السابق البطريرك بييرباتيستا للبابا: الوضع في الأردن ليس سهلا، لكنه البلد الوحيد المستقر من الناحية السياسية
رابط المقال: https://milhilard.org/uc06
عدد القراءات: 1022
تاريخ النشر: يناير 17, 2024 1:12 م
رابط المقال: https://milhilard.org/uc06
أصدر مجلس كنائس الشرق النسخة العربيّة من كتيّب “أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين” لسنة 2024، حاملًا عنوان “أحِبَّ الرَّبَّ إلٰهَكَ… وَأحِبَّ قَريبَكَ مِثلَمَا تُحِبُّ نَفْسَكَ” (لوقا 10: 27). جاء اختيار هذا العنوان في وقت يعاني فيه العالم والشرق الأوسط من حروب وصراعات وأزمات وانقسامات عدّة في ظلّ موجة من الظلم واللّاعدالة وخطاب الكراهية.
من هنا يدعونا الكتيّب إلى السير سويّة والصلاة والعمل معًا في محبّة متبادَلة خلال هذه الفترة الصعبة الّتي يواجهها العالم، خصوصًا وأنّ محبّة المسيح الّتي توحّد جميع المسيحيّين هي أقوى من كلّ الإنقسامات وهي الّتي ستتغلّب على كلّ أنواع العنف.
كما يرتكز الكتيّب على النصّ البيبلي (لوقا 10: 25-37)، حيث أعاد يسوعُ التأكيدَ على التعاليم اليهوديّة التقليديّة في سفر التثنية 6: 5، «فَأحِبُّوا الرَّبَّ إلٰهَكُم بِكلِّ قُلوبِكُم وَكُلِّ نُفوسِكُم وَكُلِّ قُدْرَتِكُم »؛ وفي سفر اللّاويّين 19: 18ب، «أحِبَّ قَريبَكَ مِثلَمَا تُحِبُّ نَفْسَكَ».
مقدمة الكتيّب
في مقدّمة هذا الكتيّب الّتي كتبها الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس تحت عنوان “تلك التي لا تسقط أبدًا”، يقول “تطرح هذه الآية التحدي الاكبر على الانسان: ان يحب الرب وان يحب قريبه مثل نفسه. هنا تساوي الآية بين محبة الانسان لنفسه ولربه ولقريبه، وهذه ذروة الايثار وذروة العدالة اللتين تتطلبان تهذيبا للذات وترويضا للأنانية الجامحة.
تحمل هذه الآية في معانيها قيمة أساسية من قيم التماسك والانسجام الاجتماعيين، والجدير التذكير به، خصوصًا لكل من ضلوا السبيل ويتنكرون لإيمانهم، ان سلم القيم هذا، الذي وجد ذروته مع السيد المتجسد، هو أساس الحضارة الحديثة التي نشهد هجوما عليها اليوم في بعض الأوساط وفي بعض المجتمعات في العالم”.
موضوع 2024
أمّا المقدّمة إلى موضوع صلاة سنة 2024 فتشدّد على أنّ “المسيحيّين مدعوّون للإقتداء بالمسيح في المحبّة على مِثال السّامري الصالح، وإظهار الرّحمة والشفقة للمحتاجين، بغضِّ النظر عن هوّيتهم الدينيّة أو العرقيّة أو الإجتماعيّة. يجب ألّا يكون الإنتماء المشترك هو الدّافع إلى مساعدة الآخر، بل محبّة «القريب». لكنّ فكرة محبّة القريب الّتي وضعها يسوع أمامنا يُطاح بها في العالم اليوم.
فالحروب في العديد من المناطق، والإختلالات في العلاقات الدوليّة، وعدم المساواة الناتجة عن التسويات الهيكليّة الّتي تفرضها القوى الغربيّة أو غيرها من الوكالات الخارجيّة، كلّها تعوق قدرتنا على المحبّة مثل المسيح. إنّ المسيحيّين، من خلال التمرّس على محبّة بعضهم البعض، بغضِّ النظر عن اختلافاتهم، يمكنهم أن يصبحوا أقرباء مِثل السّامري في الإنجيل”.
علمًا أنّ “أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين” هو ثُمانيّة صلاة يحتفل بها المسيحيّون حول العالم بين 18 و25 كانون الثاني. ويقدّم كتيّب السنة مجموعة نصوص قام بصياغتها فريق مسكوني في بوركينا فاسو بالتّعاون مع جماعة «الدرب الجديد» المحلّية حيث أعدّها سويّة ونشرها المجلس الحبري لتعزيز الوحدة المسيحية ولجنة إيمان ونظام في مجلس الكنائس العالمي، وقام بتعريبها مجلس كنائس الشرق الأوسط كما جرت العادة سنويًّا.
صورة الغلاف هي أيقونة السّامري الصالح، إختارها مجلس كنائس الشرق الأوسط للإحتفالات في الشرق الأوسط تأكيدًا على ضرورة محبّةُ الله والقريب رغم كلّ التحدّيات والصّعاب الّتي تحيط بالإنسان اليوم، وتشديدًا على أهميّة الخدمة والعطاء ومساندة الأشخاص الأكثر عوزًا وضعفًا. ابونا
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.