Skip to content

عندما تصبح الصّلاة من أجل فلسطين خطراً

رابط المقال: https://milhilard.org/9iuu
تاريخ النشر: أكتوبر 12, 2024 4:32 م
Jack Sara leading the prayer at an impromptu prayer meeting. القس جاك سارة في كوريا

Jack Sara leading the prayer at an impromptu prayer meeting. القس جاك سارة في كوريا

رابط المقال: https://milhilard.org/9iuu

بقلم داود كُتّاب

كانت الدعوة في مؤتمر لوزان الرابع في كوريا تحمل رسالة بسيطة: “صلّوا من أجل السّلام والعدالة في الأرض المقدسة مع إخواننا وأخواتنا الفلسطينيّين”. لكن عقد خدمة الصّلاة لم تكن سهلةً ولم تَخْلُ من التّدخل.

دعوة إلى اجتماع صلاة بجوار أحد مخارج المؤتمر

أرادت مجموعة صغيرة من الحاضرين في كوريا في مؤتمر لوزان الرابع، إقامة صلاة لشعب فلسطين، وقد وفّر المؤتمر الإنجيليّ الكثير من الغرف  للحاضرين من جميع أنحاء العالم، لقضاء بعض الوقت الهادئ في الصّلاة والتضرّع. لكنّ الصلاة من أجل السّلام والعدالة و استخدام كلمة غزّة أو لا قدّر الله فلسطين كانت أصعب كثيراً مما توقّعه المُبادرون. 

تحوّل الطلب الرّوتينيّ للحصول على غرفة إلى مشكلة كبرى، وفي النّهاية تمكّن المبادرون الراغبين في الصّلاة من أجل فلسطين العثور على زاوية صغيرة (خارج المخرج 18)، لإقامة اجتماع صلاة مرتجل “غير مصرّح به” مع زملائهم المسيحيّين الفلسطينيّين.

صلاة من القلب ل فلسطين ولو على طرف الشارع

وقد أُتيحَتِ الفرصة للمشاركين من أمريكا اللّاتينيّة لسماع مداخلة قصيرة مترجمة إلى الإسبانية، كما وقدّم رئيس كلّية بيت لحم للكتاب المقدّس، الدّكتور جاك سارة، صلاة غير  مثيرة لغضب المنظّمين من خلال  استخدام بعض الكلمات الهادئة . وقال: “صلّوا من أجل الكنيسة في غزّة ومن أجل الشّعب هناك الّذين يعانون من الواقع اليوميّ من قنابل ونقص الغذاء. صلّوا من أجل وحدة الكنيسة وأن لا يغادر  الشعب المسيحيّ من هناك، بل يستمر بالبقاء في الشرق الأوسط”. لكن حتّى هذه  الكلمات المحايدة المشجّعة كانت مزعجة لبعض المشاركين. فصرخ رجل على زملائه المسيحيّين الّذين كانوا يُصلّون وبصوت عالي: “صلّوا من أجل إسرائيل”.

الصورة في الوسط هي لقساوسة يصلّون من أجل الدّكتور جاك سارة في الاجتماع العام. وعلى كلا الجانبين اجتماع صلاة مُرتجل من أجل فلسطين.

و على الرّغم من أنَّ وقت الصّلاة كان قصيراً، إلّا أنَّ الرّجل المُقاطِع استمرّ في خطابه العدوانيّ بالصّراخ ومقاطعة كلمات الصلاة: “إذا أطلقَتْ حماس سراح الرّهائن فلن تكون هناك حرب”.

من المؤكَّد أنَّ الأجواء العدائيّة لم تكن في كلّ مكان في مؤتمر لوزان، كما ذكر العديد من المشاركين. أخبر الدّكتور سارة زملائه عند عودته أنَّه في كلّ مكان ذهب إليه أعرب النّاس عن دعمهم وتضامنهم الحقيقيّ مع الشّعب الفلسطينيّ بشكل عام، والمسيحيّين الفلسطينيّين بشكل خاصّ. ولكن لأسباب عديدة، فإنَّ هذه الحادثة بالإضافة إلى بيان من قِبل مدير المؤتمر يعتذر به عن خطاب ألقته الأستاذة روث باديا دي بورست حول العدالة، والّتي تجرّأت على الحديث عن غزّة تركَت طعماً سيّئاً في الفم، بالرّغم من العديد من كلمات التشجيع. لم تتراجع الأستاذة دي بورست وأرسلَت رسالة قويّة إلى المنظّمين تُصرُّ على ضرورة أن ينتبه الإنجيليّون المسيحيّون إلى معاناة الفلسطينيّين. انظر رسالة الأستاذة دي بورست أدناه.

كما أصدر الوفد الهنديّ رسالة دعمٍ للفلسطينيّين واحتجاجٍ على رسالة الإعتذار من رئيس المؤتمر. انظر أدناه

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content