Skip to content

قصة الميلاد بتصرف   –   يونا ابو رحمة

رابط المقال: https://milhilard.org/iiax
عدد القراءات: 451
+++يونا
رابط المقال: https://milhilard.org/iiax

      كل سنة والعالم بخير وأطفال غزة في بيوتهم دون تشريد!

دونَ فرحٍ وتوقعاتٍ

أفاقَ الناسُ في بيتَ لحمٍ ذات صباحٍ

كانَ يوما كسائرَ الأيام

رتيباً مملاً دونَ أحلامٍ

بينما في السماء إنشغالٌ وتدبيرْ

لتتميم مخطِط الفداء وتنازل القديرْ

لفداء البشرية وتحقيقِ الوعودْ

ولتجديدِ الآمال وفتحِ البابِ الموصودْ

وفي تلك الأيامِ من أوغسطس صدر التعميم

بأن يكتتبَ شعبُ المسكونةِ أجمعين

وَخَبَرُ الإكتتابِ انتشرَ مؤكِّداً

لجميعِ أبناِء اليهوديةِ وملزماً

وإذ يوسُفُ سمعَ الخبرَ

أخذته الحيرةُ والتردُدُ والوجلْ

فمريمُ خطيبتُهُ تنتظرُ المولودَ الموعودَ

ومشاقُّ الرحلةِ لبيتَ لحمٍ فاقَ الحدودَ.

فصعدَ يوسفُ من الناصرة مصطحبا

مريمَ، خطيَبَتَه وهي حُبلى.. مكرهاً

فهي تحملُ في بطنِها الجنينا

والذي   سيولَدُ بعد أيامٍ قليلة.

فالإكتتابُ غيّرَ وجهَ المدينةِ الصغيرة

فأمست منازِلُها مُزدَحـمَةً ضئيلة

فلما بحثا ولم يجدا مكانا في المنزل

رضيا بمغـــارةِ أغنـــامٍ حقيرة.

وكان في تلك الكورةِ رعاةٌ متبدّين

يحرسون حراسات الليل ساكنين

خائفين من الزمنِ ومكتئبين

لا حولَ لهم ولا قوةً على الزمنِ عاتبين.

وفجأة شقَّ السماءَ ملاكٌ وقَفَ بهم

ومجدُ الرب أضاءَ حولَهم

فخافوا خوفا عظيما

واندهشوا إذ سمعوا إعلاناً غريباً.

وفجأةً ظهر مع الملاكِ جمهورٌ عظيمٌ

من جند السماء يرفعون تسبيحاً

“المجدُ لله في الأعالي”

وعلى الأرض السلام وللناس المسرًةُ”

بعدها، أرشدَ الملاكُ الرعاةَ على مكان الطفلِ بالتمام

وحثَّهم للذهابِ لِرؤيَتِهِ حيث ينام

“مقمطٌ ومضجعٌ في مذودٍ “، هكذا قال

فهبّوا مسرعين وذهبوا في الحال.

أتوا للمذود – ويا بِئسَ المكان

رأوا مريمَ أُمَّــهُ ومعها يوسفُ يسهران

والطفل في المذود مقمطٌ ينام

مشهدٌ مقدَّسٌ، فسجدوا للطفلِ باحترام.

دُهشت مريمُ بالظهورِ العجيب

عندما أخبرها الرعاةُ بالحدثِ المَهيب

فحفظت بقلبها كلَّ ما قيل

وفرحت بطفلها العجيب الحبيب.

وهكذا ربُّ المجدِ ذاقَ التهـجيرْ

واستبدلَ مجدَ السماءِ بمذودٍ حقير

ولم يدركْ أحدٌ في بيتَ لحمٍ او سِواها

إنَّ هــذا الطفلَ خالقُ الأرضِ وسماهــا

فيا شعبَ الربِّ في هذا الزمانِ لا تقلقوا

من حربٍ وتهجيرٍ، بل على الربِ تَوَكَّلوا

فَوليدُ المذودِ   أصبحَ في السماء السيدُ

وخلاصُهُ    أكيدٌ     ووعدُهُ    للأبدِ.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content