Skip to content

في مؤتمر “المسيح عند الحاجز”، المسيحيون الفلسطينيون ينتقدون موقف الكنيسة في الغرب

رابط المقال: https://milhilard.org/3e8r
عدد القراءات: 437
تاريخ النشر: مايو 31, 2024 10:41 ص
من اليمين الوزيرة فارسين اغابكيان, جهاد خير، د. جاك سارة رئيس الكلية وبشارة عوض مؤسسها

من اليمين الوزيرة فارسين اغابكيان, جهاد خير، جاك سارة وبشارة عوض

رابط المقال: https://milhilard.org/3e8r

داود كُتّاب عن موقع Religion News Service

عبّر دانيال بنورة، وهو فلسطيني يواصل بحثه في رسالة الدكتوراه في اللاهوت في جامعة نوتردام، عن استيائه من راسل موور. كان بنورة يقرأ كتابًا لرئيس تحرير مجلة “Christianity Today” ، بعنوان “نحن نفقد ديننا: دعوة إلى إنجيلي أمريكا للتوبة”، حيث أعرب فيه موور عن أسفه لرفض المسيحيين الوطنيين موعظة الجبل ليسوع باعتبارها “ضعيفة”. في الوقت نفسه، قال بنورة إن موور قد فشل في مراعاة موعظة الجبل في تعليقه على أحداث 7 أكتوبر في مجلته، مبرّرًا دعم المسيحيين لحرب إسرائيل على غزة.

“كيف يمكنك أن تقتبس آية ‘أحبّوا أعداءكم’ وأنت تدعم قصفهم؟ كيف يمكنك أن تتحدث عن نظرية الحرب العادلة؟” سؤال طرحه بنورة على الجمهور المكتظ في قاعة كلية بيت لحم للكتاب المقدس في مدينة بيت لحم يوم 24 آيار خلال مؤتمر “المسيح عند الحاجز” الذي يُعقد كل سنتين.

الجدير بالذكر أن موور يعمل في مجلس الائتلاف الإنجيلي، حيث انتقد بنورة أيضًا ارتباطه بمجموعة قارنت حماس بالعماليق، أعداء الإسرائيليين في الكتاب المقدس، قبل أن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بنفس المقارنة لتبرير القضاء على حماس. “ربما لم يقرأ السيد راسل موور كتابه الخاص، ربما، مثل المسيحيين الداعمين لترامب، يعتقد أيضًا أن موعظة الجبل ضعيفة جداً”، على حد قوله.

الانقسام الذي نتج عن حرب إسرائيل بين المسيحيين في الأراضي المقدسة والمسيحيين في الغرب كان موضوعًا بارزًا في مؤتمر “المسيح عند الحاجز”، الذي عُقد هذا العام من 22 إلى 26 آيار\ تحت شعار “اصنع الحق، وأحبّ الرحمة”.

قال الدكتور القس منذر إسحق، راعي كنيسة الميلاد الإنجيلية اللوثرية في بيت لحم، والعميد الأكاديمي لكلية بيت لحم للكتاب المقدس، إنّ الأشهر السبعة الماضية قد خلقت فجوة كبيرة بين المسيحيين الفلسطينيين والكنيسة العالمية.

القس منذر اسحق رئيس المؤتمر وعضو لجنة المؤتمر شيرين هلال

ودعا إسحق إلى مزيد من التعبير العلني لمحاسبة قادة الكنيسة الغربية. “نحتاج أن يكون عملنا استراتيجي. الدعوات العامة ليست كافية. نحتاج أن نفكر في دعوات محدّدة، مثل حملة محتملة ضد ‘Christianity Today’ موقعة من قبل قادة انجيليين”.

بنورة، الذي هو عضو في لجنة المؤتمر، حثّ زملاءه على إصدار ردّ قوي موجّه إلى القادة الإنجيليين مثل موور الذين دافعوا عن إسرائيل.  حيث لقيت وثيقة “دعوة إلى التوبة: رسالة مفتوحة من المسيحيين الفلسطينيين إلى قادة الكنيسة الغربية و اللاهوتيين” دعمًا سريعًا من قادة المسيحيين الفلسطينيين. نُشرت على موقع Change.org، وحصلت بسرعة على أكثر من 21,500 توقيع.

عُقد مؤتمر هذا العام، الذي جمع حوالي 250 مشاركاً من جميع أنحاء العالم، رغم التحديات التي فرضتها إجراءات  وعراقيل إسرائيلية  حيث منعت إسرائيل عضوين من دولة جنوب أفريقيا من الدخول عن طريق جسر الملك حسين حيث إنها نقطة الدخول البرية الوحيدة المفتوحة إلى الضفة الغربية. وتم رفض أيضًا دخول مشارك أمريكي في مطار تل أبيب. (كما تمّ إلغاء تصريح دخول القس إسحق إلى إسرائيل من قبل الحكومة الإسرائيلية بسبب نشاطه كما لم يُسمح له بزيارة القدس مع الآخرين المشاركين في المؤتمر).

الذين تمكنوا من الحضور استمعوا إلى مجموعة واسعة من المحاضرات وشاركوا في ورش عمل تحمل عناوين مثل “الحشد من أجل السلام في الولايات المتحدة”، “من المصالحة إلى التعايش” و”التحيز الإعلامي في تغطية الحرب على غزة”.

سارة وجورج سلوم، يلتقطان صورة مع مجموعة من رسائل الرجاء التي أحضراها إلى مؤتمر “المسيح عند الحاجز” في كلية بيت لحم للكتاب المقدس. (تصوير علاء خوري/كلية بيت لحم للكتاب المقدس)

وشاركت فارسين أغابيكان، أول عضو في مجلس الوزراء الفلسطيني من الجالية الأرمنية الفلسطينية، خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى المؤتمر، قائلة: “سيسود السلام عندما لا يُفهم التساؤل حول محنة الفلسطينيين للحصول على تقرير مصيرهم وحقوقهم على أنه معادٍ لليهود أو معادٍ للسامية أو محاولة لتشويه سمعة أو نزع الشرعية عن إسرائيل، التي اعترف بها الفلسطينيون على 78% من فلسطين التاريخية”.

وكانت كلمة السيّدة أغابيكان الوحيد غير اللاهوتي في المؤتمر، ومع ذلك، نال إعجاب الجمهور بسبب مصطلحاته المألوفة مثل: “علينا جميعاً بذل الجهد للحفاظ على الرجاء”. “امل في مستقبل أفضل حيث لا يوجد احتلال لأرض شعب آخر، ورجاء في أن يُستخدم الكتاب المقدس لتعزيز السلام بدلاً من الحرب والقتل والمعاناة”.

وتحدّث القس الدكتور جاك سارة، رئيس كلية بيت لحم للكتاب المقدس، بمصطلحات يفهمها أي طفل في مدرسة الأحد. مكرّراً إحدى أشهر آيات الكتاب المقدس معبّرًا أن العديد من قادة الكنيسة الغربية يبدو أنهم قد نسوا كلماتها. “لأن الله أحب العالم” حيث تشمل هذه العبارة الفلسطينيين أيضًا” على حد قوله. “محبة الله هي للجميع وتشمل الفلسطينيين وليست مشروطة.”

لكن هذا التجمع المسيحي في بيت لحم أشار أيضًا إلى أهمية إيجاد الحلول والشفاء. فقد أشار الدكتور سليم منيّر، مؤسس المنظمة غير الحكومية “مصالحة” في القدس، والتي تنسّق أدوار المصالحة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إلى عدم التوازن الكبير في القوى في هذا الصراع. “إن تشخيصًا صادقًا للقضية يكشف أننا نتعامل مع استعمار استيطاني يهدف إلى القضاء على الآخر”، على حد قوله.

وأشار مُنير إلى أن المصالحة الفعّالة يجب أن تكون ذات شقيّن: يجب أن ترمّم العلاقات وتتصدى للظلم. “بدون معالجة هذه القضايا الجذريّة، ستؤدي أي جهود للمصالحة فقط إلى استمرار الأذيّة”. “لتحقيق المصالحة الحقيقية، يجب أن نواجه واقع الوضع الراهن وهياكل الظلم بطرق لا عنفيّة. يتطلب ذلك تغييراً في الموقف والنهج، خاصة بين أخوتنا المسيحيين”.

من اليمين الدكتورة لمى منصور ود. فارس ابو فرحة ودانيال بنورة

ووجّه الدكتور فارس أبو فرحة الرئيس التنفيذي لهيئة Levant Ministries، نداءً حماسيًّا لاستجابة “متمركزة على المسيح” في أوقات الحرب، قائلاً: “لا يمكن لأتباع المسيح أن يتجاهلوا المعاناة في غزة”. لكنه أعرب عن أسفه لكل القتل الذي أدى إلى الوضع الحالي. “نحن نحزن على كل فقدان للحياة. نحزن على أولئك الذين قتلوا في السابع من أكتوبر”، وبدوره أضاف: “نصلي من أجل الإفراج عن الرهائن والأسرى ونتألم حزنًا على كل الفلسطينيين الذي قُتلوا جراء هذه الحرب.”

الجدير بالذكر أن 25 فردًا من عائلة زوجة أبو فرحة لجأوا إلى كنائس غزة حيث أصرّ على أن دعوته للتعاطف مع الجانبين لا ينبغي أن تكون موضع إثارة للجدل. وأضاف: “هذا هو ما يميّزنا كمسيحيين”. “نحن بحاجة إلى أن نتبع مثال المسيح ونستجيب بشكل كتابيّ لمعاناة الإنسان بتعاطف غير مشروط.”

وكان هناك دعوات ممثلة بردّ مسيحي على الحرب مدوّنة في 100 رسالة أمل مكتوبة بخط اليد تدعم الكنيسة في فلسطين، سلّمها زوجان أمريكيان من ولاية كارولينا الشمالية، سارة وجورج سلّوم، إلى منظمي المؤتمر، الذين نشروها في مقر كلية بيت لحم للكتاب المقدس. وقد تم إرسال نسخاً منها إلى الكنائس في غزة.

لكن كان هناك أيضًا نبرة أكثر تحدّيًا للتمسّك بالأمل في بعض المحاضرات. فقد دعت بدورها الدكتورة لمى منصور، الباحثة في السياسة الاجتماعية بجامعة أكسفورد حاصلة على منحة رودس، الفلسطينيين إلى أن يصبحوا مثالاً للأمل. “ليس الأمل الساذج، بل الأمل الذي يحمل قوة للجرأة لتحدّي غطرسة الظالم، والأمل الذي ينطق بالحق في وجه أصحاب القوى.”

وأشارت منصور إلى أن “الأمل يمنحنا القوة لتحدّي غطرسة القمع ويمنحنا القوة على المثابرة. إنه يجدّد قوتنا لنحب عدوّنا والاستمرار في الاحتجاج والتظاهر، والأمل يمنحنا أيضًا القدرة على الحلم في رسم المستقبل”. وقد قوبلت كلماتها الختامية بحفاوة بالغة: “قد نتعرض للاضطهاد، لكن الأمل يطمئننا بأننا لسنا متروكين.”

عرض فلكوري فلسطيني

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content