السابق مبارك عوض يدعو مناصرين السلام من كافة الأديان الضغط على أمريكا لوقف اطلاق النار
رابط المقال: https://milhilard.org/9cbi
عدد القراءات: 415
تاريخ النشر: أبريل 2, 2024 4:05 م
رابط المقال: https://milhilard.org/9cbi
رلى السماعين
على الخريطة الفسيفسائية الفريدة من نوعها والتي تزين أرضية كنيسة القديس جورجيوس في مادبا، تظهر مدينة غزة بتفاصيل واضحة عكست أهميتها كثاني أكبر مدينة بعد القدس خلال حقبة محورية في تاريخ المسيحية.
أمضيت معظم طفولتي في مادبا، و رأيت الخريطة الفسيفسائية مرات لا تحصى، وسمعت الحكايات المألوفة عن أهميتها التاريخية، ومع ذلك، لم أدرك إلا مؤخرًا أن هذه القطعة الأثرية الرائعة التي توثق بصريًا العصر المسيحي، لديها الكثير لتقوله عن غزة العزة خلال تلك الفترة.
أثار إدراج غزة على خريطة الفسيفساء فضولي، الذي أشبعته من خلال البحث في موقع دائرة الآثار في غزة، وبحث تم نشره في المجلة الدولية للعلوم الإنسانية والاجتماعية بعنوان «الطوبوغرافية المسيحية لغزة البيزنطية» بقلم معين صادق.
موقع غزة الجيوستراتيجية على مفترق الطرق بين كنعان في آسيا ومصر في أفريقيا، جعلها تكتسب أهمية كبيرة على جميع المستويات عبر التاريخ. ومع نهاية القرن الثالث الميلادي، بدأت المسيحية في التوسع في القطاع وفي القرى المحيطة بها، مما جعلها نقطة محورية للعالم المسيحي، وأعطاها دورًا حاسمًا كمركز أساسي لرحلات الحج بين الأماكن المقدسة في فلسطين، وشبه جزيرة سيناء الممتدة.
ومما يدل على أهمية غزة في تلك الحقبة الزمنية، هو بناء كاتدرائية عام 407 م برئاسة الأسقف بروفيري، التي تم الكشف عن أنقاض هذه الكاتدرائية داخل المسجد العمري.
كشفت الحفريات الأثرية واسعة النطاق عن اكتشافات تتراوح بين كنائس وأرصفة فسيفسائية ملونة ومتقنة الصنع، مما يدل على هيمنة المسيحية في غزة والقرى المجاورة لها خلال الفترة البيزنطية.
خريطة الفسيفساء المؤرخة للفترة المسيحية في عهد جستنيان (527-565م) تُظهر مدينة غزة بأكملها بما في ذلك الكنائس والشوارع الرئيسية ذات الأعمدة المتقاطعة في وسط المدينة، وبوابات المدينة، وأسوارها، ومنصة ضخمة التي كانت بمثابة بقايا ساعة مائية تحدد الساعات بواسطة الجرس والأشكال البرونزية المتحركة. كما يظهر جلياً المسرح مصوراً بهيكل نصف دائري ضخم في الزاوية الجنوبية الشرقية من المدينة، بالإضافة إلى القرى المحيطة بمدينة غزة وأبرزها بيت لاهيا والنزلة.
من المهم أن نعي بأن الجذور التاريخية الغنية خلال الحقبة المسيحية في غزة وفلسطين، تعود أساسها إلى القديس هيلاريون، وهو مواطن من غزة ولد عام 291 م.
أما غزة البيزنطية فتقع ضمن كامل أراضي قطاع غزة، و نظرًا للكثافة السكانية في وقتنا المعاصر ، فقد تمكن علماء الآثار تحديد بعض المواقع الدقيقة لمعظم القرى البيزنطية، ووصف مبانيها الضخمة وتقنياتها وزخارفها ونقوش أرصفة الفسيفساء.
في وقتنا الحالي، وبينما يشهد العالم على حرب شرسة لا ترحم، قتل فيها الأبرياء والمدنيين، وتم تدمير للبنية التحتية بشكل كبير، بما في ذلك كنوز قطاع غزة التاريخية الغنية، بات من الضرورة إيجاد حل سريع يعمل على وقف المعاناة الإنسانية وانتهاكاتها، فالشعب الفلسطيني في غزة ليسوا مجرد إحصائيات؛ بل هم أشخاص عانوا الأمرين، ويعيشون معاناة لم يدونها التاريخ قبلاً. الآن هو الوقت لوضع حدًا للحرب وحماية الشعب في القطاع ورعايتهم، والعمل على إعادة بناء غزة.
عن الدستور الاردنية
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.