
السابق كشّافة الرّوم الأرثوذكس يبعثون رسالة وحدة ومحبّة في مسيرة وطنيّة مهيبة احتفاءً بيوم العلم الأردنيّ- صور وفيديو
ملح الأرض- خاصّ
أصدرَتْ كنيسة المهد للرّوم الأرثوذكس وكافّة الجمعيّات والمؤسَّسات الأرثوذكسيّة في مدينة بيت لحم بيانًا أعلنَتْ فيه قرار إلغاء كافّة الفعاليّات والمظاهر الاحتفاليّة لعيد القيامة المجيد لهذا العام والاقتصار على إقامة الصّلوات وطقوس الشّعائر الدّينيّة فقط، وذلك نظرًا للظروف الاستثنائيّة العصيبة وتجدُّد الحرب والتّصعيد والأوضاع القاسية المريرة الّتي يمرُّ بها الشّعب الفلسطينيّ على امتداد أرضه.
وحسب البيان يتوجَّه موكب النّور مُباشرةً من القدس إلى مركز السّلام- ساحة المهد ويتمُّ تسليمه إلى سيادة الوكيل البطريركيّ المتروبوليت فنيذكتوس ثمَّ يُتابع الموكب مسيرته إلى داخل الكنيسة.
وأكَّدَتِ الكنيسة أنَّه لا علاقة لها بأي أنشطة أو مظاهر احتفاليّة قد تتمُّ خارج النّطاق الكنسيّ طالما أنَّها ليسَتْ مُدرجةً ضمن البرنامج الرّسميّ للكنيسة في هذه المُناسبة المُقدّسة.
جاء ذلك بعد أنْ أصدر “أبناء المهد – بيت لحم” بيانًا توضيحيًّا حول إلغاء ترتيبات استقبال النّور المُقدَّس في المدينة، وأنَّهم تفاجأوا “بقرار انفراديّ مُتسرِّع” من الجمعيّة الأرثوذكسيّة وكشّاف الطّليعة وسيادة المتروبوليت فنيذكتوس – الوكيل البطريركيّ في بيت لحم وبعض شباب كنيسة المهد بإلغاء البرنامج الّذي قد قام “أبناء المهد” بالتّحضير له لاستقبال النّور المُقدَّس، وحصر استقباله داخل الكنيسة فقط، دون أي اعتبار لنبض الشّارع المسيحيّ، ودون أي مُشاركة مجتمعيّة، وكأنَّ المدينة باتَتْ حِكرًا على من يستغلُّ موقعه لتكريس الهيمنة والسّيطرة باسم الكنيسة وذلك حسب ما جاء في البيان.
وأعلن “أبناء المهد” في بيانهم أنَّه وبعد التّنسيق الكامل مع أجهزة السُّلطة الفلسطينيّة على استقبال النّور من دوّار العمل إلى الكنيسة، “أنَّنا ننسحبُ رسميًّا من هذه التّرتيبات، ونُعلن أنَّنا غير مسؤولين عن أي نشاط أو ترتيبات في هذا اليوم داخل مدينة بيت لحم”.
وفيما يلي نص بيان “أبناء المهد – بيت لحم”
يا أبناء بيت لحم، يا من تنبض قلوبكم بالإيمان، وتحملون نور الرجاء في زمن القيامة، نحن “أبناء المهد – بيت لحم”، كنا نعمل بكل محبة وإخلاص، وبالتعاون مع الجمعية الأرثوذكسية، على تنظيم استقبال النور المقدس كما في كل عام، من دوار العمل إلى كنيسة المهد، في مسيرة إيمانٍ وكرامة تعبّر عن وحدة هذا الشعب المسيحي، وصموده، وتمسّكه بإيمانه رغم كل التحديات.لكن، ويا للأسف، تفاجأنا اليوم بقرار انفرادي متسرّع، صادر عن:
الجمعية الأرثوذكسية
كشاف الطليعة
سيادة المتروبوليت فنيذكتوس – الوكيل البطريركي في بيت لحم
وبعض شباب كنيسة المهد
يقضي بإلغاء كل البرنامج المتّفق عليه، وحصر استقبال النور المقدس داخل الكنيسة فقط، دون أي اعتبار لنبض الشارع المسيحي، ودون أي مشاركة مجتمعية، وكأن المدينة باتت حكرًا على من يستغل موقعه لتكريس الهيمنة والسيطرة باسم الكنيسة. نحن هنا نعلنها بكل وضوح وجرأة:
هذا القرار لا يمثلنا، ولن نكون جزءًا من مشهد يُقصي الناس ويحتكر الرمزية الدينية ويُهمّش الصوت الشعبي.
بل أكثر من ذلك…
كنا نطمح أن تكون مسيرتنا هذا العام رسالة إلى العالم أجمع، نعلن فيها أننا، أبناء بيت لحم، ما زلنا نصلي من أعماقنا كي يعمّ السلام في الشرق الأوسط والعالم بأسره، وأن شعلة النور المقدس ليست ملكًا لأحد، بل هي حق روحي وإنساني لكل مسيحي ومسيحية، ولكل مؤمن بالسلام والعدالة.
ولكن يبدو أن هناك من لا يريد لصوت السلام أن يُسمع، ولا لصورة الوحدة أن تظهر. هناك من اختار أن يطفئ نور المشاركة، ويستبدله بقرارات فوقية تحوّل هذا اليوم المقدس إلى مناسبة مغلقة لا تعبّر عن روح المدينة، ولا عن رسالتها.
وبناءً عليه، نؤكد نحن مجموعة أبناء المهد، وبعد التنسيق الكامل مع أجهزة السلطة الفلسطينية على استقبال النور من دوار العمل إلى الكنيسة، أننا ننسحب رسميًا من هذه الترتيبات، ونعلن أننا غير مسؤولين عن أي نشاط أو ترتيبات في هذا اليوم داخل مدينة بيت لحم. سنكون حاضرين في القدس مع إخوتنا هناك، حيث يُحتضن النور من القبر المقدس. نحن لا نسعى للفوضى، ولا نرغب إلا بما يخدم مصلحة مجتمعنا المسيحي وكرامته. لكننا في الوقت ذاته، نرفض أن نكون شهود زور على تهميشٍ ممنهج، واستغلال مرفوض للمواقع والسلطات الكنسية.
نقولها من القلب:
بيت لحم ليست ضيعة لأحد، ولا ورثة حصرية لعائلة أو فئة أو تيار. بيت لحم هي رسالة، ونور، وحقيقة… ومن يخشى من حضور الناس، فهو لا يحمل لا نورًا ولا رسالة.
يا أهلنا،
أنتم تعرفون الحقيقة، وتشهدون من يعمل للخير ومن يعمل لنفسه. أنتم من منح هذه الأرض قدسيتها، وأنتم من يستحق أن يكون في قلبها، لا على الهامش.
سنواصل الطريق، وسنحمل شعلة النور حيثما يُسمح لها أن تضيء. وسنبقى على العهد، أوفياء للمسيح، لا للمصالح. ثابتين في الإيمان، لا في المناصب. متمسكين بالحقيقة، لا بالأوهام.
المسيح قام… ونحن نقوم معه، نحو الحق، والنور، والحرية.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!