
السابق افتتاح معرض “الأردن: فجر المسيحيّة” في مدينة أسيزي الإيطاليّة
ملح الأرض – ليث حبش
في الذِّكرى العاشرة لتوقيع الاتفاقيّة الشّاملة بين دولة فلسطين والكرسيّ الرسوليّ، يتجدَّدُ الحديث عن الأبعاد السّياسيّة والدبلوماسيّة لهذا الحدث التّاريخيّ، الّذي يُعدُّ تتويجًا لعلاقاتٍ راسخةٍ بين الفاتيكان والشّعبِ الفلسطينيّ، ويعكسُ تطوّرًا استراتيجيًّا في الاعتراف الدوليّ بفلسطين ودورها في حماية التنوُّع الدّينيّ والوجود المسيحيّ في الأرض المُقدّسة.
السّفير قسيسيه لـ”ملح الأرض“:”الاتفاق مع الفاتيكان جسّدَ الاعترافَ الأخلاقيّ بفلسطين…ونناشدُ البابا الجديد لحماية الوجود المسيحيّ في القدس”
في مقابلةٍ خاصّةٍ لـ “ملح الأرض “، تحدَّث السّفيرُ الفلسطينيّ لدى حاضرة الفاتيكان وفرسان مالطا ذات السّيادة، وعضو اللّجنة الرئاسيّة العُليا لشؤون الكنائس، عيسى قسيسيه، عن أهمّيّة الاتفاقيّة في تعزيز مكانة فلسطين على السّاحة الدّوليّة، والدّور المحوريّ للكرسي الرّسولي في دعم القضيّة الفلسطينيّة أخلاقيًّا وسياسيًّا، خاصّةً في ظلِّ المتغيّرات الإقليميّة والدّوليّة المُتسارعة.
الكرسيّ الرسوليّ… اعترافٌ تاريخيٌّ ودعمٌ مستمرٌّ
قال السّفير قسيسيه إنَّ الاتفاقيّة الشّاملة أكَّدَتْ في مُقدِّمتها ضرورة حلِّ القضيّة الفلسطينيّة على أساس الشّرعيّة الدّوليّة وقرارات الأُمم المُتّحدة، واعترف الكرسيّ الرسوليّ بدولة فلسطين على حدود عام 1967، كما دعتِ الاتفاقيّة إلى حلٍّ عادلٍ لقضيّة القدس، يُحافظ على الوضع القانونيّ والتّاريخيّ للأماكن المُقدّسة، ويصون مركزيّة المدينة المُقدّسة للدّيانات السماوية الثلاث..
وأوضح أنَّ الاتفاقيّة تعكسُ رؤية الفاتيكان الثّابتة والمُنسجمة منذ بدايات القرن العشرين، حيثُ لم يتردَّد الكرسيّ الرسوليّ في إعلان دعمه لحقِّ الشّعبِ الفلسطينيّ في تقرير مصيره، وتأكيده على أهمّيّة دعم حقوق الكنيسة المحلّيّة، مُضيفًا: “الكرسيّ الرسوليّ لم يحد عن البوصلة يومًا، وكان في مُقدِّمة من تبنّى الموقف الأخلاقيّ والشرعيّ حيال قضيّتنا”.
الدّور الأخلاقيّ والدوليّ للفاتيكان
وفي سياق الحديث عن الدّور الأخلاقيّ الّذي لعبه الكرسيّ الرسوليّ خلال العقد الماضي، اعتبر قسيسيه أنَّ الاعتراف الفاتيكانيّ بفلسطين شكّلَ دفعةً معنويّةً كُبرى للمُجتمع الدّوليّ، و”أحرج العواصم الكُبرى الّتي لا تزال تراوغ في الاعتراف بالحقوق الفلسطينيّة” وأضاف:”هذا الاعترافُ منحَ قضيّتنا هالةً أخلاقيّةً استثنائيّةً، وكان أولى اللّبنات في سلسلة اعترافات دوليّة لاحقة”.
وأشار إلى أنَّ البابا فرنسيس – وحتّى قبل وفاته – لم يتوانَ عن توجيه النّداءات المُتكرِّرة لوقف الحرب ضدَّ الشّعب الفلسطينيّ، ووصف الحروب بأنَّها “هزيمةٌ للإنسانيّة جمعاء”، وكان يتصل بشكلٍ شخصيّ يوميًّا للاطمئنان على من احتمى بالكنائس في غزّة، مُشبّهًا نفسه بالأب الحنون الّذي يطمئنُّ على أبنائه وأضاف: “عندما يتحدَّثُ رأسُ الكنيسة بهذه الطريقة، فإنَّ العالم يُصغي، ويتحرَّكُ الضمير العالميّ”.
تحدّيات التّطبيق الدّاخلي والخارجيّ للاتفاقيّة
وردًّا على سؤالٍ حول التزام الحكومة الفلسطينيّة ببنود الاتفاقيّة، أكَّد قسيسيه أنَّ الرّئيس محمود عبّاس كان حريصًا على تنفيذها “بأقصى درجات الجدّيّة”، رغم الظّروف السّياسيّة القاسية الّتي تمرُّ بها فلسطين. وقال: “وزارة الخارجيّة بالتّعاون مع اللّجنة الرئاسيّة العُليا لشؤون الكنائس تُتابع أيّ إشكاليّات تتعلَّق بالضّرائب والإعفاءات، رغم أنَّ بعض التحدّيات تنشأ نتيجة اختلافاتٍ في تفسير البنود”.
واعتبر أنَّ بسط السّيادة الفلسطينيّة على كامل أراضي الدّولة، لا سيّما المنطقة (ج)، يبقى التحدّي الأكبر الّذي يُعيق التّنفيذ الكامل للاتفاقيّة. كما كشف عن جلسةٍ تقييميّةٍ مُرتقبةٍ بين الطّرفين لتعزيز التّعاون وضمان مصلحة الكنيسة الكاثوليكيّة في فلسطين.
السّفارة الفلسطينيّة في الفاتيكان…جسورٌ روحيّةٌ ودبلوماسيّة
وعن دور سفارة دولة فلسطين لدى الكرسيّ الرسوليّ، قال السّفير قسيسيه لـ ملح الأرض إنَّ السّفارة لم تكُن مجرَّد تمثيلٍ دبلوماسيّ، بل أصبحَتْ منصّةً لنقل “هموم وآمال وآلام” الشّعب الفلسطينيّ إلى دوائر القرار في الفاتيكان، إضافةً إلى صوت الكنيسة المحلّيّة في الأرض المُقدّسة.
أبرز المبادرات الّتي قادتها السّفارة شملَتْ تنظيم ورشات عمل في روما حول تسويق الحجّ إلى فلسطين، وتعزيز الحوار الإسلاميّ-المسيحيّ، وإبراز البُعد الرّوحيّ للقدس، ربط المؤسَّسات التّعليميّة والصحّيّة الكاثوليكيّة في فلسطين مع نظيراتها في روما لتبادل الخبرات والدّعم. تنظيم قدّاس خاصّ عن روح الشّهيدة شيرين أبو عاقلة، بحضور عائلتها وممثّلي الفاتيكان وسفراء من دول مختلفة، دور محوريّ في احتفاليّة تقديس القدّيستين الفلسطينيتين مريم البواردي وماري ألفونسين، حيثُ رُفِعَ العلم الفلسطينيّ في ساحة القديس بطرس أمام آلاف المؤمنين.
ولفت إلى أنَّ موقع السفارة الفلسطينيّة القريب من أهم مداخل الفاتيكان يرمز إلى حضور سياسيّ وروحيّ دائم، وقال: “رفع العلم الفلسطينيّ هُناك فخرٌ لكلِّ فلسطينيّ، وهو ردٌّ عمليّ على محاولات تغييب قضيّتنا”.
رؤية مستقبليّة لتعميق العلاقة الاستراتيجيّة
وفي حديثه عن المرحلة المُقبلة، شدَّد السّفير قسيسيه على أهمّيّة أنْ تبقى قضيّة الاعتراف بفلسطين أولويّة في أجندة الكرسيّ الرّسوليّ، لا سيّما في ظلِّ مبادراتٍ دوليّةٍ جديدةٍ تقودها فرنسا والسعودية لعقد مؤتمرٍ لحلِّ الدّولتين، ودعا الفاتيكان إلى تكثيف الضّغط الدبلوماسيّ على الدول الكاثوليكيّة للاعتراف بفلسطين، باعتباره التزاماً أخلاقيًّا وروحيًّا.
وأضاف أنَّ على الفاتيكان أنْ يُضاعف جهوده لحماية الوجود المسيحيّ في القدس في مواجهة محاولات تغيّير هويّتها الديمغرافيّة والجغرافيّة وقال: “ما يجري في الحي الأرمنيّ وحي النصارى وجبل الزيتون وعليت صهيون وميدان عمر بن الخطاب، يستوجب قرع الأجراس، لأنَّ القدس بلا مسيحيّة تفقد روحها وجوهرها”.
كما عبّر عن قلقٍ حقيقيّ من موجات الهجرة المسيحيّة من الأرض المُقدّسة، مُحذِّرًا من أنٍ تتحوَّل الكنائس إلى “متاحف بلا حجارة حيّة” وأكَّد: “نحنُ نعمل على إبقاء هذا الوجود المُتجذِّر، عبر تمكين الإنسان المؤمن في أرضه، وهذا أسمى أشكال العمل الوطنيّ والدّينيّ”.
دعوةٌ لإنقاذ الوجود المسيحيّ في الشّرق
وفي رسالةٍ خاصة للرئيس الفلسطيني محمود عباس عن طريق الدكتور رمزي خوري رئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤوت الكنائس في فلسطين والسفير قسيسية للبابا فرنسيس قبل وفاته، ناشده العمل على عقد مؤتمرٍ لرؤساء كنائس الشّرق الأوسط لوضع خطّة إنقاذ للمسيحيّة في المنطقة وقال: “نأمل من قداسة البابا لاون الرابع عشر أنْ يُعطي هذا الملف أولويّة قصوى، وأنْ يبقي شعلةَ الأملِ حيّةً في قلوب الّذين هم فعلاً ملح الأرض ونور العالم”.
الفاتيكان وفلسطين…شراكةٌ روحيّةٌ وسياسيّةٌ
في ظلِّ تعقيدات المشهد الدّوليّ والإقليميّ، يظلُّ التّحالف بين فلسطين والكرسيّ الرّسوليّ نموذجًا نادرًا للعلاقات الّتي تجمع بين الشرعيّة السّياسيّة والرّسالة الأخلاقيّة. ومع مرور عقدٍ على توقيع الاتفاقيّة الشّاملة، يتجدَّدُ الأمل في أنْ تستمرَّ هذه العلاقة في دعم حقوق الشّعب الفلسطينيّ، وتعزيز الوجود المسيحيّ في الأرض المُقدّسة، وحماية القدس كمدينةٍ للسّلام والتعدديّة والإيمان المُشترك.
الدُّكتور سابيلا: “الفاتيكان لم يُدافع فقط عن المسيحيّين بل عن إنسانيّة الشّعب الفلسطينيّ… والاتفاق أعاد البوصلة الدّوليّة إلى القدس”
يرى الدُّكتور برنارد سابيلا، أستاذ علم الاجتماع المُتقاعد في القدس، أنَّ الاتفاق الأساسيّ الموقَّع بين دولة فلسطين والكرسيّ الرسوليّ عام 2015 ليسَ مجرَّد وثيقةٍ سياسيّةٍ أو دينيّةٍ، بل هو إعلانٌ واضحٌ عن دعمٍ تاريخيّ وأخلاقيّ للفلسطينيّين في نضالهم نحو الحرّيّة، وللقدس كمكانٍ مُقدّسٍ يُراد له أنْ يبقى منفتحًا ومتعدّدًا في وجه محاولات العزل والاحتكار.
ويقول سابيلا في حديثٍ خاصٍّ لـ”ملح الأرض” بمناسبة الذّكرى العاشرة للاتفاق، إنَّ الكرسيّ الرّسوليّ لعب خلال العقد الماضي دورًا مهمًّا في تثبيت الرّواية الفلسطينيّة على السّاحة الدّوليّة، ليسَ فقط من خلال الاعتراف بدولة فلسطين، بل أيضًا عبر تأكيده المُتكرِّر على حلّ الدّولتين وضرورة العيش المُشترك في سلامٍ ووئام.
اعترافٌ رمزيٌّ ذو دلالاتٍ سياسيّة
يُضيف سابيلا: “هذا الاتّفاق، الّذي جاء بعد الاعتراف الرّسميّ من الفاتيكان بدولة فلسطين، أعطى دفعةً قويّةً للموقف الفلسطينيّ على الصّعيد الدّوليّ إنَّه اعترافٌ يستند إلى القانون الدّوليّ واتفاقيّات أوسلو، لكنّه في جوهره موقفٌ إنسانيٌّ وأخلاقيّ من قِبَلِ الفاتيكان تجاه معاناة شعبٍ يٌطالب بالحرّيّة والكرامة في وطنه”.
ويرى أنَّ الاتفاق “جاء في وقتٍ كانت فيه القضيّة الفلسطينيّة تشهد تراجعًا في المحافل الدّوليّة، فشكّل دفعة أخلاقيّة مهمّة، خصوصًا في ظلِّ خطاب البابا فرنسيس الّذي يتحدَّثُ دائمًا عن معاناة الإنسان بغضِّ النّظر عن دينه أو هويّته”.
دعمٌ مستمرٌّ رغم التحدّيات
يشيرُ سابيلا إلى أنَّ الفاتيكان حافظ خلال السّنوات الماضية على موقفه الثّابت تجاه حلِّ الدّولتين، وأدان السّياسات الّتي تُهدِّدُ الوجود الفلسطينيّ في القدس والضفّة الغربيّة، بما فيها تهجير السُّكّان والاستيطان والحصار المفروض على غزّة.
ويتابع: “حتَّى في ظلِّ الحرب على غزّة، كانت هناك إشاراتٌ واضحةٌ من الكرسيّ الرّسوليّ بأنَّ ما يحدث يتنافى مع المبادئ الإنسانيّة، وأنَّ على المجتمع الدّوليّ التحرُّك بشكلٍ فعليّ، لا أنْ يكتفي ببيانات الإدانة”.
القدس والمسيحيّون في صميم الاتفاق
وعن البعد الدّينيّ في الاتّفاق، يوضِّحُ سابيلا أنَّ الكرسيّ الرسوليّ لم يكُن يسعى لحماية طائفةٍ أو كنيسةٍ بعينها، بل كان يرى أنَّ حماية الوجود المسيحيّ في الأرض المُقدّسة ضرورة أخلاقيّة وإنسانيّة وسياسيّة.
“وجودنا كمسيحيّين فلسطينيّين ليسَ طارئًا، بل نحن جزءٌ أصيلٌ من نسيج هذه الأرض والاتّفاق ساعد في تكريس هذا الوجود، وساهم في حماية حرّيّة العبادة، وحفظ مكانة الكنيسة الكاثوليكيّة كشخصيّة قانونيّة مُعترف بها في الأراضي الفلسطينيّة”.
مُتابعة تنفيذ الاتّفاق
وحول التزام السُّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة، يؤكِّدُ سابيلا أنَّ اللّجنة الرئاسيّة العُليا لشؤون الكنائس تتابع تنفيذ بنود الاتفاق بالتّعاون مع الوزارات المُختصّة، مُشيرًا إلى أنَّ السُّلطة تحرصُ على احترام التعدّديّة الدّينيّة في المُجتمع الفلسطينيّ.
“لطالما كان التّعايش من سمات المُجتمع الفلسطينيّ، والمسيحيّون الفلسطينيّون لم يُعامَلوا كمجموعة أقلّيّة، بل كمواطنين كاملي الحقوق، يُساهمون في الحياة العامّة والثقافيّة والتّعليميّة والاجتماعيّة”.
التحدّيات الإسرائيليّة والضّغوط الدوليّة
يرى سابيلا أنَّ التحدّي الأكبر أمام الاتّفاق لا يكمن داخليًّا، بل خارجيًّا، في ظلِّ الضّغوط الّتي تُمارسها إسرائيل، لا سيّما خلال فترات التّوتُّر ويقول “الفاتيكان يتّبع سياسة النصح والإرشاد، لا الفرض، لكنَّه لا يعمل في فراغ، هناك محاولات إسرائيليّة لتقيّيد الخطاب الكنسيّ بشأن ما يجري في غزّة والقدس”.
ويضيف: “هذا ما يجعلنا نطالب بمواقف أوضح من الكرسيّ الرّسوليّ تجاه الاعتداءات المُستمرّة على المُقدّسات المسيحيّة والإسلاميّة، وعلى السُّكّان المدنيّين في غزّة والضفّة”.
سفارة فلسطين في الفاتيكان.. جسر للتواصل
منذ افتتاح سفارة فلسطين في الفاتيكان عام 2017، تشكّلَتْ قناة دبلوماسيّة وثقافيّة مُهمّة بين الجانبين ويشير سابيلا إلى أنَّ السفارة ساهمت في نقل صورة حقيقيّة عن الفلسطينيّين كمجتمع حيّ وثقافة عريقة، وليس فقط كقضيّة سياسيّة، عبر الأنشطة الثّقافيّة والدّينيّة، مثل تقديم مغارة عيد الميلاد المصنوعة من خشب الزيتون للبابا، والمبادرات الّتي تبرز الوجود المسيحيّ الفلسطينيّ، تعزَّزَتِ العلاقات، وارتفعَتْ مكانة فلسطين في المحافل الكاثوليكيّة.
ويذكر سابيلا أنَّ إسرائيل اعترضتْ رسميًّا على تقديم المغارة المغطّاة بالكوفيّة الفلسطينيّة للبابا، مُعتبرًا أنَّ هذا الاعتراض يعكس ضيق الأفق في فهم رمزيّة هذه المُبادرات.
رؤية فلسطينيّة مُستقبليّة
ويختم سابيلا حديثه بالتأكيد على أنَّ الفلسطينيّين يتطلَّعون إلى مزيدٍ من الانخراط الفعليّ من قِبَلِ الكرسيّ الرّسوليّ في القضايا العادلة، خصوصًا مع تفاقم المُعاناة في قطاع غزّة.
“نحن نقدِّرُ مواقف البابا فرنسيس الّتي اتّسمَت بالشجاعة، ونأمل أنْ يواصل البابا الجديد، ليو الرابع عشر، النّهج ذاته، وجود أقل من 600 مسيحيّ في غزّة اليوم لا يعني غيابهم، بل هو نداء للاستمرار في دعمهم ودعم جميع الفلسطينيّين من أجل مُستقبلٍ أكثرَ عدالةً وإنسانيّة”.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!