الشباب وللذين بدون خبرة لا يستطيعون الدخول إلى مجال العمل الذي يحلمون به منذ بدء دراستهم”.

أحدى معلمات التربية المسيحية في مدارس بيت لحم قالت لـ ملح الأرض ” إن مهنة التعليم مهمة للغاية خصيصا في هذا المجال، فكي ننستطيع إخراج جيل متعلم وواعي يجب علينا أن نهتم بالوعي الديني كي يصبح الجيل مُقدراً للثقافة الدينية في هذه البلاد المقدسة في جو مسكوني ومنفتح على الأديان والطوائف المختلفة، ويستطيع التعامل مع المجتمع بكل احترام”. وتتابعت لـ ملح الأرض “مهنة التعليم كوّنت لي حياة جديدة ومميزة عن باقي المجتمع، فحتى تصبح معلماً للدين واللاهوت، علينا أن تكون أصحاب مبدأ وثقة بدورنا في التعليم والتأثير في الطلاب بشكل أكبر من هذه النواحي”.

وختمت حديثها وهي قد تخرجت منذ سنوات من تخصص اللاهوت “ولهذا، عندما يكون الطالب مُحباً لتخصصه، يجب عليه التفكير في مجالات العمل المتاحة له ما بعد التخريج، ورؤية الاتجاهات لهذا المجال”.

ويرى العاملون في تدريس تخصص اللاهوت أنه حتى تتشكل الهوية المسيحية والفلسطينية، يجب علينا أن نكون على وعي باللاهوت والدين في مختلف الطوائف والعقائد. فكل مسيحي مدعو لأن يدرس اللاهوت وينفتح على المجتمع بشكل أكبر من نواحي دينية وتاريخية، فيهدف تخصص اللاهوت إلى تعريف المجتمعات على اللاهوت وأهميته، كذلك الى تعريف المجتمع على اهمية الوجود والدور المسيحي في البلاد.

الدكتورة مادلين سارة محاضرة في كلية الكتاب المقدس تربية وارشاد تحاضر في الطلاب ضمن محاضرات تخصص اللاهوت في كلية بيت لحم للكتاب المقدس

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content