
السابق الصفدي لسفير الفاتيكان: تجمعنا قيم المحبة والتسامح في الأردن ونفخر بالوصاية الهاشمية على المقدسات
ملح الأرض – ليث حبش
في زمنٍ تتقاطع فيه الرّياضة مع العمل المُجتمعيّ والتّربويّ، شكَّلَتْ زيارة وفد النّادي الأرثوذكسيّ الثّقافيّ العربيّ من بيت ساحور إلى الأردن تجربةً فريدةً، جمعَتْ بين المُنافسة والتّلاقي، وبين التّدريب والتّأمُّل في القيم المُشتركة عبر ملاعب عمّان وصالاتها الرّياضيّة، لم يكُنِ الهدف مُجرَّدَ خوض مُبارياتٍ ودّيّةٍ، بل بناء جسورٍ إنسانيّةٍ وثقافيّةٍ بين الشّباب الفلسطينيّ ونُظرائهم الأردنيّين، في مشهدٍ عَكَسَ عُمق العلاقة بين الشّعبين ودفء اللّقاء على أرضٍ طالما كانت منارةً للقاءات العربيّة.
رائد الأطرش: زيارتنا للأردن كانت مُعسكرًا رياضيًّا ناجحًا…والأردن منارةُ كرة السّلّة العربيّة
أكَّد المُهندس رائد الأطرش، رئيس النّادي الأرثوذكسيّ الثّقافيّ العربيّ في بيت ساحور، في مقابلةٍ حصريّةٍ لـ “ملح الأرض“، أنَّ زيارة النّادي إلى الأردن جاءت في إطار تعزيز التّعاون مع الأندية الأرثوذكسيّة في المملكة، وفتح آفاقٍ للتّنسيق المُستقبليّ بعد المُشاركة النّاجحة في بطولة الأندية الأرثوذكسيّة، الّتي استضافتها العاصمة عمّان.
وأوضح الأطرش أنَّ التّنسيق بدأ بعد اجتماعٍ للأندية الأرثوذكسيّة في عمّان، حيثُ تمَّ التّباحث حول سُبل التّعاون، وأعقب ذلك تواصلٌ مباشرٌ مع نادي الأرثوذكسيّ في عمّان من خلال الأستاذ فادي صباط، ممّا أسهم في تفعيل خطّة الزّيارة وتنفيذها بنجاح. وأكَّدَ أنَّ النّادي في بيت ساحور يضمُّ جميع الفئات العمريّة، ويواصل تدريباته بشكلٍ مُنتظم رغم الظّروف الصّعبة، حتّى خلال فترات الحرب، مُشيرًا إلى أنَّ عدد اللّاعبين واللّاعبات المُنتسبين يصل إلى 350 شخصًا.
وأضاف الأطرش أنَّ التنسيق مع نادي الأرثوذكسي في عمّان شمل توفير الملاعب وإقامة مُباريات ودّيّة مع أندية أردنيّة مثل الأهلي والمُقاولين، مؤكِّدًا أنَّ الجانب الأردنيّ كان شريكًا أساسيًّا في إنجاح الفعاليّة من حيث استضافة التّدريبات والمُباريات وتوفير الدّعم اللّوجستيّ.
وأشار إلى أنَّ الوفد الفلسطينيّ ضمَّ 36 فردًا، من بينهم 12 لاعبًا و15 لاعبةً إلى جانب الطّاقم الإداريّ والمُرافقين، وأنَّ المُباريات شملَتِ الفئات العمريّة تحت 16 عامًا (ذكورًا وإناثًا). وشدَّدَ على أنَّ هذه الزّيارة شكَّلَتْ مُعسكرًا رياضيًّا مُتكامِلًا ونافذةً مُهمّةً للخروج إلى العالم من بوّابة الأردن، الّذي وصفه بـ”البلد الشّقيق والمنارة في كرة السّلّة العربيّة”.
وفي ردِّه على سؤالٍ حول دعم “كلّيّة بيت لحم للكتاب المُقدّس” للزيارة، أوضح الأطرش لـ “ملح الأرض“، أنَّ الكلّيّة كانتْ شريكًا رئيسيًّا في دعم هذه الرّحلة، لا سيّما في ظلِّ الظّروف الماليّة الصّعبة الّتي يُعاني منها الشّعب الفلسطينيّ نتيجة العدوان المُتواصل على قطاع غزّة، وقال “لولا دعم الكلّيّة، لما تمكَّنّا من المُضي قدمًا في هذه المُبادرة”، مُشيرًا إلى أنَّ الكلّيّة أسهمَتْ أيضًا في تغطية جانب من النّفقات.
وفي ختام حديثه، شكر الأطرش كافّة الجهات الأردنيّة الّتي استضافَتِ الفريق، من إداراتِ الأندية والصّحافة الأردنيّة، مؤكِّدًا أنَّ العلاقات الرّياضيّة بين الشّعبين الأردنيّ والفلسطينيّ تُجسِّدُ روح التّضامن والوحدة. كما كشف عن نيّة النّادي المُشاركة في بطولة الأندية العربيّة تحتَ 18 عامًا، وقال “إنْ تمَّتْ دعوتنا للمشاركة، فسنكونُ على استعداد كما أعدكم بإعلامكم بأيّ نشاطٍ رياضيٍّ خاصّ بنادينا في المُستقبل”.
إلياس عوض: الضّيافة الأردنية لا تُنسى… وشبابنا خرجوا من التّجربة بروحٍ جديدةٍ وانفتاحٍ أوسع
عبَّرَ الأستاذ إلياس عوض، مُنسِّق عمليّات التّابعة جمعيّة الرّاعي التابعة لكُلّيّة بيت لحم للكتاب المُقدّس، عن اعتزازه الكبير بالتّجربة الّتي خاضها مع وفد الشّباب والشّابّات القادمين من فلسطين للمُشاركة في النّشاطات الرّياضيّة في الأردن، واصفًا إيّاها بـ”الفريدة والرّائعة على كافّة المُستويات”.
وفي تصريحٍ خاصٍّ لـ “ملح الأرض“، قال عوض “نزلنا إلى الأردن برفقة شباب وشابّات في عمر 16 عامًا، وهدفنا الرّئيسيّ كان تطوير شخصيّاتهم، وفتح آفاق جديدة أمامهم من خلال تجارب ونشاطات مُتنوِّعة، كثيرون منهم كانت هذه زيارتهم الأولى للأردن، وقد شكَّلَتْ بالنسبة لهم محطّةً استثنائيّةً ومؤثِّرة”.
وأشار إلى أنَّ الضّيافة الّتي حظي بها الوفد كانت كبيرةً واستثنائيّةً، حيثُ استُقبِلوا بحفاوةٍ من نادي الأرثوذكسي في عمّان، والنّادي الأهلي، ونادي المُقاولين، موضِّحًا “في كلِّ مكانٍ زُرناه شعرنا بترحيبٍ واحترامٍ كبيرين من الأندية ومن إداراتها، حتّى الإقامة في فندق اللّيوان كانت مُمتازة، وكلّ التّفاصيل كانت مُرتّبة بعناية”.
وأضاف عوض أنَّه، ولأوّل مرّة، يُرافق مجموعة شبابيّة بهذا العدد والفئة العمريّة، مُشيرًا إلى أنَّها كانت فرصة تبادلَ فيها الخبرات مع الشّباب وتعلَّم منهم بقدر ما حاول أن يُفيدهم، خاصّةً خلال تقديمه لمُحاضرة حول الأخلاقيّات المسيحيّة في الرّياضة والحياة المُجتمعيّة، وقال: “صراحةً لم أكُن أتوقَّع هذا التّفاعل الكبير، لكنَّهم أثبتوا وعيًا وحماسًا لافتين، وكان المسرح الّذي أُقيمَتْ فيه الجلسة مُميَّزًا، ما جعل التّجربة أكثر عُمقًا وإنسانيّةً”.
ولم يُخفِ عوض امتنانه للجهات الأردنيّة الرّسميّة والشّعبيّة، مؤكِّدًا لـ ملح الأرض: “إنَّ الاستقبال الأردنيّ كان يفوق التّوقُّعات، لا سيّما عند المعبر الحدوديّ، حيثُ تمَّ تسهيل الإجراءات بشكلٍ كبيرٍ”، وقال “نيابةً عني وعن قرية بيت لحم، وجمعيّة الراعي، نوجِّهُ تحيّةً خاصّةً للمملكة الأردنيّة الهاشميّة، قيادةً وشعبًا، على هذا الكرم وهذا الاحتضان الّذي لن ننساه”.
وختم بالقول “كانَتْ تجربةً لا تُنسى، وستظلُّ راسخةً في ذاكرة هؤلاء الشّباب، لأنَّها زرعَتِ الأمل والانتماء، وفتحَتْ أمامهم نوافذ للتّلاقي والتّطوُّر”.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!