
السابق شاهد تحضيرات الميلاد المجيد في رواق البلقاء في الفحيص- صور

داود كُتاب – ملح الأرض
لا تزال مشكلة أراضي مدينة الفحيص، والّتي كانَتْ موقع لمصنع لافراج، مُتعثِّرة ما بين المؤتمنين على مصالح مُساهمي شركة لافراج وبين مطالب أهالي المدينة، وقد شكَّل قرار شركة لافراج للإسمنت الأردنيّة في أوائل شهر تشرين الثاني نوفمبر عن خطّة الشّركة لمباشرة إجراءات بيع جزء من قِطع الأراضي المملوكة لها في منطقة الفحيص، تحريك الوضع وتوحيد صفوف أهل الفحيص.
وقد أصدرت كنيسة قلب مريم الطاهر للّاتين في الفحيص بيانًا وقّعه كاهن رعيّة الكنيسة الأب ابراهيم نينو عبَّر عن الدّعم الكامل “التّام والمُطلق” للّجنة الاستشاريّة لمدينة الفحيص المُكلَّفة بمتابعة ملفّ لافراج ولجنة بلديّة الفحيص . وجاء في البيان أنَّ الكنيسة “ترى أنَّ أي مُحاولة لتجاوز هاتين اللّجنتين هي مساس بإرادة أهالي الفحيص، وهو أمر مرفوض ولا يخدم المصلحة العامة.”

واعتبرت الكنيسة أنَّ “قضيّة لافراج قد تخطَّتْ حدود الفحيص لتصبح قضيّةً وطنيّةً تمسُّ العدالة البيئيّة والاجتماعيّة وتنسجم مع التوجُّهات الملكيّة الدّاعمة إلى احترام حقوق المُجتمعات المحلّيّة. حماية البيئة وإعادة تأهيل الأراضي المُتضرِّرة.” اعتبرَتِ الكنيسة أنَّ “إنصاف الفحيص هو إنصاف المُحقّ وترسيخ لقيم الدولة الأردنيّة.” كما جدَّدَتِ الكنيسة التّأكيد على “ضرورة الالتزام بالشّفافيّة الكاملة واحترام إرادة المدينة وأبنائها.”
ودعتِ الكنيسة الجهات الرَّسميّة “التّعامل بجدّيّة ومسؤوليّة مع الحقوق العادلة لأهالي الفحيص والعمل على إيجاد حل جذريّ شامل ينسجم مع حجم الضَّرر الّذي تحمَّلته المدينة لعقود وبما يحفظ كرامة الإنسان وحقَّه في بيئةٍ آمنةٍ وصحّيّة”
وجدَّدَتِ الكنيسة وقوفها إلى جانب مدينة الفحيص وأهلها “دعمًا لوحدة الموقف تحت الرّاية الهاشميّة وفي ظلِّ قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين.”
ملح الأرض تواصلَتْ مع الوزير الأسبق جواد العناني الَّذي فضَّل عدم التَّعليق على الموضوع. وكان العناني في وقتٍ سابقٍ قد أوضح أنَّ اللّجنة الّتي يرأسها والمؤتمن بحقوق مساهمين شركة لافراج تبحث على أفكار تقدّم الشّركة خدمة لأهالي الفحيص حيث قال: ” نحن أبناء بلد ونعرف ما هو المطلوب منّا، وقد قدَّمنا أفكارًا عديدةً منها إقامة صرحٍ تعليميٍّ وملاعب رياضيّةٍ أو موقعٍ مُخصَّصٍ لمهرجان الفحيص الفني”.
كما وكرَّرَ رئيس مجلس إدارة لافراج أنَّ الشّركة قدَّمَتِ العديد من “الاقتراحات المفيدة لسُكّان الفحيص وماحص إلّا أنَّ كافّة الاقتراحات تمَّ رفضها”.
هذا ودعى الخير محمّد صبيحي مؤسَّسة الضمان الاجتماعي باستثمارٍ أخضرٍ للأراضي: “أدعو صندوق استثمار أموال الضّمان الاجتماعيّ الّذي يمتلك حوالي (22%) من رأسمال شركة لافراج الإسمنت الأردنيّة لإجراء دراسةٍ سريعةٍ لجدوى شراء أراضي الشّركة في الفحيص وتطويرها واستثمارها. وقد تكون فرصةً سانحةً للصّندوق لإنشاء مول الضمان/الفحيص، على نمطٍ يُحاكي طراز المدينة المعماريّ وطبيعتها الخلّابة، فالفحيص مدينةٌ جميلةٌ جدًّا ومن أجمل مدن المملكة وجبالها غنّاء ناضرة، وبيئتها نظيفة، وأهلها متمسّكون بالحفاظ على طابعها الحضاري وطابع التّميُّز والأصالة وطراز التَّنظيم والبناء السّكني والتجاريّ الجميل لمدينتهم، وهي مدينة جاذبة جدًّا للاستثمار لا سيما في المجالين التجاري والسّياحي”.
اقرأ تصريح العناني في شهر شباط 2024 هنا
أيضًا اقرأ “كيف تآمرَتِ الحكومات على قضيّة أراضي الفحيص المُقام عليها مصنع الإسمنت؟ هنا


تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!