Skip to content
Skip to content

عطالله حنّا: تجميد الحسابات البنكيّة لكنيسة الرّوم الأرثوذكس بالقدس في غاية الخطورة وهي تهدف للضغط على الكنائس والمؤسَّسات المسيحيّة

تاريخ النشر: أغسطس 16, 2025 3:25 م
WhatsApp Image 2025-08-16 at 3.19.47 PM

ملح الأرض- خاص

اعتبر المطران عطالله حنا رئيس أساقفة سبسطية، في تصريحٍ خاصٍّ لـ ملح الأرض أنَّ مسألة تجميد الحسابات البنكيّة لكنيسة الرّوم الأرثوذكس بالقدس هي مسألةٌ في غاية الخطورة، وهي تندرج في إطار مُخطَّطٍ هادفٍ للضغط على الكنائس والمؤسَّسات المسيحيّة.

وقال المطران إنَّ ما قامت به إسرائيل مؤخَّرًا تجاه الكنيسة الأرثوذكسيّة هو ردّةُ فعلٍ لانزعاجها من موقف غبطة بطريرك الرّوم الأرثوذوكس وغبطة بطريرك اللّاتين بعد زيارتهم قبل أسابيع إلى غزّة، وإطلاق نداء يطالب بوقف حرب الإبادة، “يبدو أنَّ سُلطات الاحتلال الإسرائيليّة مُنزعجةٌ من هذه المواقف ويبدو أنَّها أيضًا لا تريد للكنائس أنْ تأخذ مواقف من هذا النوع، وبالتّالي هي تسعى لابتزاز الكنائس والضغط عليها بهذه الطريقة وهذا الأسلوب”.

وكان الناطق باسم كنيسة الرّوم الأرثوذكس بالقدس عيسى مصلح قد صرَّح أنَّ السُّلطات الإسرائيليّة جمَّدَتِ الحسابات البنكيّة للكنيسة، ما سيمنعها من أداء واجبها، مؤكِّدًا أنَّ القرار وهو مخالفٌ للوضع التّاريخيّ والدّينيّ القائم المُتعلِّق بالمُقدّسات، وأنَّ رؤساء الكنائس في حالة انعقادٍ لبحث الردِّ على القرار الإسرائيليّ وسُبُلِ مواجهته.

وحسب تصريحات الأب عيسى مصلح، فإنَّ السُّلطات الإسرائيليّة جمّدَتْ حسابات البطريركيّة وفرضَتْ ضرائب باهظةً على مُمتلكاتها، وهذا استهدافٌ لتغيير هويّة القدس وإلغاء طابعها الدّينيّ والثّقافيّ محذِّرًا من هجمةٍ غير مسبوقةٍ تتعرَّضُ لها الكنائس في الأرض المُقدّسة.

المطران عطالله حنا

المطران عطالله حنّا قال لـ ملح الأرض إنَّ سُلطات الاحتلال تستهدف مدينة القدس كلَّها ومُقدّساتها وأوقافها وإنسانها في كافّة تفاصيل حياته، كما أنَّها تستهدف المُقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة أيضًا.

وتابع المطران أنَّ الموقف المسيحيّ الرسميّ والشّعبيّ تجاه حرب غزّة موقفٌ واضحٌ يُطالبُ بوقف معاناة الشّعب الفلسطينيّ وإنهاء الحرب، فلا يمكن أنْ نكونَ حياديين وصامتين تجاه ما يجري، لأنَّ الصَّمت في هذه الحالة هو اشتراكٌ في هذه الجريمة، ويجب أنْ يرتفع الصّوت المسيحيّ المنادي بوقف هذه الحرب والمعاناة.

وقال “أنا أعتقد أنَّ سياسة الضَّغط والابتزاز سوف تفشل كما فشلت في الماضي، فهذه ليسَتِ المرَّة الأولى الّتي يتمُّ فيها التّعامل مع الكنائس بهذا الشَّكل، ولن تكون المرّة الأخيرة أيضًا، ولكن الشيء المؤكَّدَ أنَّ كنائسنا ومؤسَّساتنا المسيحيّة غير قابلةٍ للرُّضوخ والابتزازات والضُّغوطات وستبقى محافظةً على رسالتها المسيحيّة الرّوحيّة الإنسانيّة والوطنيّة”.

وعّبر المطران عن رفضه واستنكاره لهذه الإجراءات قائلًا: “أؤكِّدُ لكم بأنَّنا نستنكر ونرفض هذه الابتزازات والضُّغوطات وننادي بأنْ تتوقَّف وأنْ يتمَّ احترام خصوصيّة المؤسَّسات الدّينيّة في القدس سواءً كانت إسلاميّة أو مسيحيّة. ونحنُ نعلم تمامًا أنَّ المُقدّسات في القدس من اهتمامات الملك عبدالله الثاني، وهو يتابع ويهتمُّ بكلِّ هذه المسائل الّتي لها علاقةٌ بالقدس، ويُدافع دائمًا عن الحضور المسيحيّ العريق في هذه الأرض المُقدّسة”.

وختم المطران حديثه لـ ملح الأرض: “يجب أنْ تعرف إسرائيل أنَّ المسيحيّين في هذه الديار، كما كلُّ الفلسطينيّين، نحنُ لسنا عابري سبيل، ولسنا ضيوفًا عند أحدٍ، ولا بضاعةً مُستوردةً من هنا أو هناك. نحن أُصلاءُ في هذه الأرض الّتي انطلقَتْ منها المسيحيّة، فهنا وُلِدَ يسوع المسيح وأسَّس كنيسته وخدم البشريّة كلَّها”.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment