السابق Mother of imprisoned Palestinian Christian journalist speaks out
رابط المقال: https://milhilard.org/x5zu
تاريخ النشر: نوفمبر 3, 2024 3:21 م
المهندس ديفيد الريحاني
رابط المقال: https://milhilard.org/x5zu
بقلم المهندس ديفيد ريحاني– ولاية رودآيلاند الأمريكيّة.
لم أكن أتوقَّع أو أرغب أن أكون في الولايات المتّحدة في هذا الوقت ولكن الوفاة المفاجئة لشقيقي وصديق العمر وشريك العمل، منير أيّوب ريحاني، أجبرتني أن أسافر إلى أمريكا.
وخلال وجودي في أمريكا تابعت ولو بصورة مجزّئة الحملة الانتخابيّة. نأمل أن تنتهي بسلام في يوم الاقتراع النّهائي 5 تشرين الثاني رغم أنَّ الانتخابات في غالبيّة الولايات قد بدأَتْ منذ مُدّة وقد صَوَّت أكثر من ثلث ذوي استحقاق للتّصويت.
يؤسفني في متابعاتي للإنتخابات المستوى غير الأخلاقيّ الّذي وصلَتْ له الحملات الانتخابيّة
ولاية رود آيلاند في شمال شرق أمريكا هي ما تسمّى في الإعلام ولاية زرقاء، أيّ أنَّها في الغالب تُصوِّت للحزب الدّيمقراطيّ في الانتخابات الرئاسيّة رغم أنَّ هناك مؤيّدين للحزب الجمهوريّ وقد زاد مؤيّدو الجمهوريّين مع دخول رجل الأعمال من نيويورك دونالد ترامب حلقة الانتخابات.
يؤسفنا في متابعاتي السطحيّة للانتخابات المستوى غير الأخلاقيّ الّذي وصلَتْ له الحملات الانتخابيّة شكّلَت انزلاقاً حضاريّاً غير مسبوق في ما كان معروف عن أمريكا وبالذّات قبول الخاسر بنتيجة الانتخابات مهما كانت.
على أيِّ حال ما يهمُّنا في الشّرق الأوسط هو موقف الحزبين من القضايا المعاصرة وبالذّات من الحرب على غزّة ولبنان. وهنا لا بُدَّ من الإيضاح أنَّه لا يوجد ما يوفِّر لنا التّفاؤل من أيّ من الحزبين كما ولا يوجد لممثّلة الحزب الثالث أمثال جيل ستاين من حزب الخضر أيّ فرصة للتّأثير.
أبدت كامالا هاريس تعاطف مع معاناة الشّعب الفلسطينيّ ولكنّها جزء من سياسة أمريكيّة تدعم إسرائيل بصورة غير مسبوقة. ويدعم كاملا السيناتور بيرني ساندرز من ولاية فيرمونت القريبة منّا. ساندرز غير راضٍ عن سياسة إدارة بايدن-هاريس الحاليّة إلّا أنَّه يعتقد أنّها قد تساعد في إيجاد حلّ عادل للقضيّة الفلسطينيّة ولا شكّ أنَّه في حال فازت سيكون له بعض النّفوذ على إدارتها.
فيما يوعد ترامب إنهاء كافّة حروب أمريكا في أوكرانيّا وغزّة ولبنان ولكنّه أيضاً من المؤيّدين بدون تردّد لدولة إسرائيل وقد قام بإغلاق المكتب الفلسطينيّ في واشنطن وأوقفَ مساعدات الأونروا ونقل السّفارة الى القدس وقد عبَّر في أكثر من مرّة عن تأييده غير المحدود لإسرائيل طالباً من المصوّتين اليهود الأمريكان دعمه لأنّه يدعم إسرائيل.
أمّا الموقف الأكثر إزعاجاً بالنّسبة لي فهو موقف العديد من رعاة الكنائس وخاصّة الإنجيليّة والّذين يوفّرون دعماً أعمى لإسرائيل ليس فقط لأسباب سياسيّة ولكن بإدعاءات غير صحيحة أنَّ دعم إسرائيل هو واجب روحيّ مبني على الكتاب المقدَّس.
لقد آن الأوان لوقف سفك الدّماء في شرقنا العزيز وكُلّي أمل أن تسترجع أمريكا موقفها الإنسانيّ والحضاريّ والقيميّ الّذي يعترف بقيم حقوق الإنسان ويدافع عن حقوق الشّعوب في تقرير مصيرها ويرفض الظلم.
أبدت هاريس تعاطف مع معاناة الشّعب الفلسطينيّ فيما يوعد ترامب إنهاء الحروب في أوكرانيا وغزّة ولبنان.
ولتحقيق الاستقرار في المنطقة لا بُدَّ من أن يكون هناك حلّ شامل وعادل للقضيّة الفلسطينيّة مبنيّ على أساس حلّ الدّولتين. هذا هو الخيار الوحيد الّذي يمكن أن يكون الأساس الّذي يُبنى عليه السّلام الّذي نسعى ونأمل أن تقف جميع الأطراف المعنيّة والعالم معنا لتحقيقه.
*********************************************
المهندس ديفيد الريحاني عضو مجلس إدارة مجلّة ملح الأرض الالكترونيّة.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.