السابق مشاركة الأطفال الأيتام بالتنسيق من خلال مبادرة سندك مع شركة ديجيتيلز
رابط المقال: https://milhilard.org/9ymu
عدد القراءات: 450
تاريخ النشر: فبراير 21, 2024 6:06 م
رابط المقال: https://milhilard.org/9ymu
الأب عماد الطوال- الفحيص
في صخب حياتنا اليومية، غالبًا ما نجد أنفسنا نواجه مواقف سلبية يمكن أن تستنزف طاقتنا وتُعيق تقدمنا، بحيث أصبح العثور على راحة البال والحفاظ على التركيز تحديًا هائلاً، وكما يُقال “فن الحكمة هو فن معرفة ما يجب تجاهله” بالرغم من بساطة هذا المثل إلا أنه أنه يصور النظرة التي يرى من خلالها كل منا الحياة، وما نراه وما لا نراه، يخبرنا هذا المثل عن أفضل طريقة لتعليم أنفسنا فن التجاهل، إنه بالتأكيد فن التمييز بين ما تريد أن تعرفه وما تريد أن تتجاهله لحياة أكثر سعادة وسلامًا، إنها استراتيجية بسيطة ولكنها فعالة للغاية، تعتمد على التركيز على ما هو إيجابي وتجاهل ما هو سلبي لتقليل السلوكيات البسيطة التي تسبب مشكلات.
تعلم دائمًا أن تتجاهل العبارات السامة التي تجعلك تشعر بالنقص
لا تعتقد أن تجاهل الأخطاء أو المشاكل يعني عدم حلها، فعادة ما يكون تجاهل المشكلات وأسبابها والتركيز على حلولها أسرع وأكثر فعالية، علينا أن نفهم أن فن التجاهل لا يعني أن يغض المرء الطرف عن مسؤولياته الكبرى في الحياة، بل يعني ضمنًا أن يكون قادرًا على التمييز بين ما يستحق قدرًا كبيرًا من الاهتمام وما لا يستحق ذلك، فعندما تتجاهل تصرفات الآخرين السلبية تمنحهم الفرصة لمراجعة ما فعلوه وإدراك أخطائهم، وتمنحهم الفرصة للتراجع عنها، يُمكن أن نذكر هنا مثالأ على شكل من أشكال التجاهل وهو التجاهل في بيئة العمل تخيل أن لديك موظفًا رائعًا ويلبي التوقعات دائمًا، وفي إحدى المرات، أخفق في تلبية هذا التوقع، أعتقد أنه لا ينبغي التركيز بشكل مفرط على تفاصيل هذا الخطأ لأن كل ذلك سينعكس على إنجازه في العمل، لذا فكر جيدًا قبل التعامل مع الأخطاء الصغيرة لأي شخص، وخاصة أولئك الذين نادرًا ما يرتكبون تلك الأخطاء وعندما لا تكون تلك الأخطاء ذات أهمية كبيرة.
يمكن أن نلخص هنا بعض النصائح التي قد تساعد على اكتساب مهارة فن التجاهل:
- علينا أن نعي حقيقة أن الإنسان لا بد أن يخطئ، ومن منا لم يخطئ لا في نفسه ولا في حقوق الآخرين؟ من منا لم يتلفظ بكلمات تجرح مشاعر الآخرين؟ ومن منا لم يلتق بأشخاص لم يتفق معهم وحدثت الخلافات بينهم؟ يتعرض الإنسان خلال حياته لظروف قد تدفعه إلى ارتكاب الأخطاء، والتي قد يكون معظمها غير مقصود حاول ان تنظر الى أخطاء الآخرين بنفس التسامح الذي تنظر به إلى أخطائك.
- تعلم دائمًا أن تتجاهل العبارات السامة التي تجعلك تشعر بالنقص، شيء يعيق نموك، شيء يضعف ثقتك بنفسك، تجاهل فشلك ولكن لا تتجاهل الأسباب أبدًا، تجاهل المقارنة مع الآخرين، ولكن اجعل نفسك أفضل.
- نحن نتعلم من أخطائنا وتجاربنا التي ننمو من خلالها أو نخسر وقتًا كبيرًا، لكن في النهاية لا بأس، الحياة بحد ذاتها درس كبير.
- لمعرفة كيفية تجاهل ما هو غير ضروري بالنسبة لك، تدرب على التحكم في أفكارك وعواطفك، بكلمات بسيطة، لا تدع عقلك يتحكم فيك ولا تدع عواطفك تسيطر على مسار حياتك، وبدلاً من ذلك، حافظ على إحساس مثالي بالتوازن في المنطق والعواطف.
الشيء البسيط الذي يجب فهمه هنا هو أننا سنواجه جميعًا أشخاص أو مواقف سلبية، بغض النظر عما نفعله وكيف نتصرف، هذه حقيقة لا مفر منها في الحياة، وبدون القدرة على اختيار ما يجب أن نتجاهله وأين نستثمر اهتمامنا، فإننا نسمح لهذه المواقف أن تسيطر على أعيننا وعقولنا، في كثير من الأحيان لا نفهم أين نستخدم هذا الفن، إذا أتقنت هذه المهارة العظيمة، فإن نصف مشاكلك ستُحل من تلقاء نفسها.
- الأب عماد طوال راعي كنيسة الفحيص للاتين
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.