بيت لحم – بعد ستة عشر عامًا من استحواذ وثيقة “كايروس فلسطين” الأصلية على اهتمامٍ عالميّ، أصدر قادةٌ مسيحيّون فلسطينيّون نصًّا جديدًا بارزًا بعنوان “كايروس فلسطين 2: الإيمان في زمن الإبادة الجماعية”. صدر هذا النص من القدس وبيت لحم والناصرة، ويدعو كنائس العالم والمجتمعات الأخلاقيّة إلى مواجهة ما تصفه بالإبادة الجماعيّة والفصل العنصري والاستعمار الاستيطاني ضدَّ الشعب الفلسطينيّ.

صرخة متجددة من “الإيمان والأمل والمحبة” في خضمّ معاناة غير مسبوقة، لا سيما الدمار في غزّة

يُصاغ الإعلان الجديد على أنه “لحظة حقيقة” وصرخة متجددة من “الإيمان والأمل والمحبة” في خضمّ معاناة غير مسبوقة، لا سيما الدمار في غزة.

وثيقة تصف حرب غزة بالإبادة الجماعية

تنص الوثيقة على أنَّ العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة أسفرت عن “مئات الآلاف من الشهداء والجرحى، ونزوح ما يقرب من مليوني شخص”، ويجادل بأن القرارات القانونية الدولية أكدت وقوع إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية. يصف التقرير تدمير البنية التحتية في غزة – بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمساكن وشبكات المياه – بأنه “كارثة سيستغرق التعافي منها سنوات”.

نقد لاذع للصمت العالمي والتواطؤ المسيحي

تنتقد الوثيقة بشدة الحكومات الغربية بسبب “ازدواجية المعايير” و”القيم الجوفاء”، متهمًا إياها بتمكين السياسات الإسرائيلية بينما تنادي بحقوق الإنسان. كما علقت الوثيقة بسلبية مواقف الكنائس التي التزمت الصمت أو تبنّت “رواية المستعمر”، ويدين صراحةً الصهيونية المسيحية باعتبارها “فسادًا لاهوتيًا وأخلاقيًا” يبرر العنف والتفوق العرقي.

“التضامن الحقيقي مكلف. إما أن نعيش معًا، أو نهلك معًا”

دعوة إلى مساءلة دولية

يحثّ “كايروس فلسطين 2” الكنائس والحكومات والمجتمع المدني على اتخاذ إجراءات من خلال:

• العقوبات والمقاطعة

• إنهاء جميع عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل

• دعم الملاحقة الدولية لجرائم الحرب

• الدفاع عن منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية

• إعادة تمويل الأونروا

يقول التقرير: “التضامن الحقيقي مكلف”. إما أن نعيش معًا، أو نهلك معًا.

تأكيد على الحقوق والمقاومة الفلسطينية

يؤكد النص على حق الشعوب المستعمَرة في مقاومة الاحتلال، ويدعو إلى “مقاومة إبداعية سلمية” تشمل العمل القانوني، والتنظيم المجتمعي، وحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) العالمية. ويضع المقاومة الفلسطينية في إطار نضال أوسع ضد العنصرية والاستعمار والقمع في جميع أنحاء العالم. كما تُوجّه الوثيقة نداءً داخليًا للفلسطينيين من أجل الوحدة والإصلاح والحياة الديمقراطية المتجددة، رافضةً محاولات تحويل النضال إلى صراع ديني.

تحذير من تهجير المسيحيين

يدقُّ بيان “كايروس فلسطين 2” ناقوس الخطر بشأن الهجرة المتسارعة للمسيحيين الفلسطينيين، مُحذّرًا من أنَّ المجتمع يواجه “خطر التطهير العرقي والانقراض” في ظل الظروف الراهنة. ويحثّ المؤلفون الكنائس العالمية على الوقوف إلى جانب المجتمعات المسيحية المحلية ودعم الجهود المبذولة للحفاظ على وجودها في الأرض المقدسة.

“نحن مُضطهدون من كل جانب، لكننا لسنا مُسحقين… مُضطهدين، لكننا لسنا مُدمرين”

رؤية لمستقبل عادل

تُعبّر الوثيقة عن مستقبل قائم على المساواة والتعددية وحقوق الإنسان الكاملة لجميع سكان الأرض. يرفض هذا الإعلان أي شكل من أشكال الدولة الدينية أو العرقية، ويدعو بدلاً من ذلك إلى “دولة مدنية ديمقراطية تضمن الحقوق بالتساوي لجميع مواطنيها”.

وتختتم الوثيقة برسالة أمل تنبع من الإيمان المسيحي: “نحن مُضطهدون من كل جانب، لكننا لسنا مُسحقين… مُضطهدين، لكننا لسنا مُدمرين. نتطلّع إلى اليوم الذي سنعيش فيه أحرارًا في أرضنا في سلام حقيقي ومصالحة قائمة على العدل والمساواة”.

فيما يلي وثيقة كايروس 2