السابق مؤسس “أنقذوا الحي الأرمني” واثق من النصر في قضية أراضي القدس
رابط المقال: https://milhilard.org/uqrs
عدد القراءات: 583
تاريخ النشر: يناير 9, 2024 12:22 م
القسيس منذر اسحق يعري الصهيونية المسيحية, اسفل مؤتمر سنوي في كلية بيت لحم للكتاب المقدس ويسار مايك بنس يشرعن القتل
رابط المقال: https://milhilard.org/uqrs
مترجم عن موقع Religion News Service الانجليزي ممكن متابعة المقال الأصلي هنا
داود كُتّاب
وقع مايك بنس، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الولايات المتحدة في السابق، اسمه على قذائف المدفعية الإسرائيلية التي من المقرر استخدامها في حرب أدت بالفعل إلى مقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين. إن تقديم الدعم العلني لقصف الأبرياء يتعارض مع المواثيق الدولية وربما يشكل انتهاكًا للقانون الأمريكي.
وعلى الرغم من دعمهم الرسمي لإسرائيل، فإن السياسيين الأمريكيين وغيرهم من الدول الغربية الأخرى غالبًا ما يعبروا عن آرائهم لدعم الحقوق الفلسطينية بمجرد تركهم مناصبهم المنتخبة. في حالة بنس، أدت القيود المفروضة على توليه منصب نائب الرئيس إلى كبح المواقف المؤيدة لإسرائيل اصًلا بشدة والتي عبر عنها عندما كان حاكمًا لولاية إنديانا، ثم كمرشح للرئاسة الأمريكية لاحقًا. والآن بعد أن ترك منصبه العام، سارع إلى إضفاء الشرعية على قصف لبنان وغزة.
الأمر الأكثر إثارة للقلق بشأن وجوده في إسرائيل، في اليوم التسعين من الحرب غير المتوازنة ضد الفلسطينيين في غزة، هو أنها ليست زيارة سياسية على الإطلاق، ولكنها تنبع من أيديولوجية بنس الدينية الملتوية.
بنس، مثل غيره من الصهاينة المسيحيين، مؤمن باللاهوت المسيحي المحرف الذي يرحب به الإسرائيليون اليمينيون الذين يريدون إنشاء دولة توراتية، بدلاً من الدولة العلمانية التي تصورها الصهاينة الأوائل.
يعتمد بنس وغيره على لاهوت متصهين يسمى dispensationalism اللاهوت التدبيري والذي يعتمد على الاعتقاد بأن مجيء يسوع الثاني يعتمد على ظروف تاريخية معينة، بما في ذلك دولة يهودية في إسرائيل هذا التفسير اللاهوتي تم رفضه من قبل المسيحيين الإنجيليين الفلسطينيين، الذين لا يسكنون الأرض المقدسة فحسب، بل هم الضحايا للصهيونية المسيحية. حتى جامعة دالاس اللاهوتية، المدرسة الرائدة في اللاهوت التدبيرية، تراجعت عن دعمها اللاهوتي لهذا المفهوم. واستبداله بما يسمى اللاهوت التدبيري التقدمي.
ارتدى العديد من الشباب المسيحيين في التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين سوارًا مكتوبًا بالأحرف الأولى WWJD. الأحرف الأولى ترمز إلى “ماذا كان سيفعل يسوع؟” وكانت محاولة من المؤمنين لتقييم رد فعل الرب في المواقف التي يجد أتباع المسيح الملتزمون أنفسهم في عصرهم. فمن شبه المؤكد أن يسوع لن يؤيد القنابل التي تهدف إلى قتل الناس التي خلقت على صورة الله، كما فعل بنس.
خلال موسم عيد الميلاد، تخيل القسيس منذر إسحاق، راعي كنيسة الميلاد الإنجيلية اللوثرية في بيت لحم، أن السيد المسيح لو ولد عام 2023 بدلا من ألفي عام قبل ذلك، لاختار أنقاض غزة مكانا لميلاده. قامت كنيسته بإعادة تشكيل مذود عيد الميلاد حيث وضعت مجسم الطفل يسوع بين الأنقاض بدلا من المذود.
إن تعاطف بنس المؤيد لإسرائيل – وتعاطف آخرين، مثل رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، و حاكم أركنساس السابق مايك هاكابي، والمرشحة الرئاسية الجمهورية نيكي هالي – يعني أنه بدلاً من رؤية المسيح في أولئك الذين يعانون من الهجمات الجوية الإسرائيلية (بما في ذلك المسيحيين العرب)، إنهم يتشبثون بالعنف باعتباره تحقيقًا لنبوءة الكتاب المقدس بالاختطاف. ومن المفترض أنهم ينامون جيدًا في الليل معتقدين أنهم يتصرفون وفقًا لإرادة الله، والتي تتضمن جرائم حرب!!!
الإسرائيليون أنفسهم ينغمسون في نفس هذا التبرير الكتابي. في الأيام الأولى من الحرب على غزة، قارن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي تعتمد سلطته على اليهود المتطرفين المتدينين في حكومته، الفلسطينيين بالعماليق، في إشارة إلى أمر الله، في كتاب صموئيل في الكتاب المقدس، بمهاجمتهم : “فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُم وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلًا وَامْرَأَةً، طِفْلًا وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلًا وَحِمَارًا».
وتحدث وزير دفاع الاحتلال بعبارات لاغية للإنسانية، ووصف الفلسطينيين بالحيوانات وقطع المياه والغذاء والإمدادات الطبية والوقود علنًا عن 2.3 مليون فلسطيني.
كل هذا يتناقض مع عالم اليوم حيث حقوق الإنسان وقانون الحرب والمواثيق الإنسانية الدولية تحظر مثل هذه القسوة. وهذا هو أساس الشكوى التي قدمتها حكومة جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية. وقد انضمت إليها العديد من الدول، كلها تتهم إسرائيل بالعمل على ارتكاب إبادة جماعية.
على الرغم من هذه الدعوة، فإن بنس وغيره من الصهاينة المسيحيين، وكذلك المتطرفزن اليهود والعنصريين بين وزراء نتنياهو، المتحالف أيديولوجيًا مع العنصريين البيض في الولايات المتحدة التي تدعم الرئيس السابق دونالد ترامب يدفعون العالم بعيدًا عن النظام الديمقراطي المتحضر.
المعروف أن نتنياهو وترامب، بطبيعة الحال، ليس متدينان. كلا الرجلين يتصرفان انطلاقا من المصلحة الذاتية بدلا من المصلحة العامة. ولكن وجود اشخاص مثل بنس يمنحون هؤلاء القادة المناهضين للديمقراطية والذين يرتكبون إبادة جماعية غطاءً لنشر برنامجهم العنصري القبيح. فهل هذا ما كان سيفعله يسوع؟
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.