
السابق خليل هلسة.. حين يكتُب ليكشِفَ “ما وراء القناع”

كلمة رثاء فادي فواز الشرايحة في خدمة الجناز 22-10-2025
أحبّائي،
اليوم إحنا ما بنودّع بس إنسان غالي علينا،
إحنا بنودّع حياة مليانة محبة، وإيمان، وخدمة.
بنودّع أب، وصديق، وقدوة…
والدي الحبيب، أبو فادي.
أبوي انولد بآخر الثلاثينات من القرن الماضي،
بعمر ما كان فيه رفاهية ولا سهولة بالحياة،
بس كان عنده قلب كبير من هو صغير.
من بداياته، حمل مسؤولية عيلته،
جاب خواته من الكرك لعمان، كلهم ببيت واحد، وكان هو السند إلهم.
اهتم بخواته وكان فعلاً الأب الكبير للعيلة الصغيرة.

ومن هالعيلة الصغيرة، كَبُر قلبه أكتر وأكتر،
صار يشوف كل الكنيسة عيلته،
وكل الأردن بيته،
وبعدين حتى حدود المحبة عنده ما وقفت هون.
لأنه حتى لما صارت الحرب بالعراق وانمنعت المساعدات تدخل،
كان أبوي أول واحد كسر الحصار،
وأدخل المساعدات بنفسه،
لأنه كان يؤمن إن “المحبة ما إلها حدود، ولا وطنها ضيّق.”
أبوي خدم طول عمره…
أكتر من ستين سنة بالعطاء والعمل الإنساني.”
اشتغل وخدم بمؤسسات وجمعيات كثيرة،
بس اللي ميّزه مش المناصب،
الميّزه القلب اللي كان يخدم فيه الناس بمحبة وصدق
كان من أعضاء الهيئة الإدارية في الاتحاد العام للجمعيات الخيرية،
ومن المؤسسين لمركز الحسين للسرطان،
وعضواً في جمعية مكافحة التدخين،

وجمعية أبناء جنوب الأردن الخيرية،
والمجمع الإنجيلي الأردني،

ومنظمة الصداقة الدولية،
كما عمل مديرًا تنفيذيًا لمنظمة الرحمة السويدية،
ومديرًا للدراسات في وزارة التنمية الاجتماعية.
وكان حضوره بالكنيسة الإنجيلية مميز.
كان يحب بيت الرب، ويحضر الاجتماعات والترانيم،
ويشجع، كان دايمًا بركة، صلاته هادية، وكلمته طيبة.
وبالإضافة لخدمته بالأردن،
كان إله دور بالمجمع الإنجيلي بالأردن،
وكان معروف بحضوره واهتمامه بالكنيسة بالمنطقة،
في سوريا، وفلسطين، والأراضي المقدسة،
وين ما راح، ترك بصمة طيبة وذكرى حلوة.
أبوي ما كان يدور على شكر ولا على مجد
وكان يذكّرنا بكلمة الرب يسوع:
“الحق أقول لكم، بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي فعلتم.” (متى 25:40)
بحياته كان أب محب،
وزوج مخلص،
ورجل أمين بكل معنى الكلمة.
كان بيته مفتوح للجميع،
وقلبه دايمًا مليان محبة وسلام.
صوته بالبيت كان صوت طمأنينة،
وبكفي كان وجوده يعطينا راحة.

واليوم… وإحنا بنودّعه…
قلوبنا بتوجعنا، بس كمان مليانة رجاء.
لأنه إحنا مؤمنين إنه هلأ مرتاح بحضن الرب يسوع،
اللي أكيد استقبله وقاله:
“نِعمًا أيها العبد الصالح والأمين، كنت أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير، ادخل إلى فرح سيدك.” (متى 25:21)
يا أبو فادي،
إنت زرعت الخير وين ما رحت،
وعلّمتنا نعيش بمحبة، ونسامح، ونخدم.
إنت تركت وراك أثر كبير،
بالعيلة، وبالكنيسة، وبالوطن، وحتى برّا الأردن.
نم بسلام يا أبوي،
إنت أكملت السعي، وحفظت الإيمان،
وراح تضلّ بقلوبنا دايمًا،
لحد ما نلتقي في المجد السماوي،
بمكان ما فيه وجع ولا دمع،
بس فرح أبدي بحضرة الرب.


تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!