Skip to content

لماذا غابت نشاطات وصلوات أسبوع الوحدة المسيحيّة في الأردنّ؟

رابط المقال: https://milhilard.org/42nf
تاريخ النشر: يناير 22, 2025 11:26 م
mecc
رابط المقال: https://milhilard.org/42nf

داود كُتّاب*

تفاءلنا في الفترة الأخيرة بدعوات مجلس كنائس الشّرق الأوسط الدّاعية لتجسيد مبدأ الوحدة المسيحيّة وتخصيص أسبوع كامل من 18-25 كانون ثاني للنّشاطات وصلوات من أجل الوحدة. وتفاءلنا بالخير أن تنعكس الدعوة في الأردن كون مجلس الكنائس قد فتح مكتبًا كبيرًا في عمّان وزاد من نشاطه في المملكة الأردنيّة الهاشميّة.

فقد وصلتنا أخبار مُفرِحة عن قيام صلوات في معظم دول الشّرق الأوسط ومنها مناطق لم تقمْ بذلك مثل منطقة القامشلي، وطبعًا صلوات في العراق ولبنان. كما وصلنا من فلسطين ومن موقع بطريركيّة اللّاتين  عن  أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين في القدس:  “خلال هذا الأسبوع المسكونيّ، سيتّحد المسيحيّون المحلّيّون من مختلف الكنائس في الصّلاة”.

 ولكن للأسف ولغاية الآن (22-1) لم يصلْنا أيّ خبر عن قيام أيّ كنيسة في الأردن بتنظيم صلاة الوحدة الّتي دعا مجلس كنائس الشّرق الأوسط لها، كما وعلمنا ان ذلك يحرم متابعي فضائيّة نورسات الأردنّ والتي كانت منذ 2011 تبثُّ بصورةٍ مباشرةٍ سنويًا صلاة الوحدة في الأردنّ.  “.

علمنا من مصادر كنسيّة أنَّ الأبّ جوزيف سويد راعي كنيسة مار شربل للموارنة كان قد عرض استضافة الصّلاة إلّا أَّن الفكرة لم تلقَ أيّ تجاوب من باقي رؤساء الكنائس في الأردن، ممّا يؤكد- للأسف-  أنَّه سيتمّ تجاهل دعوة مجلس الكنائس في المملكة الأردنيّة الهاشميّة للصلاة من أجل الوحدة المسيحية هذا العام.

يبدو – حسب ما أفادنا الأبّ جوزيف سويد – أنَّ قادة الكنائس في الأردن مدعوُّون للمشاركة في موقع المغطس بنشاط هامّ دعت له الدّولة الأردنيّة ليومي الخميس والجمعة والسّبت 23-25 كانون ثاني الحالي. وفعًلا  علِمَتْ ملح الأرض من بعض المدعوّين أنَّ الموضوع هو المؤتمر العالميّ الّذي سيعقد في المغطس لمناقشة الصّهيونيّة المسيحيّة.

من ناحية أخرى هناك من يقول إنَّ القادة انشغلوا في نشاطات الحجّ المسيحيّ للمغطس، كما أنَّ طائفة اللّاتين مشغولة في ترتيباتٍ لتنصيب الأبّ إياد طوال في الفترة القادمة كنائبٍ بطريركيٍّ ومطرانٍ للأردن، في حين أنَّ مطران الأرثوذكس،   خريستفوروس عطالله، موجود في الخارج للعلاج، نُصلّي أنْ يعود معافىً وبسلامٍ.

أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين لسنة 2025، يحمل عنوان “أتؤمنينَ بهذا؟” (يوحنّا 11:26)،. وحسب مجلس كنائس الشرق الأوسط فان الدعوة مُرتكزة حول حوار يسوع مع مرثا عند وفاة أخيها لعازر. “في تلك اللّحظة من الحزن العميق واليأس، قادها يسوع إلى الإيمان برجاء القيامة. وكذلك يُدعى المسيحيّون اليوم لوضع أملهم وفرحهم في تجسُّد الرّبّ وآلامه وموتِه وقيامتِه، وسط الضّيقات الّتي يواجهونها، ومشاركة البُشرى السّارّة مع الآخرين منتظرين المجيء الثّاني للرّبّ”.


توفّر ذكرى ال 1,700 للمجمع المسكونيّ الأوّل فرصة استثنائيّة للتّفكير والتّأمُّل في العقيدة الّتي صيغَتْ في ذلك المجمع، والاحتفال بالإيمان المسيحيّ المُشترك


المميَّز أنَّ عام 2025 يتزامن مع الذّكرى الـ 1700 للمجمع المسكونيّ الأوّل، الّذي انعقد في نيقية بالقرب من القسطنطينيّة عام 325م. توفّر هذه الذّكرى فرصة استثنائيّة للتّفكير والتّأمُّل في العقيدة الّتي صيغَتْ في ذلك المجمع، والاحتفال بالإيمان المسيحيّ المُشترك.

طبعًا من المؤكَّد أنَّ صلاة الوحدة المسيحيّة لا تحتاج موافقة أحد، حتّى رؤساء الكنائس. فالدّعوة للوحدة ممارسة فرديّة أوّلًا وثمَّ جماعيّة. والكنيسة كما هو معروف من الكتاب المُقدَّس ليس بناية أو مكاتب إداريّة أو حتّى إكليروس بل هي جماعة المؤمنين.. فكلمة “كنيسة” تأتي من الكلمة اليونانية  “Ekklesía” وهي تعني “الجماعة” أو “المدعوُّين/المختارين”. فأصل معنى “الكنيسة” لا يُشير إلى المبنى، تقول رسالة رومية 5:16 “سَلِّمُوا…عَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِهِمَا…” فنرى هنا أنَّ بولس يذكر الكنيسة الّتي في بيتهما – أي جماعة المؤمنين وليس مبنى الكنيسة.

إذًا لنُصلّي نحن جميعًا كمواطنين في بلادنا و كمكوّن مسيحيّ للوحدة المسيحيّة ليس بالأقوال بل بالأفعال ونضمُّ صوتنا لصوت مجلس كنائس الشّرق الأوسط، مُجسّدين ما علّم يسوع تلاميذه “ليكونوا جميعًا واحدًا… لكي يؤمن العالم…” (يوحنا 17:21).

ملاحظة: ننشر فيما يلي فيديو عن دعوة مجلس الكنائس وتسجيل سابق لعام 2017 لصّلاة الوحدة في الأردنّ كما تمَّ بثّه عبر فضائية نورسات الأردن انذاك.

  • داود كُتّاب صحفي مقدسي ناشر موقع ومجلة ملح الأرض

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content