داود كتاب- ملح الأرض

“أيها الشباب، أضع هذا الكتاب بين أيديكم لتستفيدوا من خبراتنا وتجاربنا” بهذه الكلمات بدأ اللواء المتقاعد والنائب السابق عماد صليبا معايعة حديثه مع ملح الأرض في حفل إشهار كتابه “ومضات من حياة إنسان” في العاصمة عمّان، الثلاثاء، بحضور لفيف من الشخصيات السياسية والاجتماعية والأصدقاء.

ويأتي إصدار الكتاب ليوثق مسيرة حافلة بالعطاء امتدت لأكثر من خمسة عقود، بدءاً من تفاصيل حياة الكاتب المُبكّرة في خضمّ الظروف الاقتصادية الصعبة، مروراً بمحطات التحدي والإنجاز.

لم يترك العسكري السابق مسيرته العسكرية وحياته الروحانية في مضيق العائلة، وإنما أراد لخبراته الحياتية المتراكمه، أن تكون هديا للشباب الاردني، في تحمل صبر العمل حتى ينال مرتضاه ويحقق أهدافه. شاهد مقابلة حصرية مع الباشا عماد معايعة عبر قناة ملح الأرض على اليوتيوب

مقابلة حصرية مع الباشا عماد صليبا معايعة في حفل إطلاق كتابه: سيرة حياة جنرال وبرلماني وخادم للمسيح

الكتاب وكما وصفه اللواء المعايعة يؤرّخ الحياة السياسية والروحية، ويتطرق في بعض فصوله إلى علاقته بأسرته وعائلته الكبيرة، ويوثق أحداثا شهدها خلال مسيرته. كما ويؤرخ الكتاب الامور العسكرية منذ تدرجه بالخدمة العسكرية، انتهاء بآخر منصب تسلّمه مساعدا لرئيس هيئة الاركان المشتركه.

وبالعودة إلى تاريخ المسيحييّن في القوات المسلحة الاردنية – الجيش العربي، يُعد اللواء عماد المعايعة المسيحي الأول في القوات المسلحة الاردنية، الذي تولى منصبا إداريا عسكريا، بعد أسماء خلّدها سجل  الخدمات الطبية  تحمل أسماء أطباء مسيحيين، خدموا من مواقعهم الأردن.

 من التحدي والخبرة

أشار اللواء المعايعة خلال كلمته في حفل الإشهار إلى أن الدافع وراء تأليف الكتاب هو الرغبة في ترك عمل يُرضي عائلته وأحفاده وأهله وعشيرته، ويضع بين أيدي الأجيال الجديدة خلاصة سيرة حياته وتجاربه في مواجهة التحديات.

وسرد اللواء المعايعة فصولا على مراحل مفصلية في مسيرة حياته، مستعرضا المسيرة العسكرية والأمنية، ليروي تفاصيل التحاقه بالكلية العسكرية الملكية وتخرجه ضابطاً، وكيف أمضى 35 عاماً في الخدمة العسكرية والأمنية المليئة بالعلم والمعرفة والخبرات، التي تنقل فيها داخل الأردن وخارجه.

التجربة البرلمانية

 ويستعرض الكاتب تجربته الانتخابية الناجحة التي خاضها بدعم واسع من أهل وأبناء عشيرة مادبا بمسلميها ومسيحييها، والفترة التي قضاها أربع سنوات تحت قبة البرلمان الأردني كنائب، وما اكتسبه من خبرات سياسية وتشريعية.

النشأة والذاكرة:

خصص المعايعة فصولاً لاستحضار ذكريات نشأته على راتب والدٍ في الأمن العام، موثقاً قصصاً من الحياة اليومية البسيطة التي تعكس مراحل تاريخية مهمة، كاستخدام “القرشة والتعريفة” رمزاً لتلك الفترة الزمنية الستينيات.

كما توقف المعايعة عند حياته الروحية ودوره في خدمة الكنيسة، مشيرًا إلى انتخابه رئيسًا لمجمع الكنائس الإنجيلية الأردنية ورئيسًا لاتحاد مجامع الكنائس الإنجيلية في الأردن والأراضي المقدسة، قائلًا: “خدمتي للرب والكنيسة كانت نابعة من قناعتي بأن الإيمان والعمل العام يسيران جنبًا إلى جنب لخدمة الوطن والإنسان.”

 الكتاب الذي استلهم المعايعة عنوانه أثناء مشاركته عام 2000 في مؤتمر نظمته الكنيسة الأرثوذكسية في بلغاريا Inch by Inch)، وعندما بدأت الكتابة خطر ببالي أن أستبدل كلمة (Inch) بـ(ومضات)، لتصبح ومضات من حياتي العائلية والعسكرية والسياسية والروحية”.

فيما حمل الغلاف الفني للكتاب  مزيجًا من الماضي والحاضر، بتصميم يجمع بين صورة مرسومة قديمة وصورة حديثة، مثنيًا على الجهد الذي قدّمه الدكتور فراس وزوجته بلسم في تنسيق التصميم بالتعاون مع الرسام أمين الدومي.

اللواء المعايعة  عبرّ عن تقديره لعائلته، ولا سيما زوجته أم بلسم التي “سهرت الليالي” إلى جانبه أثناء كتابة فصول الكتاب، كما وجّه التحية لكل من ساهم في إعداد الحفل أو شارك في الكتابة أو الترتيب.

واختتم حديثه بتأكيد انتمائه للوطن والقيادة، قائلًا: “لولا هذا البلد الآمن وقيادته الحكيمة وأجهزته الأمنية وقواته المسلحة لما وصلت إلى ما وصلت إليه في حياتي.”

وأضاف موجّهًا حديثه للشباب”أضع هذا العمل بين أيديكم لتستفيدوا من خبراتنا وتجاربنا، وأستذكر هنا كلمات قداسة البابا لاون حين دعا الشباب إلى أن ينظروا إلى يسوع المسيح شمس العدل، لا إلى النجوم التي تتساقط”

الكتاب يحتوي على اكثر من ثلاثمائة صفحه وسبعه أبواب فيها يبين الكاتب مسيرة حياته العائلية والعسكرية والبرلمانية والروحية وغيرها .

ويحتوي الكتاب على مجموعة من الصور المرتبطة بكل مسيره وحدث، مثمّناً “الجنرال ” المخضرم “دور الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة وكافة المسؤولين الذين يسهرون على أمن واستقرار  الاردن.