السابق ٢١ تموز تذكار القديس بروكوبيوس شفيع المتزوجين
رابط المقال: https://milhilard.org/zart
تاريخ النشر: يوليو 21, 2022 2:16 م
رابط المقال: https://milhilard.org/zart
سلام فريحات- ملح الأرض
جاءت آثار جائحة كورونا على الحياة الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء، فما كان من الناس إلا أن يتكيفوا مع القيود التي فرضتها الجائحة، فعلى صعيد الحياة الاقتصادية لم نستطع الخروج للمكاتب فأصبح العمل من المنزل ، وأما عن الحياة الاجتماعية ففرضت علينا التفكير بغيرنا لحماية الأرواح، كأن نبقى متباعدين، وعلاقاتنا الاجتماعية قد تقتصر على الأقارب من الدرجة الأولى.
وعند أول فرصة لفتح العديد من الإغلاقات المرافقة لكورونا، استمرت الحياة الاجتماعية لكن بطرق احترازية جديدة لحماية الأنفس من خطر المرض، لتتغير عادات الناس في تنسيق المناسبات بمختلف أشكالها، فانتقلت بيوت العزاء من المنازل، إلى مواقع التواصل الاجتماعي، واقتصر حضور الأعراس الأهل والأقارب من الدرجة الأولى.
فرضت الحكومة الأردنية على منظمي الأعراس والمناسبات الاجتماعية بمجملها بألا يزيد عدد الحاضرين عن 20 شخصا تقول ناديا لــ ملح الأرض عن حفلة خطوبتها في وقت كورونا ” عملت خطوبتي في البيت ب 2020، وكان عدد الحاضرين بس 30 شخص، مع إنه من عاداتنا يعني كانت الخطوبة تقريبا تكون 150 الى 250″، مضيفة أن العدد يقتصر فقط على الدائرة الأولى”.
وعن الصعوبات التي واجهت ناديا في تنفيذ حفلة خطوبتها تقول لــ ملح الأرض ” صراحة إجراءات حفلة الخطوبة كثير صعبة لأنها كانت بنص الجائحة، حتى قبل بيوم خطبتي طلعت قرارات تمنع التجمع لأكثر من 20 شخص، وكان عنا تخوف تفوت الشرطة بإي وقت على البيت او يلاقوا ناس أكبر من العدد المحدد، كثير صعب ومؤرق الموضوع بالنسبة إلنا”
أما عن حفلة زفافها التي أقيمت عام 2021 بعد مرور سنة على بداية كورونا، وبدء فتح القطاعات تشير ناديا أن عدد المدعوين وصل إلى 100 شخص” بالنسبة لهذا العدد وقت كورونا كان يعتبر كثير”.
وعن تجاوز الإحراج الناتج عن دعوة عدد كبير من الناس بما فيهم الأقارب من الدرجة الثانية أو الثالثة والأصدقاء غير المقربين تقول ناديا لـ ملح الأرض” الناس اللي حوالينا كانوا متفهمين، وتحديدا كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، بالنسبة إلهم أحسن ما نعزمهم لأنهم كانوا خايفين على حالهم”.
تغير شكل دعوة حفل الزفاف من ورقية لإلكترونية كانت من أبرز العادات التي تغيرت في ظل كورونا” دعوة العرس كانت إلكترونية، ووصلت للناس من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، هذا الشي كثير وفر علينا وقت وجهد ومال من من دعوة ورقية وتوزيعها على الناس من مختلف محافظات المملكة”.
وبالنسبة لناديا فإن الدعوة وصلت لمن تحبهم ومن تريدهم أن يشاركوها فرحها ” زوجي صمم الدعوة، ووزعناها ووصلت لكل الناس اللي بتحبنا و حابة تيجي تشاركنا بهذا الفرح”،لافتة إلى أنهم أيضا أحبوا طريقة الدعوة الجديدة” الكل حب شكل الكرت وحكوا عنه حلو، وكمان شاركوه مع الأقارب حتى تعم الفرحة”.
كان لجائحة كورونا بعض الإيجابيات مثل تخفيض التكلفة المادية على العروسين تقول لــ ملح الأرض ” من ناحيه مادية كل ما يقل عدد المدعوين، تقل التكلفة المادية، فبدل ما تدفع على 200 شخص وأكثر، صرت تدفع على ١٠٠ شخص”.
يتفق داني مع ناديا حول كورونا فهي ساهمت في تخفيض الكلفة المادية للحفلات بسبب الغاء دعوة العرس الورقية، وقلة عدد المعازيم، لافتا إلى أن العرس بالأردن قبل كورونا كان تكلفته تصل ل10 آلاف دينار حسب ما قال لــ ملح الأرض” عادات الزواج قبل كورونا كانت تجعل الشخص المقتدر ماديا فقط على الزواج”.
عقد داني خطوبته في منتصف شهر أيلول العام الماضي، بعد مرور ما يقارب 3 أشهر على فتح الحكومة الأردنية القطاعات المغلقة، يقول داني” كنا محددين بدعوة 100 شخص كحد أقصى للحفلة، لذلك دعينا المقربين من الدرجة الأولى، لكن كان عتاب من بعض المعارف بسبب عدم دعوتهم، فواجهتنا صعوبة شوي بتفهم بعض الناس إنه العدد محدود، بالمقابل في ناس قدرت ظروفنا إنه ما بنقدر على دعوة الكل”.
أعلنت الحكومة الأردنية في 26 مايو/أيار العام الماضي، عن إعادة فتح العديد من القطاعات اعتبارا من مطلع شهر حزيران-2021 ، بعد انخفاض الإصابات بفيروس كورونا، منها فتح صالات الأفراح ضمن بروتوكول صحي ، بشرط إعطاء اللقاح لجميع العاملين في هذه المنشآت والعمل بطاقة استيعابية 50%، وبحد أقصى 100 شخص.
يشير بسام الحلو احد مؤسسي مبادرة خدمة العائلة لــ ملح الأرض أن العادات والتقاليد في الأردن وفلسطين ولبنان تأثرت بعد جائحة كورونا، على عكس دول عربية أخرى مثل مصر لم تتأثر العادات فيها، مشيرا في حديثه أن من بعض العادات والتقاليد التي تغيرت في حفلات الزفاف هي عدم التركيز على دعوة عدد كبير في حفلات الخطوبة او الزفاف، اقتصار شهر العسل على السياحة الداخلية،دعوة الناس اقتصرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
أما عن المحاضرات التي تقدمها خدمة العائلة للمقبلين على الزواج، في ظل جائحة كورونا أصبح يتم تقديمها إلكترونيا من خلال تطبيق ” زوم”، او تطبيق “فيس بوك”، بعد أن كانت وجاهية يصل عدد الحضور فيها من 30-40 شخص.
يوضح بسام الحلو لــ ملح الأرض أن التفاعل في المحاضرات الإلكترونية يسهم في توصيل من 75-80% من المعلومة منها وجاهيا، مؤكدا أن طريقة التواصل وجاهيا أفضل من ناحية من لغة الجسد، وطريقة الطرح.
وعن النصائح التي قدمتها الخدمة للازواج أو المقبلين على الزواج المتباعدين جسديا، أو كل منهم في بلد، أن يتم التواصل بينهم عبر تقنية الفيديو لأنها تعطي البعد الرابع من جودة التواصل.
بدوره يقول الأب محمد جورج شرايحة راعي كنيسة مار يوسف الروم الكاثوليك لــ ملح الأرض إن الطقوس الدينية لمنح سر الزواج لم تتغير في كورونا، مؤكدا أن هناك العديد من طقوس العادات والتقاليد تغيرت خاصة في المناسبات الاجتماعية، مثل التجمعات الكبيرة للناس قبل وبعد الإكليل، توفير نفقات مهدورة بآلاف الدنانير لحفلات الزفاف من إقامة الولائم أو شراء الورود ، إقامة الحفلات بالفنادق.
مؤكدا أن كورونا دفعت الناس للانتباه اكثر لما يتم تبذيره من أموال، لتوفيره لاحقا للسفر لقضاء شهر العسل في بلدان أغلى من المخطط لها، ويلفت شرايحة إلى أن الكنائس اتخذت جملة من الإجراءات الاحترازية الجديدة في ظل دخول الأردن لموجة كورونا خامسة مثل إلغاء التصافح بالأيدي والتقبيل.
” عاداتنا لم تعد كالسابق”يشير الأب شرايحة أن كورونا جلبت للناس بعض العادات السلبية مثل إبقاء زيارات الأهل والأقارب للأعياد والمناسبات بعد أن كانت أسبوعية أو شهرية، لافتا إلى أن الناس بعد كورونا رأت أنها تميل لعادات المجتمعات الغربية بدلا من الشرقية.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.