
السابق Nazareth Local Baptist Church Celebrates Botrus Mansour’s Ordination and send off to WEA
خاص- ملح الأرض
أحيت كنيسة الأرمن الكاثوليكيّة في عمّان “تجديد عهود الزواج” لأفراد الرّعية، احتفالًا بـ”يوبيل الزّواج، الزّواج الكنسيّ المُقدّس”، في مبادرةٍ دعا إليها كاهن الرّعية الأب يغيا تيرتساكيان، وذلك من خلال ترتيب قُدّاسٍ إلهيٍّ برئاسة المونسنيور تاريغ نامويان، بطريرك الأرمن الكاثوليك في الأراضي المُقدّسة والأردن.
ووجّهتِ الكنيسة دعواتٍ إلى الأزواج من أفراد الرّعية ممّن عقد قرانهم في كنيسة الأرمن الكاثوليك المعروفة باسم سيّدة الانتقال، كُتب فيها اسم الزّوجين وتاريخ زواجهما مع عبارة: “عاهدتما نفسيكما أمام الله وشعبه أنْ تبقيا مُتّحدَين في كلِّ الأوقات، فلا يربطكما ببعضكما البعض سوى الحُبّ، وعدتما أن تكونا عائلةً فاضلةً، توق أنْ تكونا للعالم نورًا لامعًا وللأرض ملحًا طيّبًا. لقد مرّت العقود وأنتما لا تزالان مُتّحدَين رغم مصاعب الحياة وغدر الأزمنة”
مشاركةٌ واسعةٌ وحضورٌ رسميّ
شارك 34 زوجًا وعائلاتهم في احتفاليّة “يوبيل الزّواج الكنسيّ”، وسط حضور رئيس الأساقفة جيوفاني بيترو دال توو، السفير البابويّ لدى الأردن، فيما اعتذر آخرون عن المشاركة لظروفٍ خاصّةٍ، وفقًا للكاهن تيرتساكيان.
فرحٌ مُتجدِّدٌ بعد عقودٍ من الزّواج
ووصف الأب يغيا تيرتساكيان في حديثٍ لـ ملح الأرض مشهد دخول الأزواج الكنيسة لإحياء ذكرى زواجهم ممّن مضى عليه أكثر من 45 سنة، حيث أرادت الكنيسة من خلاله إدخال الفرح والسعادة إلى حياة هؤلاء الأزواج، منوِّهًا إلى أنَّ هذه الزيجات عانت ربما من ضيقٍ وجفاء، ورغم ذلك استمروا بزواجهم المسيحيّ إلى الآن.
وأشار الكاهن إلى أنَّ دخول الأزواج من الرعية كان وسط مشاركة أبنائهم وأحفادهم، وقال: “دخلت معهم السعادة والذكريات الّتي تبادلوها بمشاركة أحبائهم”.
الزواج الكنسيّ… لا طلاق بل بطلان
وأوضح الكاهن أنَّ الزواج عند طائفة الأرمن الكاثوليك لا يوجد فيه طلاق، وإنّما بطلان زواج، وتسعى الكنيسة للتّدخُّل من أجل المساعدة على حلّ المشاكل بين الزوجين للوصول إلى إصلاحٍ أسريٍّ وتوافقٍ بين الزوجين. وأضاف الأب يغيا لـ ملح الأرض أنّ هناك عائلات استمرّت بالزواج المسيحيّ، وهو اتحاد المسيحيّ بكنيسته في البذل والعطاء، وهذا دليلٌ على الحبّ الإلهيّ، مع التّأكيد أنَّ “السيّد المسيح كان معكم في كلّ الأوقات الّتي عشتُموها سويًا”.
فعاليّةٌ غير مسبوقة في تاريخ الكنيسة
وتعتبر هذه الاحتفاليّة هي المرّة الأولى الّتي تشهد فيها كنيسة الأرمن الكاثوليكيّة، الّتي بُنيت منذ عام 1951 في الأشرفيّة، مثل هذه الفعاليّة لإحياء ذكرى الزّواج بإقامة قُدّاسٍ إلهيٍّ مع احتفالٍ بسيطٍ وأغانٍ تُناسب المكان وطبيعة الاحتفال، مع تقطيع الأزواج لـ”قالب كيك” زُيّن بالزهور الّتي حملت ألوانها الأحمر والأصفر والأرجواني.
فكرة المبادرة وانتشارها
وكانت فكرة الاحتفاليّة قد طُبّقت في اليونان في التسعينيات عند خدمة الكاهن هناك، بحسب الكاهن تيرتساكيان، الّذي قال: “فكرة المبادرة جاءت حتّى نُذكّر أفراد الرّعية بقيمة الزواج والعائلة، والتّأكيد على أنّهم ليسوا وحدهم”, وانتقلت الفكرة إلى فرنسا ولبنان وأرمينيا والأردن، في إشارةٍ إلى توليه رعاية الكنيسة في الأردن منذ نحو سبعة أشهر.
آراء الحضور
وشاركت ماريا نَحّاس خلال حديثها مع ملح الارض مشاعرها عقب الاحتفاليّة قائلةً: “شاركت اليوم احتفالي بثلاثين عامًا من الزواج المبارك الّذي جمعني بزوجي الحبيب وشريك حياتي، فيكين شمبليان، منذ تاريخ زواجنا في 03/09/1995. ثلاثون عامًا من الحبّ، من التحدّيات، من النضوج، ومن النِعم الّتي لا تُحصى.
وأعادت ماريا ذكرى زواجها “بدأنا رحلتنا بإيمانٍ بسيطٍ، ولكن عميق، بأنَّ الَّبَّ هو من يجمع القلوب ويبارك البيوت. واليوم، بعد كلِّ هذه السنوات، أستطيع أن أقول بثقةٍ: نعم، الرّبُّ كان معنا في كلِّ خطوةٍ، في كلِّ دمعةٍ، وفي كلِّ ابتسامة”.
وتابعت حديثها لـ ملح الارض: رزقنا الله بثلاثة أبناء رائعين: جانيتا، كريستين، وأنترانيك، وكانوا أفضل استثمار في حياتنا، وثمرة هذا الحب، وشهادة حيّة على أن المحبة المسيحية لا تسقط أبدًا، بل تنمو وتزهر وتثمر.
وتابعت: المحبة التي تعلّمناها من يسوع المسيح ليست مجرد شعور، بل هي فعل يومي، تضحية، غفران، وصبر. كما قال بولس الرسول: “المحبة تتأنى وترفق، المحبة لا تحسد، المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ… المحبة لا تسقط أبدًا.” (1 كورنثوس 13)
وقالت ماريا “لا يسعني في هذا اليوم إلا أن أقدم شكري العميق لكاهننا العزيز، الأب إيليا، الذي نظّم هذا الحدث بكل محبة واهتمام. لقد جعل من هذه المناسبة لحظة لا تُنسى، مليئة بالدفء والروح المسيحية الحقيقية”. معربة عن شكرها للكنيسة التي احتضنتنا، كما وشكرت كل من شاركنا هذا اليوم، وأصلي أن تبقى بيوتنا جميعًا مغمورة بمحبة المسيح، وأن نكون نورًا في هذا العالم، كما دعانا أن نكون.
تشجيع الشباب على الشراكة المقدسة
وتابع الأب يغيا تيرتساكيان حديثه لـ ملح الأرض: “في بداياتي عملت على صلوات الجنازات والقداس، حيث كان المتوفون كبارًا في العمر، ولم تكن تُقام الأعراس. بحثت عن فكرة لمناسبة تحمل الفرح، فكانت فكرة المبادرة التي تقوم على تقديس الزواج وتشجيع الشباب على الدخول في الشراكة المقدسة بين الرجل والمرأة، شراكة مقدسة تتطلب الحب، والمحبة، والتضحية، والعطاء”.
ونوّه الكاهن إلى أن الكنيسة زارت العائلات التي اعتذرت عن المشاركة، وقدمت تذكارًا وشَتلات ورد وقطعة من قالب الكيك. وقال إن هناك الكثير من أبناء الرعية تكللوا في الكنيسة لكنهم لم يحضروا لأسباب مختلفة، والذين حضروا القداس الإلهي صلّوا باللغة العربية، مجددين عهود زواجهم، معلقًا: “لم نجد أغنية تناسب المناسبة، فوضعنا أغنية (هابي بيرثداي) المشهورة، وكل واحد من الأزواج قام بتقطيع الكيكة، مع غناء وعزف يتماشيان مع المناسبة”.
لقاءات عائلية شهرية لتعزيز الروابط
وأضاف الأب يغيا أن العائلات قررت إقامة لقاء عائلي فيما بينها كل أول جمعة من الشهر، بحضور قداس إلهي تشارك به العائلات، ويتخلله برنامج رحلات وغيره.
تراجع المشاركة في الصلوات
وحول مشاركة أبناء الرعية في القداس والصلوات مقارنة مع السنوات السابقة، قال: “الحال تبدّل، فقرابة 100 عائلة أرمنية ما زالت تقطن الأشرفية، منهم من انتقل إلى مناطق أخرى أو سافر إلى الخارج”، معلقًا: “عدد أصابع اليد من يحضر قداس الجمعة والأحد، ودائمًا ما أقيم القداس وحدي دون أن يحضر أحد”، معربًا عن أمله بحضور أبناء الرعية للكنيسة”.
الأرمن… أول أمة تبنت الزواج المسيحي المقدس
ويُشار إلى أن المجتمع الأرمني في الأردن مميز فيما يتعلق بالزواج المسيحي المقدس، كون هذا المجتمع ينتمي إلى الأمة الأرمنية، الأمة الأولى التي تبنت الديانة المسيحية، ومعها تبنت الزواج المسيحي المقدس قبل كل الأمم.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!