
السابق خدمة الجيل التالي- فلسطين تُقدِّم مُساعدات مُتواضعة لمحاربة المجاعة في غزّة- صور
ملح الأرض – ليث حبش
في خطوةٍ جديدةٍ لتعزيز مكانة مدينة مادبا السياحيّة وجذب المزيد من الزوّار وتطوير بنيتها التحتيّة، كشف رئيس بلديّة مادبا الكبرى، عارف الرواجيح، في حديثٍ خاصٍّ لـ”ملح الأرض”، عن حزمةِ مشاريعٍ حيويّة يجري تنفيذها حاليًا بالتّعاون مع عدّة وزارات، في مقدّمتها وزارة الأشغال العامّة والإسكان ووزارة البيئة، تهدف إلى رفع مستوى الخدمات المُقدَّمة للمواطنين والزوّار على حدٍّ سواء لِما تتميَّز به مدينة مادبا من سياحة دينيّة في أماكن عدّة.
وأوضح الرواجيح أنَّ أعمال توسعة طريق الملك عبد الله الثاني – المعروف محلّيًّا بالطريق الملوكي – قد انطلقت بالفعل قبل أسبوع، بالشّراكة مع وزارة الأشغال، وهي خطوة بالغة الأهمّيّة نظرًا لما يشهده الطريق من حركة مروريّة كثيفة، كونه شريانًا رئيسيًّا يربط مادبا بالمواقع السياحيّة والدّينيّة المُجاورة.
وفي ذات السّياق، أشار إلى أنَّ البلديّة تعمل حاليًّا على تجهيز الحدائق العامّة والمُتنزهات داخل المدينة استعدادًا لموسم الصّيف السياحيّ، ضمن رؤية تهدف إلى تحويل المساحات الخضراء إلى نقاط جذب للسيّاح والعائلات المحلّيّة.
ولعلَّ أبرز المشاريع المستقبليّة الّتي كشف عنها الرواجيح هو العمل المشترك مع وزارة البيئة بعد عطلة عيد الأضحى المبارك لإقامة متنزَّه بيئيّ نموذجيّ في مادبا، مشابه لمتنزه “دبين” في محافظة جرش، على أنْ يتمَّ تخصيص مساحة كبيرة له، وتجهيزه وفق معايّير الاستدامة، ليكون مقصدًا للزوّار المحلّيّين والأجانب.
السياحة في مادبا…أرقام وأهمّيّة استراتيجيّة
تحتلُّ مادبا اليوم مكانةً مُتقدِّمةً على خارطة السياحة الأردنيّة، إذ تُعدّ ثاني أهم وجهة سياحيّة بعد مدينة البترا، لما تزخر به من مواقع دينيّة مسيحيّة وتاريخيّة، على رأسها جبل نيبو، وكنيسة الخارطة، وكنائس وسط المدينة القديمة، إلى جانب موقع مكاور الأثريّ.
وبيّن الرواجيح أنَّ عدد زوّار مادبا المُسجّلين في مركز الزوّار الرسميّ بلغ حوالي 850 ألف زائر قبل اندلاع الحرب الأخيرة على غزّة، وهو رقم لافت يعكس الإمكانات السياحيّة الكامنة في المدينة، ويُعزِّز من الحاجة إلى تطوير البنية التحتيّة والخدمات المصاحبة لها.
مُضيفًا في حديثه لـ ملح الأرض: “مادبا لا يمكنها أنْ تحافظ على موقعها السياحيّ الرياديّ ما لم يتمّ الاستثمار في الطرق، والمرافق، والخدمات العامّة، بما فيها المرافق الصحيّة، والمساحات الترفيهيّة، والمداخل والمخارج السياحيّة نحن نعمل على جعل مادبا مدينة صديقة للسّائح والمواطن معًا”.
شراكات استراتيجية وتطلعات مستقبلية
وأكَّد رئيس البلديّة أنَّ التّعاون مع الوزارات المعنيّة يُشكِّلُ دعامة رئيسيّة لنجاح هذه المشاريع، مضيفًا أنَّ هناك خطّة عمل متكاملة للسنوات القادمة تشمل تطوير مداخل المدينة، وتحسين الإضاءة في المواقع الأثريّة، وتشجيع المشاريع السياحيّة الصغيرة والمتوسطة، لخلق فرص عمل وتنشيط الحركة الاقتصاديّة.
وتعهَّد الرواجيح بمتابعة تنفيذ المشاريع كافّة ضمن جداول زمنيّة مُحدّدة، مُشدِّدًا على أهمّيّة مشاركة المجتمع المحلّيّ في حماية المُكتسبات السياحيّة ودعم جهود البلديّة في الحفاظ على الطابع الحضاريّ والبيئيّ للمدينة.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!