Skip to content

صاروخ يصيب محيط كنيسة اقرث وحارس الكنيسة ينجو بجراح

رابط المقال: https://milhilard.org/9cbd
عدد القراءات: 643
تاريخ النشر: ديسمبر 27, 2023 12:45 ص
كنيسة اقرث للروم الكاثوليك الملكيين ويبدوا في العرشية التي سقطت على راس حنا الناصر The Iqrit Melkite Catholic Church with its shed

كنيسة اقرث للروم الكاثوليك الملكيين ويبدوا في العرشية التي سقطت على راس حنا الناصر The Iqrit Melkite Catholic Church with its shed

رابط المقال: https://milhilard.org/9cbd

داود كٌتّاب- ملح الأرض

تضع السيدة لبنى خوري آية من الكتاب المقدس حول الحماية الإلهية التي يوفرها الرب لأبنائه على صفحاتها الرقمية. تقول الآية ” لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الْمُمْسِكُ بِيَمِينِكَ، الْقَائِلُ لَكَ: لاَ تَخَفْ. أَنَا أُعِينُكَ.” تقول لبنى في حديث خاص مع ملح الأرض، إن الوضع في مناطق الجليل الأعلى ليست سهلةولكنها سعيدة لتدخُّل الرب وحمايته روح السيد حنا الناصر، أحد سكان قرية إقرث الأصليين، والذي أصيب أثناء تواجده تحت عريشة كنيسة القرية، وهي المبنى الوحيد المتبقي في هذه القرية المسيحية، التي أجبر سكانها على هجرتها منذ شتاء عام 1948، على وعد العودة إليها بعد أسبوعين، ولكن العودة لا تزال ممنوع.

صورة من الارشيف للمصاب حنا ناصر حارس كنيسة اقرث للروم الملكيين

حسب أقوال أقارب المصاب، فإنه بخير بعد إجراء عملية في مستشفى نهاريا، حيث أصيب في رأسه وعنقه، يبدو من جراء سقوط العريشة على رأسه. نتيجة إطلاق صاروخ من الجانب اللبناني، والذي يبعد أكثر من ثلاثة كيلومترات عن القرية.
يقول الصحفي المتقاعد نايف خوري ل “ملح الأرض” إنه منذ سنين يقوم حنا ناصر بزيارة الكنيسة، ويجلس لساعات تحت العريشة. لم يحدث أن تم إطلاق رصاصة واحدة على الكنيسة، ولكن هذه المرة أطلق صاروخ مضاد للدبابات، ولكن الحمد لله نجا أبو ناصر، وتم نقله للعلاج حيث حالته الصحية مستقرة الآن”.
إقرث وكفر برعم قريتان مسيحيتان في شمال فلسطين قريبتان من الحدود مع لبنان. في شتاء عام 1948، وبعد ستة أشهر من قيام دولة إسرائيل، طلب الجيش الإسرائيلي من سكان القريتين إخلائهما بسبب الحوادث العسكرية مع مسلحين من لبنان. يقول خوري إنه تم إقناع سكان القريتين بأن غيابهم لن يطول أكثر من أسبوعين. “ولغاية الان لم يتم السماح لنا بالعودة” يقول نايف خوري من مواليد عام 1950.
بعد صراع قانوني حصل السكان على قرار من محكمة العدل الإسرائيلية بالسماح لهم بالعودة، ولكن في ليلة الميلاد في 24 من كانون أول عام 1951، عندما كان نايف رضيعًا، ودون سابق إنذار، فجّر الجيش الإسرائيلي بيوت القريتين، ولم يبق سوى كنيستين في كل منهما. “منذ ذلك الحين نقوم بزيارة الكنيسة لدفن موتانا وإقامة حفلات الزفاف والعماد والقداديس الشهرية، ولكن أهم نشاط نقوم به في الخامس والعشرين من كانون أول ليس احتفالا بعيد الميلاد، بل في ذكرى هدم قريتنا”.
منذ السابع من أكتوبر منع الجيش الإسرائيلي أي نشاط في القرية بسبب الأوضاع الحساسة مع لبنان سوى عمليات الدفن، ولكن شرط أن يكون الحضور مقتصرًا على العائلة المباشرة فقط”.
حنا ناصر اعتاد على زيارة الكنيسة كل أسبوع حتى منذ السابع من أكتوبر. في البداية، يقول نايف، كان هناك حاجز عسكري، ولكن بعد مدة أصبح الجنود يعرفون أبو ناصر ويسمحون له بالدخول كما تم يوم الثلاثاء. “لم نقم بالصلاة للذكرى السنوية في العام الحالي بسبب الأوضاع الحربية مع لبنان، لكن حنا ناصر أصرّ على أن يتواجد في البلد. “لم نكن نخاف أن يصيبه أذى، لأنه لم يتم إطلاق رصاصة واحدة على الكنيسة، رغم العديد من الاشتباكات والحروب مع لبنان. ولكن لا نعرف ما هو سبب الصاروخ الذي أطلق على محيط الكنيسة؟ “

الصاروخ أصاب العريشة والتي سقطت على رأس أبو ناصر وسبب له جروحا تمت معالجتها في المستشفى. سألت الصحفي نايف هل أطلقت صفارات إنذار كما هي العادة في المدن والقرى اليهودية؟ أجاب بالنفي، “لم تطلق أي صفارة إنذار، لأنه لا يوجد أحد مقيم في القرية، وأبو ناصر جاء كما اعتاد إلى القرية. باقي القرى والكيبوتسات اليهودية المجاورة أخليت من سكانها منذ بداية الحرب يقول خوري. يقول بعض المتابعين إن الصاروخ ربما أطلق بالخطأ. “يمكن بالخطأ ممكن ممكن” يقول نايف خوري.


ولكن يبقى السؤال لو كان الصاروخ أطلق بالخطاء على قرية مسيحية فلسطينية خالية من السكان لماذا لم يعتذر بعد حزب الله؟ وهل كان هدف الصاروخ جلب النظر للقرية التي طال تشريد سكانها بعد العودة، والذي بقي دون تحقيق لمدة 75 سنة، الأمر الذي قد يكون مهمًا لإقناع العالم، أن هدف إسرائيل بالضغط على أهل غزة لنقلهم إلى سيناء، يشبه وعود إسرائيل لقريتي اقرث وكفر برعم غير المحقق منذ 75 عام.
ويعقب خوري على ذلك قائلا: “كنا طيلة السنوات مثالا للمطالبة بالعودة إلى إقرث وكفر برعم، واتبعنا خطوات نضالية سلمية بكافة أشكالها، كالمظاهرات والاعتصامات والإضرابات عن الطعام، وغيرها، ولم يخطر ببال أحد أن نكون معرّضين أو مستهدفين من أي جهة كانت، ولكننا نعي ظروف الحرب وما تجلبه من تطورات وإصابات، وها نحن قد وقعنا بما هو غير متوقع”.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content