السابق ترتيبات الوضع القائم في كنيسة القيامة -النزاع القبطي الأثيوبي على دير السلطان
رابط المقال: https://milhilard.org/kacd
عدد القراءات: 562
تاريخ النشر: يناير 24, 2022 4:53 م
رابط المقال: https://milhilard.org/kacd
دانيا قطيشات- المغطس
مع استمرار تحريم التبني في الأردن وعدم السماح للعائلات المسيحية بالتبني رغم سماح الكتاب المقدس بالتبني والدعوة إليه وذلك بسبب تبعيّة العائلات المسيحية الأردنية لقانون الدولة والمُحتكم للشريعة الإسلامية، قامت عائلات أردنية تحمل جنسيات أجنبية أخرى بتبني أطفال أجانب في دول أجنبية خارج الأردن وإجراء كافة المعاملات الرسمية هناك ومن ثم إحضار الأطفال للأردن بصفة رسمية مسجّلين على جنسيتهم الثانية-غير الأردنية- ثم يقومون بإعطائهم الجنسية الأردنية فيما بعد بناء على الأوراق الرسمية التي حصلوا علها من دولهم الأجنبية.
وتعيش بعض العائلات المسيحية حالة من الحرمان من الإنجاب ولحل هذا الأمر فقد شرعت الديانة المسيحية التبني لما ذكر في الكتاب المقدس من تحليل له، فيُعد هذا الأمر عملا إنسانياً في الديانة المسيحية، ويقلل أيضًا من الاتجار بالبشر، فقد ذُكر في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد أهمية الاهتمام بالأيتام، فمثلا في رسالة يعقوب في الكتاب المقدس “اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللهِ الآبِ هِيَ هذِهِ: افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ”. وهذا دليل على أهمية دعم الأيتام والتبني.
عائلات مسيحية، وقصصها مع التبني
والتقت “المغطس” مع إحدى العائلات المسيحية التي تبنت قبل أعوام طفلاً خارج الأردن بسبب حرمانهم من الإنجاب، حيث ذكرت عائلة السيد “حازم” أن تقبّل المجتمع المحيط بهم كان إيجابيا جدًا وتقبلوا الطفل وكأنه قد ولد من رحم أمه، إلا أن العائلة لا تنوي إخبار طفلهم المتبنى بحقيقة تبنيه وأضاف “حازم” -اسم مستعار- أ”أنا وزوجتي وعائلتي على استعداد تام بتلبية كافة احتياجات الطفل، فهو يأخذ حقوقه كاملة من أسرتنا دون تقصير أو تمييز”.
وقد نصحت رانيا زوجة حازم العائلات التي لم تُرزق بذرية أن تبادر وتتشجع لاتخاذ قرار التبني لتحقيق حلم الأمومة والأبوة، موضحة أنها لم تقم باتخاذ هذه الخطوة مبكرًا على الرغم من محاولتهم بالتبني سابقًا ولكن القوانين في الأردن تشكل عائقاً لديهم لذا لجأوا للتبني خارج الأردن.
الأبعاد النفسية للطفل المتبني في حال عدم إخباره بحقيقة تبنيه
وللوقوف عند الأبعاد النفسية التي قد يتعرض لها الطفل لعدم إخباره بحقيقة تبنيه، التقت “المغطس” مع إحدى مؤسسي خدمة “سندك” نسرين حواتمة والتي أوضحت أن عدم إخبار الطفل من قِبل الأهل أنه متبنّى سوف يعرّض الطفل لإمكانية معرفته لتلك الحقيقة من الآخرين وهذا سيشكّل صدمة نفسية كبيرة جداً يصعب تخطيها في معظم الأحيان.
وأضافت “للمغطس” أنه من الأفضل إخبار الطفل، ويجب أن يكون ذلك تدريجياً وفي عمر صغير. فالطفل قبل السنتين من عمره لن يستطيع فهم أو إدراك معنى التبني كاملاً ولكن على الأهل إدخال مفهوم وكلمة التبني لتصبح جزء من مفرد العائلة.
و قد نصحت “حواتمة” أن يكون عمر الطفل بين ٤ إلى ٦ سنوات ليتمكن الأبوين من إخباره وبشكل تدريجي ومدروس، حيث يجب مراعاة النضج العاطفي للطفل قبل إخباره، ويفضل استشارة أخصائي نفسي أو تربوي لمساعدتهم في اجتياز هذه المرحلة وأفضل الطرق للقيام بذلك، فلا يؤذى الطفل نفسياً وتستطيع العائلة المضيّ قُدماً بسلام.
وفي حوار آخر أجرته “المغطس” مع عائلة متبنّية قامت بإجراء التبني في دولة عربية ومن ثم إدخال الطفل للأردن، قالت السيدة -الأم- ” من المهم جدا إخبار الطفل بحقيقة تبنيه في عمر صغير، أنا وزوجي أخبرنا الطفل بعمر صغير جدًا عن حقيقة تبنيه” وقالت السيدة رولا للمغطس أنه في حال قد طلب إبنها بالتبني عند بلوغه سن الـ 18 أن ينفصل عن العائلة ليبحث عن عائلته البيلوجية فستكون على استعداد تام أن ترافقه أينما أراد”.
وقد قالت السيدة رولا أنه لم يكن هناك أي صعوبات قد واجهتهم أثناء إجراءات التبني خارج الأردن، إضافة إلى الصعوبات التي ظهرت على السطح ومخاوف الأسرة عندما كبر الطفل وبدأ بالسؤال عن عائلته البيولوجية ولكن في بادئ الأمر كان الأمر سلسًا فقد تقبل الطفل فكرة التبني”.
تقول الصحفية المتخصصة في الصحافة الحقوقية نادين النمري للمغطس “لا يوجد أي تشريع حاليا يبيح للمسيحيين التبني، كما لا يسمح لهم بالاستفادة من برنامج الاحتضان هذا الأمر يحرم العديد من الأسر حق الأمومة والأبوة”.
وتضيف للمغطس “يعول المسيحيون على مشروع قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين قيد الدراسة حاليا والذي من المفترض أن يتضمن بنود تعالج مسالة التبني للمسيحيين”.
لكنها توضح “حتى لو أورد مشروع القانون هذا البند هناك قانون الأحوال المدنية وغيرها من الإجراءات الإدارية”، مضيفة “لا أتوقع أن يكون الأمر سهلا التحقيق أقلها على المستوى القريب”.
رئيس قسم الإحتضان والدمج الأسري : العائلات التي تتبنى أطفال من خارج الدولة الأردنية لم يلتفوا حول القانون
وقال رئيس قسم الدمج الأسري والإحتضان في وزارة التنمية الأستاذ علي الخصبة للمغطس “إن الطفل الذي يولد على الأراضي الأردنية يأخذ جنسيتها وديانتها، وأوضح بأن مطلب إلغاء شرط تطابق الديانة هو طلب يُحترم ولكنه من ضمن الشروط المهمة في ما يخص الإحتضان”. وأضاف الخصبة أن العائلات التي تقوم بتبني أطفال من الدول الأجنبية لم يقوموا بالإلتفاف حول القانون إذ أن هذه العائلات تقوم بتطبيق القوانين والشروط الخاصة بالدولة التي تم التبني فيها” .
يذكر أن بعض العائلات الأردنية المسيحية تبنت أطفال من خارج الدولة الأردنية ويتم ذلك في حال حمل أحد الأبوين جنسية أجنبية فتتم إجراءات عملية التبني في ذات الدولة المُتبنى منها. وقد يعد هذا الأمر نادر الحدوث فلا يوجد هناك عائلات كثيرة تحمل جنسية أخرى (أجنبية) ويتطلب هذا الأمر حالة مادية مستقرة للعائلة التي ترغب بالتبني.
وفي لقاءٍ أجرته قناة المملكة الفضائية مع مساعد الأمين العام محمود الجبور في برنامج جلسة علنية قال الجبور “إن الأردن يتحفظ على بند التبني وحدث ذلك عندما وقّع الأردن على اتفاقية حقوق الطفل فلا يجوز “نسب” أي طفل لعائلة ليس منها إذ يعتبر ذلك مخالفة للقوانين”.
الفرق بين الإحتضان والتبني والرعاية البديلة
يعرف مفهوم التبني بأنه نسب طفل يتيم الأبوين لعائلة ما يرث من ميراثها وينسب إلى العائلة المتبنية اسمًا ونسبًا وهو محرم في الدين الإسلامي .
والأردن يطبق نظام الاحتضان ويحرّم التبني، والاحتضان هو أن تقوم عائلة فاقدة للذرية باحتضان طفل سواء يتيم أو فاقد يتيم دون أن ينسب إليها. وهناك قوانين وشروط نصت عليها وزارة التنمية الاجتماعية كتطابق ديانة العائلة المحتضنه للطفل اليتيم أو فاقد الرعاية ، ونعني بطفل فاقد الرعاية أي أن يكون الطفل يعاني من حالة من التفكك الأسري فتلجأ عائلة ما لاحتضانه.
اقرأ أيضا مقال: التبني في الكتاب المقدس
رأي الكتاب المقدس بما يخص التبني
وشاركت موقع المغطس الناشطة نسرين حواتمة ما تناوله الكتاب المقدس عن التبني في الديانة المسيحية، وجاء فيه: إن مبادئ الحب الإلهي والوصايا السماوية لا تتغيّر بمر السنين ولا تتأثر باختلاف الثقافات فهو الحب الكامل والصلاح المطلق الذي أراد ويريد أن يجمع جميع البشر تحت ظل جناحه الأبوي. وبالتجسد صار السيد المسيح “بكراً بين أخوة كثيرين
إن التبني هو في قلب الآب إن اليُتم وجع عميق يحتاج إلى علاج، وعلاجه بالمحبة وبفتح قلوبنا وبيوتنا لاستقبال من أودت بهم الحياة إلى فقدان السند والمعين.
وإدراكاً لحجم هذا الوجع فقد وعد السيد المسيح تلاميذه بأن لا يتركهم أيتام حيث قال في يوحنا “لاَ أَتْرُكُكُمْ يَتَامَى.
وكان موقع المغطس قد نشر قبل شهرين تقريراً صحفياً تحدث عن مطالبات لمسيحيين في الأردن بتعديل تشريعات الاحتضان واستثنائهم من تحريم التبنّي.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.