Skip to content

كنائس القدس تطلق نداءً عاجلًا للوقوف ضد مخططات التهجير القسري لأهل غزة

رابط المقال: https://milhilard.org/7xuc
تاريخ النشر: فبراير 15, 2025 1:30 م
headsofjerusalem
رابط المقال: https://milhilard.org/7xuc

أطلق بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، اليوم، نداءً إنسانيًا عاجلًا، مؤكدين أن حجم المأساة التي تتكشف أمام العالم في غزة تمثل انتهاكًا صارخًا للضمير الإنساني وتحديًا للقيم الأخلاقية والدينية. إذ أزهقت آلاف الأرواح البريئة، وتحولت مجتمعات بأكملها إلى أنقاض، بينما يواجه الأطفال وكبار السن والمرضى معاناة تفوق حدود الوصف، في مشهد يختزل قسوة المأساة التي يعاني منها اهل غزة.

وفي ظل هذا الألم العميق، عبّر البيان عن رفض قاطع لما وصفه بالخطر الداهم المتمثل في مقترحات التهجير القسري الجماعي، معتبرًا إياه اعتداءً مباشراً على الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان الأساسية. فالشعب الفلسطيني في غزة، الذي تناقلت أجياله العيش في هذه الأرض منذ قرون، لا يجوز أن يُجبر على مغادرة دياره، ولا أن يُنتزع من جذوره، ولا أن يُحرم مما تبقى له من منزله وتراثه ووجوده على أرضه. وأكد البيان أن الإيمان المسيحي لا يجيز الصمت أمام مثل هذه الانتهاكات، بل يوجب رفع الصوت عاليًا في وجه الظلم، مستشهدًا بكلمات الكتاب المقدس: “وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَسُنُّونَ شَرَائِعَ ظُلْمٍ، وَلِلْكَتَبَةِ الَّذِينَ يُسَجِّلُونَ أَحْكَامَ جَوْرٍ! ليَصُدُّوا الْبَائِسِينَ عَنِ الْعَدْلِ، وَيَسْلُبُوا مَسَاكِينَ شَعْبِي حَقَّهُمْ” (إشعياء ١٠: ١-٢).

وإذ يشير البيان إلى خطورة الوضع الراهن، فإنه يشدد على أهمية دعم المواقف الحازمة التي تبناها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وغيرهم من القادة الذين أظهروا موقفًا واضحًا وثابتًا في رفض أي محاولة لاقتلاع اهل غزة من أرضهم. وأشاد البطاركة ورؤساء الكنائس بالدور الذي تقوم به هذه القيادات في رفع الصوت في المحافل الدولية، وتقديم المساعدات الإنسانية، والإصرار على حماية المدنيين في غزة، مؤكدًا أن هذه الجهود تعكس أرقى صور القيادة المسؤولة التي ترفض التهجير القسري والتطهير العرقي تحت أي ظرف.

وانطلاقًا من هذا الموقف الأخلاقي والإنساني، دعا البيان إلى الإفراج الفوري عن جميع الأسرى من الجانبين، ليعودوا سالمين إلى عائلاتهم، وإلى تحرك حاسم من قبل المجتمع الدولي، والحكومات، وأصحاب الضمائر الحية، لوقف النزيف الإنساني الذي تشهده غزة. فليس هناك ما يبرر اقتلاع شعب بأكمله من أرضه، وليس هناك ما يسمح باستمرار هذه المأساة تحت اي ذرائع. وقدسية الحياة الإنسانية يجب أن تعلو فوق حسابات المصالح، والواجب الأخلاقي في حماية المستضعفين لا ينبغي أن يكون خاضعًا للمساومات. وأكد البيان أن الأولوية القصوى يجب أن تكون لفتح ممرات إنسانية آمنة، دون قيود أو عراقيل، لضمان وصول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها، مشددًا على أن التخلي عن غزة في هذا الوقت الحرج هو تخلٍّ عن إنسانيتنا المشتركة.

ووسط هذا المشهد المأساوي، دعا بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس إلى الصلاة من أجل الثكالى، والجرحى، وكل من بقي صامدًا في أرض أجداده، مستذكرين وعد الكتاب المقدس: “اَلرَّبُّ عَاضِدٌ كُلَّ السَّاقِطِينَ، وَمُقَوِّمٌ كُلَّ الْمُنْحَنِينَ” (مزمور ١٤٥: ١٤).

وختم البيان بالدعوة إلى إرساء سلام عادل يصون الكرامة الإنسانية، ويضمن لأبناء غزة حقهم في البقاء في وطنهم، دون تهديد أو تهجير، مؤكدًا أن على العالم اليوم أن يقرر بين نصرة العدالة أو المساهمة بصمته في استمرار الظلم

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment

Skip to content