Skip to content
Skip to content

مؤتمر العرب المسيحيّين: نهضةٌ أم انتفاضة؟

تاريخ النشر: أكتوبر 26, 2025 4:20 م
عرب مسيحيون

ذوقان عبيدات

نقلًا عن موقع الأوّل نيوز

 بدأ مساء الجمعة برنامج مؤتمر العرب المسيحيّين، بقيادة جمعيّة الثّقافة والتَّعليم الأرثوذكسيّة برعاية المُفكِّر هُمّام غصيب، وبمشاركة مُفكِّرين عربٍ، وأردنيّين. شارك في الجلسة الأولى جمهورٌ كبيرٌ لم أشاهده إلّا في حفل إشهار كتاب دولة الروابدة، مع اختلافٍ كبيرٍ بين الجمهورين! جمهور المؤتمر العربيّ المسيحيّ خلا -ربّما تمامًا- من أيّ مسؤولٍ رسميٍّ، أو مسؤولٍ سابقٍ، وهذا بتقديري يُحسَب للمؤتمر. الجمهور سيّداتٌ، وسادةٌ من شخصيّاتٍ مُجتمعيّةٍ مؤثّرةٍ.

(1) هُويّة المؤتمر

منذ اللّحظات الأولى، تبيّن أنَّ المؤتمر عربيٌّ، وطنيٌّ، مسيحيٌّ، مقاومٌ! كانت غزّة وشهداؤها حاضرةً، وكانَتْ مُقاومة لبنان، وغزّة، واليمن وكلُّ المُقاومات حاضرةً.

غنَّتْ جوقة المدرسة أغنية: جوليا بطرس: الحقّ سلاحي سأقاوم، حيث تفاعل الجمهور، وصفّق طويلًا. وغنّت الجوقة أنشودة موطني، وأنشودة السيّد المسيح. وقف الجمهور دقيقة صمتٍ على شهداء فلسطين، والعروبة.

(2) رئيس المؤتمر

ألقى إحسان حمارنة رئيس المؤتمر كلمةً بيّن فيها الهُويّة القوميّة الوطنيّة للمسيحيّة في الأردن؛ فقال: إنَّنا مواطنون أصيلون في هذا الشَّرق! باقون ما بقي الزَّيتون والزّعتر! نعيش هُنا مع شعبنا الأردنيّ، نعيش ولا نتعايش.

وأنا أضيف: لا توجد أقلّيّةٌ في الشّعب الواحد! فالمسيحيّون جزءٌ أصيلٌ من الشَّعب، والمُجتمع الواحد.

أوضَح الحمارنة اهتمام الجمعيّة بالتَّعليم، مع أنَّني حزنتُ لخلوّ جدول المؤتمر، وأوراقه من أيّ ورقةٍ عن التَّعليم، وكيفيّة إدماج مفاهيم الأخلاق، والفكر المسيحيّ في المناهج، والكُتُب المدرسيّة!.

لم أجد أيّ مسوّغٍ لهذا الغياب! نحنُ، وطلبتنا كذلك في حاجةٍ لفهمٍ مُتبادَلٍ بين ثقافات الأردنيّين: مسيحيّين، ومسلمين!!

(3) همّام غصيب

همّام لِمَن لا يعرفه مفكِّرٌ أردنيٌّ إنسانيٌّ، ومُثقَّفٌ فيزيائيٌّ، ولُغويٌّ، ومناضلٌ اجتماعيٌّ، لم أشاهده على أيّ شاشةٍ إعلاميّةٍ وطنيّةٍ، رُبّما بسبب الصِّفات الّتي ذكرتها. فالمواطن محرومٌ من التّواصل مع المُفكّر.

قال همّام غصيب: لاحظوا اسم المؤتمر: العرب المسيحيّون، وليس المسيحيّون العرب. فالمسيحيّون عرَبٌ قبل أنْ يكونوا بأيّ هُويّةٍ أُخرى.

-اللُّغة العربيّة هي الهُويّة والأمُّ؛ وحسب بحوث الدِّماغ الحديثة، فإنَّ الأمَّ تطبع بصمتها، وحليبها كلُّ الهُويات. فالأمُّ، واللُّغة، والأمّة ثلاثيّة الهُويّة.

-المُقاومة عربيّةٌ، لا فرق بين مقاومٍ مسلمٍ، ومُقاومٍ مسيحيٍّ.

نحت همّام غصيب مُصطلح “الصّراحة المسؤولة“. وهو ما تحدَّث به، مع أنّي أرى كلمة مسؤولة تُقلِّل من قيمتيّ الحُرّيّة والصّراحة!. حيّى همّام غصيب الجزء الحُرّ من الغرب الّذي وقف مع غزّة، وفلسطين!.

(4) زيدان كفافي

ورقةُ زيدان كفافي كانَتِ الأولى في المؤتمر، بل كانَتْ مؤتمرًا كاملًا بذاتها. قدّم زيدان تحليلًا علميًّا تاريخيًّا مُذهلًا، أوضح فيه تاريخ الأردن قبل الإسلام بالأدلّة، والوثائق. فالأردنيّون مسيحيّون، تُثبتُ ذلك الكنائس المُنتشرة من العقبة حتّى المفرق، وحوران، في ارحاب، وأم الجمال، وأم قيس. ونوّه بأنَّ المُسلمين، اختاروا أنْ يكون التَّحكيم في أذرح/ معان بوصفها مسيحيّةٍ محايدةٍ.

قال الأبّ حارث إبراهيم من لبنان، بأنَّ كلمة الجاهليّة تُطلَق على من يقول: لا يوجد إله!! بينما المسيحيّة، وكنائسها كانَتْ تملأ نجران، وسبأ، وحِميَر، وكلُّها كانت تعرف الإله الواحد!

(5) هل يحتاج المسيحيّون إلى مؤتمر؟

جوابي: نعم! تاريخنا تعرّض للتَّشويه، وعلى المؤرِّخين تصحيح التَّشويه، وكشفه؛ لنُظهِرَ أنَّنا عربٌ وهذه هُويّتنا قبل أنْ نكون مُسلمين، ومسيحيّين!!.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment