السابق الملك عبدالله يهاتف البابا فرنسيس أثناء مروره فوق الأجواء الأردنية- صوت
رابط المقال: https://milhilard.org/y76i
عدد القراءات: 1312
تاريخ النشر: نوفمبر 6, 2022 10:58 ص
رابط المقال: https://milhilard.org/y76i
دانية البطوش – ملح الأرض
أضحت المؤسسات الدينية اليوم تستخدم وسائل التواصل الإجتماعي لمساعدة الناس للوصول إلى الكنائس والتعبّد والتقرب إلى الله من خلالها وأحيانا تعتمد آلية بث الصلوات عبر تنية البث المباشر بهدف الوصول للأشخاص غير القادرين على المشاركة بها ن جهة والترويج لهذه النشاطات وغيرها من جهة أخرى، والكثير يتساءلون هل أثر ذلك على ضرورة التردد على الكنيسة للعبادة؟ وآخرون أيضاً يتساءلون هل تكفي مشاهدة القداس والاحتفالات عبر الفيس بوك لايف أم نحن بحاجة للتقرب من الكنائس؟ وهل جذبت وسائل التواصل الإجتماعي الشباب للمشاركة في الشعائر الدينية أم كفّتهم عن الزيارة؟
الأمين العام السابق للشبيبة المسيحية في الاردن والشرق الأوسط طارق الحجازين يقول لـ ملح الأرض:” أصبح هناك ضعف بالتواجد بالكنائس بشكل مستمر وذلك بسبب الإنشغالات، وأيضاً طبيعة العمل ولساعات أطول لكن الغالبية ما زالت مستمرة بالتوجه للكنائس بشكل أسبوعي” .
وأضاف:”لا تغني مواقع التواصل الإجتماعي عن زيارة الكنيسة ولكن تعتبر وسيلة جذب حيث تستخدم لتسويق الأفكار والمعتقدات ويمكن الحصول على المعلومه من خلالها، وكان هناك صعوبة في الوصول للكنائس أثناء جائحة كورونا حيث لم نستطيع الوصول للكنيسة للاحتفال بالأعياد والمناسبات ولا حتى لممارسة طقوسنا وشعائرنا، وفي هذه الفترة نجحت مواقع التواصل بإيصال الناس للكنيسة وتغطية الفجوة التي حصلت بيننا وبين الكنيسة وخاصة مع تفرغ الناس أثناء الجائحه فبالتالي استطعنا أن نسمع كلمة الله من خلال السوشيال ميديا”.
وأشار الحجازين إلى أنه هناك الكثير من الأمور التي كانت من الصعب تقبلها مثل التعليم الإلكتروني والإجتماعات الأونلاين والتدريبات إلا أن جائحة كورونا أجبرت الجميع على السير على هذا النهج للتمكن من الإستمرار: “الكنيسة كجزء أساسي من الإنسان المسيحي في حياته ومسيرته الروحية وجدت لها مساحة على السوشيال ميديا واستمرينا في إستغلالها حتى ما بعد الجائحه لنتمكن من التواصل مع الآخرين” .
ويعتقد الحجازين أن وسائل التواصل الإجتماعي لم تكن تحمل آثارًا سلبية بعد الجائحة بل على العكس تماماً حيث استطاعت الوصول للناس بشكل أكبر والذي لم يكن معهودًا في السابق على حد قوله: “وكان للشبيبة دور إيجابي أثناء الجائحة حيث استطاعوا الوصول للشباب في بيوتهم من خلال اجتماعات الأونلاين واستمروا عليها حتى هذه اللحظه بالإضافة للإجتماعات الوجاهية واصبحوا يقومون بعمل لقاءات وصلوات وجوقات وأنشطة تعليمية وتدريبات أون لاين بالإضافة لعمل لقاءات مع شبيبة من خارج الأردن من سوريا ولبنان وفلسطين”
وأكد علاء مساعدة الأمين العام السابق للشبيبة لـ ملح الأرض على أنه من الممكن تنشيط الأمور الروحية لدى الرعية من خلال مساعدة كبار السن والأشخاص الذين لم يحضروا للصلاة لفتره طويلة وإحضارهم إلى الكنيسة وتحفيزهم للصلاة من خلال بث مباشر للقدّاس على مواقع التواصل الأجتماعي: “خلال جائحة كورونا لم نستطع الصلاة في الأعياد وهذا الذي لم نعتد عليه من قبل فأصبح لدينا إشتياق للصلاة في الكنائس”.
ويرى المساعدة أنه لا يمكن الإستغناء عن حضور القدّاس بالكنائس من خلال حضور القدّاس عبر التلفاز أو من خلال مواقع التواصل الإجتماعي: “لأنه في الكنيسة يكون التركيز للهيكل وكلام الخوري على عكس ما يكون في المنزل”.
وتابع المساعدة قائلاً: “نعلم أن الشباب يقضون معظم وقتهم على مواقع التواصل الإجتماعي فيمكننا استغلال هذا الموضوع ونجعله بداية لتحفيزهم لدخول الكنائس والرجوع لها من خلال عمل أنشطة وألعاب لهم تغنيهم عن ما هو موجود على الفيس بوك والتيك توك لنشعرهم بأننا نعلم ما هي إحتياجاتهم، فهذه الألعاب من الممكن أن تجذبهم للعودة للكنيسة إذا وجد الشباب إحتياجاتهم الدينية في هذه الأنشطة.”
وأشار المساعدة إلى أنه يوجد عدة فئات للشبيبة على مستوى المملكة تبدأ من البراعم ثم الإعداد الثانوي ثم الجامعي والعاملي وحتى للكبار: “خلال هذه المراحل يقوموا بزيارة الكنيسة ويتم الحديث معهم عن ما تم في القدّاس، أو يتم مناقشة مواضيع تهمهم لكل فئة عمرية تحضر أنشطتها، فلا تقتصر مشاركتهم الروحية على قدّاس يوم الجمعة أو الإحتفالات لكن يتم الإجتماع مع الشبيبة أسبوعياً لمدة ساعة أو ساعتين للحيدث معهم عن التحديات ومواضيع تهم الشباب ومشاكلهم”.
ولفت الأب توما زيادين لـ ملح الأرض إلى أن وسائل التواصل الإجتماعي استخدمت حديثأ في الكنيسة والتي تعتبر بدورها فرصة إيجابية للكنيسة لتوسيع بشارتها وليتم إيصالها للجميع وهي برأيه فرصة يجب على الكنيسة إستغلالها لتوصيل رسالتها ولخدمة الكنيسة في طقوسها وفعالياتها وإتاحة الفرصة لسماع صوت الكنيسة.
وأشار الزيادين :”في الوقت الحالي يتم إيصال أخبار الكنسية للجميع من خلال السوشيال ميديا على عكس ما كان في السابق، وأصبح هناك تفاعل بيننا وبين الكنيسة بشكل أكبر حيث لم تعد الكنيسة محصورة داخل مبنى معين بل أصبح التفاعل مع الكنيسة خارجياً من خلال الإنترنت، ووجود رسالة الكنيسة على مواقع التواصل الإجتماعي يوفر فرصة جديدة للشهادة المسيحية”.
وأضاف: “كان هناك أشخاص يمتلكون موهبة البشارة ولكن لم تكن متاحة لهم الوسائل الموجودة حالياً لكن الإنترنت أتاح هذه الفرصة للتبشير وإعطاء الشهادة المسيحية “.
وأكدّ الزيادين أن مواقع التواصل لا تغني عن حضور القداس في الكنيسة لأنها يجب أن تكون في خدمة الكنيسة وليس العكس: “لا نستطيع أن نأخذ كل ما يتعلق في الكنيسة من خلال مواقع التواصل فلا يمكن حضور قدّاس إلهي من خلال الهاتف فيجب أن نكون حاضرين جسدياً وروحياً أثناء القدّاس ويمكن إستغلال التواصل الإجتماعي في جزئية البشارة واخذ أخبار الكنيسة وإعطاء رأي” .
وعلى صعيد آخر يرى الزيادين أنه يوجد سلبيات لمواقع التواصل الإجتماعي :”حيث أنه في السابق أي فكره خاطئة في المسيحية كان يمكن السيطرة عليها مباشرة على عكس ما يحدث حالياً فأي شخص يملك هاتف يبث أفكارة ورسوماته ومعتقداته وأرائه ولم يعد يمكن السيطرة على هذه الأفكار بشكل كافي”
وتحدّث أحد رجال الدين لـ ملح الأرض مفضلاً عدم ذكر اسمه: “بدايةً أزمة كورونا التي حدثت خلال الثلاث سنوات الماضية أثرت بشكل كبير على مدى التزام الناس بحضور الصلوات وسائر الشعائر الدينية سواء كان ذلك في الكنائس أو غيرها من دور العبادة فنحن نعلم جيداً أن دور العبادة خلال أزمة كورونا تعرضت للإغلاق في مناسبات كثيرة جداً ومنعت الصلاة فيها وهذا أدى إلى عدم قدرة الناس على المشاركة في الصلاة والشعائر الدينية، ولذلك بدأت الكناس في هذه الفتره بالإعتماد بشكل كبير على وسائل التواصل الإجتماعي بهدف أن لا يحدث قطيعة كاملة بين المؤمنين وبين الكنيسة، لهذا لجأت الكنائس لمواقع التواصل لبث الصلوات والإحتفالات الدينية لإبقاء الناس على تواصل مع شعائرهم الدينية فلذلك ساهمت أزمة كورونا بشكل كبير في تفعيل لدور وسائل التواصل”.
وتابع حديثه: “من ناحية أخرى استخدام وسائل التواصل أثناء سنوات كورونا خلق ظاهرة عند البعض بأن يكتفوا بحضور الصلاة والإحتفال والشعائر الدينية فقط عبر وسائل التواصل الإجتماعي دون الشعور بأنهم ملزمين بحضور الصلاة داخل الكنيسة وهذا نتيجة المنع الذي حدث أثناء جائحة كورونا وهي ظاهرة غير مشجعة بتاتاً ولا محببة، ولا يوجد ضرر في بث الصلاوات عبر مواقع التواصل الإجتماعي خصوصاً للأشخاص المرضى والعجزة ولكن لا يجب لهذا الشيء أن يتحول لذريعة وحجّة للقادر بعدم حضور الصلاة في الكنيسة، فمواقع التواصل كانت تغني عن حضور الصلوات داخل الكنيسة أثناء جائحة كورونا لكن مع فتح الكنائس مرةً أخرى في لا تغني إلا من تعذر عليه ذلك سواء كان لسفر أو مرض أو غيرها”.
وأضاف مفسراً: “نحن حالياً نعيش ضمن عالم يسمى العالم الرقمي وهو يفرض واقع في جميع مجالات الحياة ويجب علينا أن نتكيف مع هذا الواقع فنحن لا نستطيع أن نعيش ضمن هذا العالم بعباءة شخص يعيش في ثلاثينيات القرن الماضي وهذا ما يسمى تكيف الإنسان مع الواقع الجديد سواء من فئة الشباب أو من فئة كبار السن، والتكيف لا يعني التنازل عن المبادئ والأسس كالأخلاق والأيمان بالله فلا يمكن التخلي عن هذه المبادئ بذريعة أنها من الماضي، فلذلك واجب الكنيسة بأن تتكيف مع الواقع الرقمي الجديد بكل ما يفرضه وفي نفس الوقت أن تحث الجميع على الإلتزام والتمسك بالمبادئ الإيمانية والأخلاقية والأسس الجوهرية بصرف النظر عن الواقع الذي نعيشه، فيمكن للكنيسة أن تستفيد من وسائل التواصل الإجتماعي بهدف التوجيه والإرشاد والتفسير وخدمة المبادئ والأسس”.
أما بالنسبة للإلتزام الديني عند الفئات الشابة أضحى قائلاً:”هي تختلف من منطقة لأخرى بالحضور والمشاركة الشعائر الدينية، ثانياً لا تغني وسائل التواصل الإجتماعي الشباب عن حضور الصلوات والشعائر في الكنيسة ولكن بسبب وجود واقع جديد حيث أن معظم الشباب أصبحوا يرتادون الجامعات ويذهبون إلى العمل بالإضافة لمتطلبات الحياة والتي للأسف أصبحت تأخذ حيز على حساب المشاركة الدنية في الصلوات والشعائر فيمكن لوسائل التواصل أن تكون بديل بالرغم أنها لا ترقى لمستوى المشاركة الفعلية داخل الكنيسة”.
وختم حديثه: “واجبنا كرجال دين أن نحث الفئات الشابة بأن لا يتخلوا عن المبادئ والأسس وأن يكونوا متواجدين داخل الكنيسة مع مراعاة ظروفهم اليومية، ولذلك أصبحت الكنيسة تقوم بالصلاة أيام الجمعة والسبت وواجب عليها أن تخلص أساليب وبدائل لتعوض الناس عدم مشاركتهم بسبب ظروفهم”.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.