
السابق السّفير البرازيليّ يزور كلية بيت لحم للكتاب المُقدَّس
نشر موقع بطريركيّة اللّاتين في القدس تفاصيل شعار رسامة مُطران الأردن الأبّ إياد طوال الّتي ستتمُّ الجمعة في كنيسة المغطس ويتبعها مُباركة واحتفال في كنيسة قطع رأس يوحنّا المعمدان في مأدبا السّبت. ملح الأرض تنشر المُقابلة وستُتابع كافّة النّشاطات المُتعلِّقة بالرّسامة مع الأمل أن تُجري أيضًا لقاءً حصريًّا مع المطران الجديد في الأيّام القادمة.
في محطّةٍ جديدةٍ من مسيرتِهِ الكهنوتيّة الحافلة، يستعدُّ المُطران المُعيَّن إياد طوال لحَملِ مسؤوليّاته الأسقفيّة كنائبٍ بطريركيّ في الأردن، بشعارٍ يُعبّرُ عن جوهر رسالته الرّوحيّة: “حسبي أنْ أشهد لبشارة نعمة الله“. هذا الشّعار، المُستوحى من كلمات القدّيس بولُس في أعمال الرُّسُل (20: 24)، لم يكُنْ صدفةً، بل يُمثِّل امتدادًا لروح التّكريس والخدمة الّتي بدأها مُنذ رسامته الكهنوتيّة عام 1998.
يقول المُطران المُعيَّن في مقابلةٍ مع المكتب الإعلاميّ للبطريركيّة إنَّ هذا الشّعار يعكس رؤيته الدّائمة لدعوتِهِ الكهنوتيّة والأسقفيّة باعتبارها رسالةً قائمةً على الشّهادة لنعمة الله في الحياة اليوميّة:
“في هذه الآية، يذكر القديس بولس ظروفًا مُعيّنة، ورغم كلّ التحدّيات، يقفُ سعيدًا وقويًّا ليعبِّر عن معنى حياته وهدفه، الّذي هو شهادة لنعمة الله وفرح البُشرى السّارّة، والشّهادة للمسيح الفادي والمُخلِّص، من هنا، أرى في دعوتي الكهنوتيّة والأسقفيّة هدف حياتي الّذي يتجسَّد في الخدمة والشّهادة لنعمة الله في حياتنا، إذ أنَّ مركزيّة الإيمان تكمنُ في نعمة الخلاص والفداء، وبالتّالي، هدفي هو مُساعدة النّاس لاكتشاف هذه النّعمة، وعيشها بفرح وثبات ورجاء”.
هذه القناعة، المُستمدّة من تجربة القدّيس بولس، تدفع المُطران المُعيَّن إلى مواصلة رسالته بروح الإيمان والالتزام الّتي ستتجلّى في كنيسة الأردن.
حول أولويّاتِهِ في خدمتِهِ الأسقفيّة الجديدة، يُشير المُطران المُعيَّن إلى أنَّ جميع الأساقفة يتشاركون في أهدافٍ أساسيّةٍ، أبرزها نشر البُشرى السّارّة، وحفظ وديعة الإيمان. كما يولي أهمّيّة خاصّة للرّعاية الرّوحيّة والكنسية لكنيسة الأردن بالتّحديد، مع التّأكيد على العمل المُشترك مع جميع الفئات الكنسيّة، بروح الانفتاح والاتّكال على نعمة الله وبتدبير العناية الإلهيّة.
يصفُ المُطران المُعيَّن الكنيسة اللّاتينيّة في الأردن بأنَّها “كنيسة حيّة وفاعلة“، مُتجذِّرة في التّاريخ ومُتّصلة بعمقٍ مع الأرض والنّاس. وإلى جانب دورها الرّوحيّ، تُواصل الكنيسة رسالتها في مجالات التّعليم، والخدمات الاجتماعيّة، والصحّيّة، مُقدِّمةً نموذجًا من المحبّة والولاء والانتماء لكلِّ أبناء الوطن.
أمّا التحدّيات، فرغم وجودها، فإنَّه يؤمن بأنَّ العمل المُشترك والوحدة العائليّة داخل الكنيسة كفيلان بتخطّي أيّ صعوبات، مُستندًا إلى الإيمان القويّ بالله الّذي يقود المسيرة بروحٍ من المحبّة لخدمة المصلحة العامّة.
يوجِّه المُطران المُعيَّن رسالة إلى أبناء الكنيسة في الأردن، مؤكِّدًا على دورهم في حمل إيمانهم في قلوبهم وحياتهم اليوميّة، وبكونهم جزء أصيل من هذا الوطن، يعيشون فيه ويخدمونه بصدق وأمانة.
وفيما يتعلَّق بالعلاقة مع الكنائس الأُخرى، يُشدِّدُ المُطران المُعيَّن على أنَّ “ما يجمعُنا أكثر ممّا يُفرِّقنا“، داعيًا إلى الصّلاة والعمل من أجل وحدة المحبّة، وليسَ فقط الوحدة المؤسّساتيّة، بل بالعمل الجادّ والفعّال من أجل وحدة القطيع تحت رأسٍ واحدٍ وهو المسيح ربُّنا.
الأبّ إياد الطوال من مواليد 15 تموز 1973 في عمّان، ودرس الفلسفة واللّاهوت في جامعة اللاتران في روما، حيث حصل على شهادة الماجستير في نظريّة المعرفة والفلسفة النّظريّة في عام 2009، ثمَّ حصل على شهادة الدّكتوراة في عام 2012. ومنذ سيامته كاهنًا في 9 تموز 1998، خدم في عدّة رعايا وشغل مناصب إداريّة مُختلفة، بما في ذلك كاهنًا مُساعِدًا في رعيّة بيرزيت، وكاهن رعيّة الزبابدة، ومُديرًا لمدارس البطريركيّة اللّاتينيّة في فلسطين والجليل، بالإضافة إلى عضويّته في لجانٍ كنسيّة أكاديميّة، مثل محكمة الاستئناف وهيئة التّحكيم للأبرشيّة في القُدس. كما وشغل الأبّ إياد مناصب أكاديميّة مرموقة، مثل رئاسة قسم الدّراسات الدّينيّة في جامعة بيت لحم، وكان الرّئيس التّنفيذيّ للجامعة في عام 2020. وفي 17 كانون الأول 2024، تمَّ تعيّينه أُسقفًا مُساعِدًا ونائباً بطريركيًّا في الأردنّ، ليبدأ مرحلةً جديدةً من خدمته الرّوحيّة والكنسيّة.
وسيُحتفل بسيامته الأسقفيّة يوم الجمعة 28 شباط 2025، السّاعة الحادية عشرة صباحًا في كنيسة عمّاد السّيّد المسيح – المغطس/الأردن. وسيحتفل الأسقف الجديد، بالقدّاس الحبريّ الأوّل، يوم السّبت 1 آذار 2025، السّاعة الخامسة مساءً في كنيسة قطع رأس يوحنّا المعمدان – مادبا.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!