
السابق إدانة واستنكار تفجير كنيسة مار الياس في دمشق- من نشرة ملح الأرض رقم 184
داود كُتّاب- ملح الأرض
شهد المؤتمر السنويّ لكنيستي عمّان (اللّويبدة) والشميساني المعمدانيّة ظهورًا من نوعٍ خاصٍّ. ففي فترة العبادة والتّرنيم برز شابّان لم يتجاوزا الخامسة عشر من العمر بإبداعاتٍ موسيقيّةٍ في مجال المُشاركة الإيقاعيّة.
فقد قام الشّاب مجد حجارة (15 عام) ومارتن خليف (14 عام) بمرافقة المرنِّم الضيف مينا ميخائيل قائد التّرنيم للمؤتمر في مشاركة آلة الدرامز الإيقاعيّة لفترة الترنيم.
المؤتمر الّذي عُقِدَ بين 25-28 حزيران في كنيسة مركز المؤتمرات في عجلون تحت شعار “تحدّيات الكنيسة في الزّمان الحاضر” شمل المُتحدِّث القسّ طوني سكاف من لبنان والمرنِّم الأخ مينا ميخائيل من مصر.
تقول سعاد قصيرة- حجارة والدة مجد لـ ملح الأرض أنَّ ابنها كان متوتِّرًا في بداية المؤتمر حيث يشارك أكثر من 150 عضو من كنيسيتيّ اللّويبدة والشميساني المعمدانيّة، بعد أنْ وافق القائمون على المؤتمر مشاركة شباب يافعين في فقرات الترنيم.
تقول سعاد حجارة “مشاركة مجد حدثت بصورة سريعة قبل حوالي عام حيث كنّا نناقش في مؤتمرٍ سابقٍ في عجلون كيفيّة توفير نشاطات للشّباب وجاءت فكرة تشجيعهم على التعلُّم بمهارات موسيقيّة.” تقول سعاد أنَّ راعي الكنيسة، القس جريس أبو غزالة، وافق أنْ توفِّر الكنيسة تكاليف التّدريب حيث تمَّ الاتفاق مع أحّد أهم المدربين في الأردن وهو ماهر حنحن لتدريب ابنها على آلة الإيقاع وخلال عدّة أشهر نجح في استيعاب الدّروس بسرعة متناهية. بعد ذلك بدء يستمع للترانيم عبر اليوتيوب ويرسل لمدربه اقتراحاته للعزف على الدرامز لتلك الترانيم وكان يوافق عليها المدرّب المعروف, تقول سعاد.
يثني المرنِّم المصريّ مينا ميخائيل في حديثه لـ ملح الأرض على قُدرات الشّباب المُرافقين له وإبداعهم، وكان مجد قد رافق المرنِّم في كنيسة الشميساني وقد وصف ميخائيل مجد بكلمة “شاطر”.
يقول مجد أنَّ الأمر لم يكن سهلًا بسبب عدم وجود الآلات المطلوبة واختلافها، حيث تدرَّب مع ماهر حنحن على آلة الدرامز التقليديّة في حين أوّل مرّة قام بمرافقة فترة التّرانيم في كنيسة الشميساني كان عليه أن يلعب على آلة ايقاع مُتطوِّرة. “انبسطت لمن ايجينا على عجلون لأنّ آلات الإيقاع هُنا هي نفس الّتي تدرّبت عليها”.
المُشارك الآخر في المؤتمر هو مارتن خليف. ويقول والده نبيل أنَّ المُدرِّب الأرمني “هراغ” قام بتدريب مارتن، وقد كان لقيام والدة مارتن “ريما جبّور خليف” بالعمل الإداريّ في كنيسة عمّان المعمدانيّة في اللّويبدة، فرصةً لابنها أنْ يتدرّب على الأجهزة المُتوفِّرة في الكنيسة. ويقول نبيل أنَّه من المتوقَّع أيضًا أنْ تستورد الكنيسة أجهزة إيقاع مُتطوِّرة الكترونيّة والّتي يُمكن التحكّم على مستوى وارتفاع صوت الإيقاع بصورة أكثر سلاسة من آلات الإيقاع التقليديّة.
سلام عميش مسؤول خدمة الموسيقى في كنيسة عمّان أثنى على القدرات المُتوفِّرة لدى الشّباب في الكنيسة ومنهم مارتن. وقال لـ ملح الأرض“لقد أثبتوا قدرةً كبيرةً على الإبداع وتطوّر قدراتهم بصورةٍ مُتسارعة”. كما وعبّر سليمان جدعون عازف آلة الإيقاع لمدّة طويلة في كنيسة عمّان عن إبداع الشّباب ومنهم إضافةً ل مارتن/ فارس حدادين وجنى دباس.
المُشاركين في مؤتمر الكنائس المعمدانيّة استمتعوا بقدرات الشّباب الموسيقيّة وقد عبَّر العديد منهم عن فخرهم بالجيل الجديد من الشّباب آملين أن يستمرَّ الشّباب في تطوير مهاراتهم للمشاركة في هذه الخدمة الهامّة.
هذا وقام القس جريس أبو غزالة بشكر الشابّان في الجلسة الختاميّة للمؤتمر وقد تبع ذلك تصفيق حار من الحضور.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!