داود كُتّاب – خاص ب ملح الارض

شارك حوالي سبعين راعي وخادم للإنجيل من الهيئات من الرجال والنساء في مؤتمر خاص هو الأول من نوعه في مركز المؤتمرات في عجلون في الأردن. أقام المؤتمر اتحاد المجامع الإنجيلية في الأردن والأراضي المقدسة بهدف تدريب الخدام على الرعاية وإدارة الكنائس والمؤسسات المسيحية وتجنيد الأموال لخدمة الكنيسة والخدمة الإنسانية.

 استمر المؤتمر لثلاث أيام 15-17 آذار وشارك فيه خدام من الأردن وفلسطين ومناطق ال 48. وقد افتتح المؤتمر الرئيس الحالي لاتحاد المجامع المحامي بطرس منصور من الناصرة وقدم كلمات افتتاحية اللواء المتقاعد عماد معايعة رئيس المجمع الأردني و القس منير قاقيش من رام الله رئيس المجمع الإنجيلي في الأراضي المقدسة. كما شارك في الليلة الأولى القس نهاد سلمان من بيت لحم بكلمة روحية مستوحاة من شعار المؤتمر وهو صلاة يعبيص:” ليتك تباركني وتوسّع تخومي وتكون يدك معي وتحفظني من الشر حتى لا يتعبني”.

كما شمل المؤتمر محاضرة للقس الدكتور عماد شحادة من عمان تحدث فيها عن المخطوطات القديمة للعهد الجديد والترجمات العربية وبالذات ترجمة البستاني-فاندايك. وتبعه القس ديكران صلبشيان من عمان بمحاضرة عن الأمانة المالية في حياة خادم الانجيل مستشهدًا بامثلة وقصص لفتت نظر الجمهور. أما القس الدكتور جاك سارة رئيس كلية بيت لحم للكتاب المقدس فتحدث عن تجنيد الموارد وتبعه المحامي بطرس منصور عن الحوكمة (أنظمة إدارة الكنائس بحسب الكتاب المقدس) والاخ حسام فاخوري عن مبادئ  الإدارة الكنسية. كما قدم القاضي المتقاعد جميل ناصر من كفرسميع في الجليل الأعلى عظة عن النبي إيليا وهرب بعد تهديد ايزابيل له وكيف تعامل الله معه بهمسة لطيفة ليسترد خدمته.

وقال بطرس منصور وهو المدير التنفيذي للمدرسة المعمدانية في الناصرة في محاضرته عن الحوكمة أنه من الضروري أن يكون للخدام والشيوخ دعوة من الله يتم الاعتراف بها ودعمها من شعب الكنيسة. كما أشار إلى أهمية دور الأعضاء بالذات في النظام الكنسي الجمهوري الذي اعتمدته أغلب الكنائس الانجيلية بالاستناد لنموذج الكنيسة الأولى. وشدد منصور أن الخدام بشر وعرضة للسقوط والتعب والفشل، ولذلك يجب الاهتمام بمنع التضارب بالمصالح وحمايتهم عن طريق مبادئ وأنظمة عديدة وتقييم الدستور وملاءمته كل فترة وأخرى. كما ينبغي تحديد فترة خدمتهم وتعيين موعد التقاعد، والتركيز على الشفافية المالية والقرارات”.

وفي موضوع تجنيد الأموال قال الدكتور جاك سارة وهو رئيس كلية بيت لحم للكتاب المقدس أمن طلب الموارد المالية ليس شرا. ” من الطبيعي أن تطلب الخدمات الروحية الدعم المادي، حيث إن الكتاب المقدس يحتوي على عدد كبير من الآيات تتحدث عن العطاء المادي والتبرعات لدعم الخدمة والمؤمنين.

من المهم بالفعل أن نعدّل طريقة تفكيرنا حول طلب المال. فطلب المال ليس شرًا، بل هو ضروري لتوفير الموارد اللازمة للقيام بالخدمات والأعمال الخيرية.

وأشار سارة أيضا الى أهمية  التحلي بالشفافية والنزاهة في طريقة جمع الموارد وتوزيعها، وعدم الانجرار إلى الاستغلال أو النصب على الناس. ويجب أن نعمل على تحفيز المؤمنين والمجتمعات المحلية لدعم الخدمات الدينية والخيرية والمساهمة في توفير الموارد اللازمة لها.

ووفر سارة مقارنة حول عدد المرات التي تم ذكر العطاء المادي في الكتاب المقدس مقابل الأمور الأخرى. “يوجد في الكتاب المقدس أعداد كثيرة عن العطاء المادي أكثر من ذكر الإيمان والصلاة والمحبة حيث هناك 70 عدد في الكتاب المقدس لھا علاقة بالإيمان و371 عدد في الكتاب المقدس عن الصلاة و 41 عدد قي الكتاب المقدس عن المحبة واللطف في حين أن هناك 2172 عدد في الكتاب المقدس عن العطاء المادي،”.

أما حسام فاخوري وهو خادم ومتكلم متخصص بالطلاب الجامعيين في الأردن فشارك حول الأدوار في القيادة فتحدث عن الفشل في التخطيط وقال انه تخطيط للفشل. كما تحدث عن التحفيز والتفويض والتدريب وإدارة الوقت والتواصل الفعال وتحدث عن مبادئ تشكيل الفريق عن طريق التحدث في الأمور الصعبة وطرح الأسئلة الصحيحة والمحاسبية وغيرها. وكان القسم الأخير من محاضرته الشيقة حول التواصل الفعال بواسطة لغة الجسد والإصغاء وغيرها.

تمتع المشاركون بالمؤتمر بأوقات طيبة مع بعض في منطقة عجلون الخلابة وكانت فرصة للقاء رعاة وخدام انجيليين من الأردن والأراضي المقدسة وتبادل الخبرات والتعرف الواحد على زميله.

يُذكر ان اتحاد المجامع الانجيلية أقيم عام 2017 وينشط في البرامج المشتركة من مؤتمرات ولقاءات هدفها الدعم المشترك.