Skip to content
Skip to content

مئات المؤمنين المسيحيين يشاركون في مسيرة “أحد الشعانين”  في القدس- صور

تاريخ النشر: أبريل 13, 2025 10:30 م
IMG_1723

جريس بصير- ملح الارض

شارك المئات من المؤمنين المسيحيين في مسيرة “أحد الشعانين”  في مدينة القدس. وانطلقت المسيرة من دير بيت فاجي في بلدة الطور، وسارت في شوارع البلدة، مرورًا بطريق كنيسة الجثمانية وسانتا مريم وطريق باب الأسباط، وصولًا إلى كنيسة القديسة حنّة داخل البلدة القديمة.ورفع المشاركون سعف النخيل وأغضان الزيتون، وردّدوا التراتيل الدينية خلال سيرهم في المسيرة.

كما شاركت الفرق الكشفية  وإقتصرت المسيرة  الكشفية بعد الإحتفال على الصلوات و الترانيم. وحُرم أهالي الضفة الغربية من الوصول إلى مدينة القدس بحرية للمشاركة في صلوات “أسبوع الآلام” ومسيرة “أحد الشعانين”، بسبب القيود المفروضة على دخولهم،  بالإضافة إلى تحديد عدد التصاريح بنحو ستة آلاف مسيحي فقط. أما أهالي قطاع غزة، فيواصل الاحتلال منعهم من الوصول إلى القدس والمشاركة في الصلوات.

وللعام الثاني على التوالي، ومع استمرار الحرب على قطاع غزة، ألغت الكنائس الاحتفالات بالأعياد، واقتصرتها على الشعائر الدينية فقط. ويُعتبر “أحد الشعانين” بداية “أسبوع الآلام”، الذي يسبق عيد الفصح المجيد.

في رسالته بمناسبة ختام دورة الشعانين التقليديّة، والتي انطلقت من كنيسة بيت فاجي، وصولاً إلى كنيسة القديسة حنّة، داخل أسوار البلدة القديمة بمدينة القدس، حثّ الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطرير القدس للاتين، المسيحيين على الثبات في إيمانهم وسط المصاعب المستمرة، وعلى مواجهة الكراهية بالسلام، والانقسام بالوحدة.

وقدّم الكاردينال بيتسابالا تحياته للحاضرين، ولأولئك الذين تعذّر عليهم الحضور، ولكلّ من توحّد في الصلاة في جميع أنحاء المنطقة – من غزة إلى الناصرة، ومن بيت لحم إلى جنين، بمن فيهم المؤمنون في الأردن وقبرص. وقد أشاد بكلماته، على وجه الخصوص، بالمجتمع المسيحي في القدس، الذي وصفه بـ”حارس شعلة الإيمان في مدينة القيامة”.

وقال بطريرك القدس للاتين: “نحن نعلم أن الأوقات التي نعيشها صعبة، لكن لا يمكننا، ولا نريد، أن نقتصر فقط على وصف هذه الصعوبات. اليوم يجب أن نتذكّر شيئًا آخر وأهم. نحن هنا اليوم، مسيحيون محليون وحجّاج، جميعنا معًا، لنعلن بقوة أننا لا نخاف. نحن أبناء النور والقيامة، أبناء الحياة. نحن نرجو ونؤمن بالمحبّة التي تنتصر على كل شيء”.

ومع دخول الكنيسة أعتاب أسبوع الآلام، تأمّل الكاردينال بيتسابالا في آلام يسوع، مذكّرًا المؤمنين بأنّ المعاناة ليست الكلمة الأخيرة. وقال: “إنّ آلام يسوع ليست الكلمة الأخيرة التي قالها الله للعالم. إنّ القائم من بين الأموات هو كلمته الأخيرة، ونحن هنا لنعلنها من جديد. لقد التقينا به. ونحن هنا لنعلنها، بكل قوة، وبثقة، وبكل حب ممكن، حب لا يمكن لأحد أن يُطفئه. لا شيء يمكنه أن يفصلنا عن محبة المسيح، وسنشهد لذلك بوحدتنا، وبمحبتنا المتبادلة، ودعمنا وغفراننا بعضنا لبعض”.

ودعا نيافته الجميع إلى وضع صلواتهم ودموعهم وعطشهم وشوقهم لللتعزية أمام المسيح، تمامًا كما وضعت الجموع ثيابها على الأرض لاستقبال يسوع، حاملين أغصان الزيتون وسعف النخيل. وبذلك، أكّد الكاردينال بيتسابالا أنّ رسالة الكنيسة في إتباع المسيح، ليس فقط في مجده، بل أيضًا على درب الصليب؛ “الصليب الذي لا يرمز للموت، بل للمحبّة”.

وفي زمنٍ يسوده الانقسام والتوتر، لا سيما في القدس، دعا الكاردينال بيتسابالا إلى عدم الخوف “من أولئك الذين يريدون التفريق، أو من يريدون الإقصاء، أو من يسعون للاستيلاء على روح هذه المدينة المقدسة، لأنّ القدس منذ الأزل وإلى الأبد، ستبقى بيت صلاة لجميع الشعوب (إشعياء 56: 7)، ولا أحد يمكنه أن يمتلكها”. وأضاف: “إنّنا ننتمي إلى هذه المدينة، ولا أحد يمكنه أن يفصلنا عن محبتنا للمدينة المقدّسة، كما لا أحد يمكنه أن يفصلنا عن محبّة المسيح (رومية 8: 35)”.

وختتم الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا رسالته داعيًا المؤمنين إلى الثبات. وقال: “فلنثبُت إذًا. لا نسمحنّ لليأس أن يتسللّ إلينا. لا نفقد الرجاء. ولا نخاف، بل لنرفع أعيننا بثقة”، داعيًا إلى تجديد “الالتزام الصادق والملموس من أجل السلام والوحدة، بثقة راسخة في قوة محبة المسيح”.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment