Skip to content
Skip to content

شخصيّاتٌ مسيحيّةٌ فلسطينيّة ترحّب بإصدار “كايروس- فلسطين 2” وتؤكِّد أهمّيّته في مواجهة الإبادة وتدهور القيم الإنسانيّة

تاريخ النشر: نوفمبر 21, 2025 10:43 ص
حضور اطلاق الوثيقة في كلية بيت لحم للكتاب المقدس

حضور اطلاق الوثيقة في كلية بيت لحم للكتاب المقدس

داود كُتّاب- ملح الأرض

رحّبت شخصيات مسيحية فلسطينية بارزة بإصدار وثيقة “كايروس فلسطين 2” التي أُطلقت مؤخرًا في ظل الحرب على غزة، مؤكدين أنها تمثّل تجديدًا لرسالة الكنيسة الفلسطينية ودعوة واضحة لمواجهة الإبادة وفضح تدهور القيم الإنسانية عالمياً.

 قال راعي كنيسة الرجاء الإنجيلية اللوثرية في رام الله، عضو مجلس إدارة المبادرة المسيحية الفلسطينية “كايروس فلسطين”، القس منذر إسحق أنَّ كايروس 2  تأتي في سياق جديد وتُعبِّر عن اللاهوت والإيمان في زمن الإبادة وكيف ومعنى أنْ نكون الكنيسة في زمن الإبادة. “هي تجسيد أيضًا للاهوت الصمود والرجاء، كُتبَت الوثيقة بلغة صريحة لا تقبل المواربة وتدعو إلى تسمية الأمور وتعتبر الوثيقة الصهيونية والصهيونية المسيحية أيديولوجيات عنصرية إقصائية استعمارية يُصِر كايروس II ألّا يكون أي حلٍّ سياسي مشروعًا إن لم يبدأ من الحقيقة”.

القسيس د. منذر إسحق في إطلاق وثيقة كايروس 2 في كلية بيت لحم للكتاب المقدس

وأكد القسيس إسحق ل ملح الأرض أنّه تم الاستماع للكثير عن حلول سياسية… “لكن الواقع يقول غير ذلك. فالحديث عن حلّ سياسي اليوم بلا معنى إن لم نبدأ بالاعتراف بالظلم التاريخي الواقع على الفلسطينيين منذ نشأت الحركة الصهيونية وإعلان بلفور. يجب تفكيك الاستعمار الاستيطاني ونظام الأبارتهايد القائم على التفوق اليهودي… ونرفض أي دولة مشروطة ومنقوصة السيادة. نطالب بالحماية الدولية، والمحاسبة، والتعويضات. ستقوم الحلول الحقيقية على العدالة والمساواة وحق تقرير المصير، لا على منطق القوة.  كايروس II ليس تجميلًا للمعاناة؛ إنه دعوة للبقاء… للرجاء… لإعادة البناء… لرفض المحو. إنه دعوة إلى حمل الصليب. صمودنا هو شهادتنا. رجاؤنا هو مقاومتنا. بقاؤنا هو إعلاننا للحياة.”

القس الدكتور حنا كتناشو
القس الدكتور حنا كتناشو

وقال القس الدكتور حنا كتناشو العميد الأكاديمي لكلية الناصرة الإنجيلية، إنَّ الوثيقة تُعبِّر عن “فكر مجموعة من الفلسطينيين الذين يعانون آلامًا شديدة ويواجهون قتل الأطفال والظلم”، موضحًا أنها محاولة “لأخذ هذا السياق إلى محضر الله لفهم إرادته ونشر رسالة السلام والمحبة في ضوء العدالة”.
وأضاف كتناشو: “اختارنا الله كشعب فلسطيني لنكشف للعالم كيف ترتبط العدالة بهوية الله ومحبته. وكايروس 2 يضع الإبادة في جوهر الصراع، ويطوّر الرسالة المسيحية في ظل الانهيار الأخلاقي العالمي وتفشّي الوحشية التي يناقضها المسيح مصدر المحبة والرحمة والسلام.”

د. جاك سارة رئيس كلية بيت لحم للكتاب المقدس
د. جاك سارة رئيس كلية بيت لحم للكتاب المقدس

أما القس د. جاك سارة، رئيس كلية بيت لحم للكتاب المقدس، فاعتبر أنَّ الوثيقة الجديدة تمثِّل “انطلاقة جديدة لمبادرة كانت مهمة جدًا”.
وقال: “كايروس 2 أكثر شجاعة ووضوحًا، فهو يطلب من المسيحيين حول العالم النظر إلى القضية الفلسطينية بجدية، ويحدّد ما هو مطلوب من منظور فلسطيني مسيحي.”

د. لمى منصور

قالت د. لمى منصور، الحاصلة على درجة الدكتوراه في سياسات التدخل الاجتماعي من جامعة أكسفورد، ل ملح الأرض أنَّ وثيقة كايروس الثانية نسخة محدثة مهمة وضرورية لكايروس الأول. “إنّه جهد ضروري في وقت حرج للفلسطينيين وخاصة للمسيحيين الفلسطينيين”.

عمر حرامي مدير مؤسسة السبيل للاهوت التحرري المسيحي
عمر حرامي مدير مؤسسة السبيل للاهوت التحرري المسيحي

من جهته، أكد الناشط عمر حرامي، مدير مشروع مؤسسة السبيل للاهوت التحرري الفلسطيني ، أنَّ إصدار الوثيقة الجديدة في خضمِّ حرب الإبادة هو دليل على حيوية الكنيسة الفلسطينية وقدرتها على المواجهة. وقال لملح الأرض: “خلال السنتين الماضيتين، وفي ظل حرب الإبادة، جرت صياغة كايروس 2 كعمل يعكس تفاعل الكنيسة واستعدادها لمواجهة كل محاولات استخدام اللاهوت المسيحي لتبرير الإبادة وسلب الفلسطينيين حقوقهم.”
وأضاف: “إصرار أهل غزة على العودة شمالًا لتفقد بيوتهم أثبت أنَّ الشعب حيّ، والوثيقة بدورها تؤكد أنَّ الكنيسة أيضًا حيّة تبحث عن حلول وتتحدى كلّ من يدعم الإبادة.”

نورا كارمي

وقالت نورا كارمي، وهي فلسطينية مسيحية عملت من أجل السلام والعدالة طوال حياتها، إنّه من الضروري للغاية تحديث كايروس ليعكس الواقع الحالي بشكل أفضل. “نحن بحاجة دائمًا إلى الصدق والشجاعة لتقييم أقوالنا وأفعالنا”.

أريج مسعود

وأشارت أريج مسعود، المديرة التنفيذية لجمعية خياري في بيت لحم، والتي تقدم برنامجًا تدريبيًا اختياريًا للنساء الفلسطينيات، إلى أنه مع انتهاء عام اليوبيل، لا يزال الفلسطينيون يناشدون العالم أن يسمع حقيقتنا. “تستمر الإبادة الجماعية بينما تناقش أجزاء من الكنيسة موقفها، ويدرك الكثيرون منا أننا لسنا بأمان في الكنيسة كما كنا نعتقد سابقًا. حملت وثيقة كايروس الأولى صرخة نبوية، ومن المؤسف أننا الآن بحاجة إلى صرخة ثانية. لم يكن من المفترض أن نكرر ندائنا. ما نحتاجه هو كنيسة تتحدث بقناعة من أجل العدالة والإيمان والأمل والمحبة.

البروفيسور سليم منّير
البروفيسور سليم منّير

في السياق ذاته، أشاد البروفيسور سليم منّير، مؤسس مركز المصالحة، بقدرة المسيحيين الفلسطينيين على إنتاج وثيقة تحمل هذا العمق في واحدة من أحلك اللحظات التاريخية.
وقال: “من اللافت أنّه وسط هذه المعاناة الهائلة، يمتلك المسيحيون الفلسطينيون العمق الفكري والروحي لإنتاج وثيقة قوية كهذه تعبّر بصدق عن أسفها لأبشع صور التخلي عن الإنسانية في التاريخ الحديث.”
وأضاف: “التحدي الآن هو ضمان انتشار كايروس 2 على نطاق واسع، كسرًا للصمت والتواطؤ الطويلين في جزء من الكنيسة الغربية. فحقائق الشعب الفلسطيني عبر القرن الماضي لن تتلاشى، وكذلك الشهادة النبوية التي تتضمنها الوثيقة.”

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment