Skip to content

كيف يمكن إيجاد توازن بين التضامن مع غزة وحق اطفالنا بفرحة العيد

رابط المقال: https://milhilard.org/wp78
عدد القراءات: 805
تاريخ النشر: نوفمبر 24, 2023 10:16 ص
صورة ارشيفية لاظفال الاسير الفلسطيني سامر عربيد. هل يحتفل مع اطفاله هذا العيد؟

صورة ارشيفية لاظفال الاسير الفلسطيني سامر عربيد. هل يحتفل مع اطفاله هذا العيد؟

رابط المقال: https://milhilard.org/wp78

افتتاحية ملح الأرض

بقلم: داود كُتّاب

من الواضح أن العنف يولّد العنف والاحتلال يخلق المقاومة والحصار ينتج عنه الانفجار. ما نحتاجه الآن أكثر من أي وقتا سابقا هو ان نبحث عن حلول بعيدة عن القوة البشرية، معتمدين على قوة الحق والعدل الإلهيين.
كلنا نصلي ونتضرع للرب القادر على المعجزات أن يمنحنا ويمنح شعوب منطقتنا التي عاش فيها السيد المسيح السلام والأمن بعيدا عن الحروب، والقتل، والاستيطان، والتشريد.
لقد تابعنا دعوة البطاركة ورؤساء الكنائس في القدس والتي جاء فيها أن “الأوقات التي نعيشها هذه الأيام ليست أوقاتا عادية. منذ بدء الحرب على غزة، نعيش أجواء أليمة وحزينة. فقد ارتقى الآلاف من الأبرياء الذين فقدوا حياتهم، وإضعاف عددهم الذين تعرضوا لإصابات خطيرة. والناس يعيشون حالة حزن على فقدان أحبائهم وقلقون على من هم غير معروف مصيرهم. وفي منطقتنا فقد العديد من الناس أعمالهم وباتوا يعانون من تحديات اقتصادية خطيرة”.
وعلى الرغم من نداءاتنا المتكررة لوقف إطلاق النار والحد من العنف، فإن الحرب مستمرة إننا في ملح الأرض نؤيد ما جاء في قرار بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس حول ضرورة” التخلي عن أي فعاليات احتفالية غير ضرورية وأن نركّز كل أفكارنا مع إخواننا وأخواتنا المتضررين من هذه الحرب وعواقبها، ومع صلواتنا القلبية من أجل سلام عادل ودائم. على أرضنا المقدسة “.
كما ونشد على أيدي اتحاد مجامع الكنائس الإنجيلية في الأردن والأراضي المقدسة الذي دعا إلى“ التخلي عن أي فعاليات احتفالية في موسم الأعياد ”ودعي البيان المشترك ضرورة التركيز على المعنى الروحي لعيد الميلاد على أن“ تقتصر الفعاليات على الصلوات والعبادة داخل الكنيسة”.
نؤيد الدعوة التي جاءت في بيان البطاركة أن” للمؤمنين بأن يصلوا ويساندوا. تبرعوا بسخاء لمساعدة ضحايا الحرب من الذين هم في حاجة ماسة إلى ذلك “
ورغم تأييدنا لضرورة اقتصار النشاط الكنسي على الأمور الروحية، نشعر أنه من الضروري عدم شمول القرار حق أطفالنا بالتمتع بفرح العيد. فالمسيح جاء ليوفر السلام والطمأنينة للعالم. وفي نفس الوقت نعي أنه من الضروري عدم مضاعفة الألم على أطفالنا الأبرياء الذين يشاركون الكبار في متابعة المآسي في فلسطين.
ولذلك ننصح بضرورة إيجاد توازن بين الاستفادة من قرار إلغاء الاحتفالات للتوضيح لأطفالنا عما يجري في فلسطين الحبيبة من جهة وتوفير أجواء عيد لتوفير البسمة لأطفالنا من جهة. اضف لذلك-الا نبالغ في الحزن وبذلك نضاعف الألم النفسي لأطفالنا.
إننا على ثقة أن رعاة وأعضاء كنائسنا على مستوى عال من النضج لإيجاد هذا التوازن والتعامل معه بحساسية ومسؤولية تجاه الوطن والأطفال في نفس الوقت.
إن عيد الميلاد عيد المحبة والعطاء عيد مولد رئيس السلام وعلينا عدم الابتعاد عن هذه البشارة التي لخصتها الملائكة المحتفلة بالمولد المخلص عندما نشدت:
“الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ.” 

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content