داود كُتّاب-مراسل ملح الأرض من سيول كوريا

في مشهدٍ فريدٍ من نوعه رفرفت أعلام 161 قوميّةً من حول العالم المُشاركة في التّحالُف العالميّ الإنجيليّ المُنعقد في العاصمة الكوريّة سيول، ومنها أعلام الدُّول العربيّة.

وقد شكَّل علم فلسطين والكوفيّة الفلسطينيّة منظرًا جذب الاهتمام في حفل الافتتاح للمؤتمر الرّابع عشر للتّحالُف الإنجيليّ، بحضور أكثر من سبعة آلاف شخصٍ من محلّيّين ومُمثِّلين عن 120 دولةً حول العالم، ومنهم رئيسُ بلدة سيول وممثِّلون عن كبار القادة الإنجيليّين من حول العالم.

القى القسّ ريك وارن عظة المساء، ركَّز فيها على أهمّيّة أن يتبع رعاة الكنائس مثال المسيح وفي أسلوب تواصله مع النّاس.

وشكَّل تواجد 40 مشاركًا من الدُّول العربيّة في الشَّرق الأوسط وشمال أفريقيا محطَّ اهتمامٍ للمُشاركين من كافّة أنحاء العالم، وقد كان ذلك واضحًا في النَّدوة المُخصَّصة للوضع الكنائس والمجتمع الإنجيليّ في دول الشَّرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقال القس الدُّكتور جاك سارة، السكرتير العام لإقليم الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا للتّحالُف الإنجيليّ العالميّ، في ندوةٍ خاصّةٍ للمجموعة، أنَّ هذه أوَّلُ مرّةٍ في تاريخ التّحالُف يكون لقضايا الشَّرق الأوسط وشمال أفريقيا حضورٌ مُميَّزٌ عددًا ومُشاركةً وندواتٍ، إضافةً إلى أنَّه لأوّل مرّةٍ يكون للتَّحالُف أمينٌ عامٌّ من دولةٍ أو خلفيّةٍ غير أوروبيّةٍ.

هذا، وقد تمَّ تخصيص جلستين لمناقشة وضع الكنائس الإنجيليّة في الدُّول العربيّة، كما وتمَّتْ مُشاركة مُمثِّلين من الشّباب والنِّساء في لجان التّحالُف العالميّ.

وقد تخصَّصَتْ جلسةُ صلاةٍ خاصّةٍ في اليوم الثّالث للمؤتمر حول الوضع الخاصّ في دول الشَّرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد انتهَتْ جلسة الصّلاة برفع الصّلاة الرّبانيّة، فيما شكَّلَ المُشاركون دائرةً أمسكَ فيها المُصلّون أياديهم، فيما تمَّ رفع الصّلاة بلغاتٍ مُتعدِّدةٍ. ومن المُتوقَّع أنْ تلتئم الجمعيّة العامّة مساء الأربعاء لاختيار هيئةٍ إداريّةٍ جديدةٍ، فيما سيتمُّ تخصيص مساء الخميس للتَّصديق على اختيار القسّ بطرس منصور كأمينٍ عامٍّ جديدٍ لمدّة الخمس سنواتٍ القادمة للتَّحالُف العالميّ.

وقد تمَّ تقديم صلاةٍ خاصّةٍ من قبل القسّ د. جاك سارة، رئيس فرع الشَّرق الأوسط وشمال أفريقيا للتَّحالُف الإنجيليّ العالميّ ننشر نصّها فيما يلي:

صلاة القسّ د. جاك سارة، رئيس فرع الشَّرق الأوسط وشمال أفريقيا في الجمعيّة الإنجيليّة العالميّة، ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٥:

هل يمكنكم الصّلاة معي من أجل الشَّرق الأوسط وشمال أفريقيا؟ آمين. منطقةٌ اتَّسمَتْ بالمعاناة والصُّعوبات. وبينما نقف إلى جانب شعوبنا، فلنصلِّ من أجل أنْ يُنزِلَ يسوع، أمير السّلام، سلامه على أرضنا، بدءًا من مدينتي، القدس، إلى أقاصي الأرض.

يا رب، نأتي إليك باسم يسوع، ربّ الأرباب وملك الملوك. نسألك يا رب أنْ تسري روحك في أرجاء الدُّول العربيّة. ندعو لك أنْ يوقظ الرّوح القدس القلوب في جميع أنحاء الشَّرق الأوسط وشمال أفريقيا. يا رب، أن تُجدّد، وتُجدّد، وتُجدّد.

يا رب، أنزِل التَّجديد، وأنزل التّوبة، وأنزل الإحياء. يا رب، هذه الأرض الّتي أتيتَ إليها، الّتي شَهِدَتِ التَّجسُّد في بيت لحم، وشهدتِ القيامة في القدس، وصعود الرّوح القدس ونزوله بين التّلاميذ، حيث وُلدت الكنيسة، ثمَّ أُرسِلوا مُبشِّرين إلى العالم أجمع. يا رب، نرجو أنْ تُعيد إحياء تلك الأرض، بدءًا من الأرض المُقدّسة إلى أقاصي العالم.

يا رب، أدعوك أنْ تُعيد روحك السّلام بدلًا من الصّراع. يا رب، نرجو أنْ تُعيد روحك الفرح بدلًا من اليأس. يا رب، نُصلّي أنْ تكون مع النّازحين. نُصلّي ضدّ خطط العدو للقتل والتّدمير، ونُعلن أنَّك ستجلب السّلام والحياة بوفرة.

يا رب، في مكانٍ تحدث فيه إبادةٌ جماعيّةٌ، في أماكن مثل غزّة والسودان وأماكن أخرى، نصلّي لك أنْ تجلب شفاء يسوع لمنكسري القلوب. ونسألك يا رب أنْ تُعيد إحياء كنيستك حتّى تتحقَّق وحدتك وقوَّتك بين القادة والمؤمنين. نصلّي من أجل الكنيسة في منطقة مينا الّتي ستسير في وحدةٍ وتواضعٍ، مُتغلِّبةً على الانقسامات، وعاملةً معًا كجسد المسيح. يا رب، نسألك أنْ تُعمّق المحبّة والشّراكة، لا سيّما بين التّحالُفات العديدة الموجودة داخل جسدنا الإنجيليّ. يا رب، ليكونوا واحدًا كما أنتَ واحدٌ مع الآب والرُّوح القدس. يا رب، نُصلّي من أجل الشّجاعة والصّبر في الخدمة. نصلّي من أجل الصّمود يا رب. نصلّي من أجل الصّمود للقادة الّذين اختاروا بمحض إرادتهم البقاء في تلك الأراضي.
واجعلهم يُستخدَمون لتوسيع مملكتك. ونحن نتطلَّع يا رب إلى ذلك اليوم الّذي ستأتي فيه تلك الأمم، يا رب، أممنا، وجميع الأمم العربيّة، وجميع الأمم ، يا رب، وتنحني أمامك وتعترف بك ربَّ الأرباب وملك الملوك، يسوع المسيح. آمين. فلنتحد جميعًا.