السابق من الضروري التصويت لمن هم صادقون وحجب الصوت عن المرائين والانتهازيين والوصوليين
رابط المقال: https://milhilard.org/sdit
تاريخ النشر: أغسطس 23, 2024 7:48 ص
رابط المقال: https://milhilard.org/sdit
أجرى اللقاءات داود كٌتّاب– ملح الأرض
شكل قرار أحد المواطنين الأردنيين المسيحيين المشاركة في قائمة جبهة حزب العمل الإسلامي رد فعل قوي من العديد من الشخصيات الأردنية المسيحية المعتبرة من كافة الاتجاهات. ملح الأرض سألت الشخصيات التالية الرد على السؤال التالي:
النظام الانتخابي في الأردن يوفر لكل مواطن حسب منطقته الحق للتصويت لأي قائمة. ما هو رأيك في ترشح أردني مسيحي ضمن قائمة حزب إسلامي؟
حول الكوتا والمقعد المسيحي قال المهندس نضال قاقيش عضو المجلس الأرثوذكسي بعث ل ملح الأرض التحليل التالي:
“إن إنشاء ديمقراطية حقيقية ومستدامة لا يمكن تحقيقها ما لم تتساوى فرص المشاركة في صنع القرار وتمثيل المصالح بين جميع مكونات المجتمع.
وجاء التفكير وإقرار مبدأ الكوتا في كثير من الدول ومنها الأردن، لأنه يعتبر تدبير ايجابي لبلوغ المساواة الفعلية، وحددت الكوتا ضمن ثلاث مخرجات؛
الأول: نظام الحصص المفروضة بالقانون،
الثاني: نظام الحصص المحجوزة بالقانون.
الثالث: نظام الحصص داخل القوائم الحزبية.
وتم اعتماد أسس محددة دخلت في عملية احتساب عدد المقاعد في أي دائرة انتخابية، منها:
النوع الاجتماعي، أعداد الناخبين، نسب الاقتراع، مؤشرات التنمية البشرية، المعيار الجغرافي، التقسيمات الإدارية، اضافة الى اعطاء المناطق النائية أحقية التمثيل.
من هنا نؤكد ان الكوتا وجدت لتكون حلا إيجابيا لفئات كثيرة وهامة في المجتمع بغض النظر عن عددها، لا أن تكون مجالا التجاذبات السياسية او الاجتماعية او غيرها، ودون تدخل قوى سياسية أو اجتماعية معينة، حيث تقوم تلك القوى باختيار أشخاص على مقاس ومزاج تلك القوى سالفة الذكر ودون أدنى احترام او تقدير لرغبه من وضعت الكوتا لهم. وتعلم تلك القوى الدور الريادي والوطني المميز الذي قامت به تلك الفئة في خدمة الأردن.
أن اختيارهم لا يمثلنا، وإذا نجح، لا سمح الله، سيكون لنا موقف نقره في حينه.. حفظ الله الاردن الحبيب وقيادته الملهمة وشعبه المعطاء البطل.
وعلقت لينا مشربش رئيسة رابطة مسيحيي المشرق في الأردن أنه “يبدو أن الأردني المسيحي بده رافعه حزبية حتى ينجح هذا النائب الذي ترشح ضمن قائمة حزب إسلامي وجدها وسيلة للوصول إلى النيابة وهو حر في اختياره مع انه ذهب بعيدا في الشعار الذي أطلقه”.
وقال المهندس ديفيد أيوب ريحاني– عضو الهيئة الإدارية للمجمع الانجيلي الأردني
“قانون الانتخاب يمنح لفئات معينة من المجتمع مقاعد مخصصة لكل من المرأة والشركس والشيشان والمسيحيين بهدف ضمان تمثيلهم العادل في مجلس النواب تهدف إلى تعزيز التعددية والشمولية في النظام الديمقراطي وضمان أن تكون أصواتهم ممثلة بشكل مناسب. صحيح أن لكل الحق التصويت لمن يشاء من القائمة المحلية والعامة فمن المحبذ أن ينجح المرشح من اصوات ابناء مجتمعه المعروف والمجرب لديهم. انا بشكل عام لا أعلن لمن اصوت، ولكن ما يحدث يجبرني لإعلانها بصوت عالي النائب عمر النبر اثبت بكل امانة واخلاص اهتمامه بأمور الأردنيون عامة وتمثيله لمقعد الأردنيين المسيحيين بشكل خاص ولذلك انصح الجميع الاجماع للتصويت إلى النائب عمر النبر الصوت البرلماني الذي خدم بلاده بإخلاص ومثل العائلة الأردنية المسيحية بصوت حق. |
أما القسيس إبراهيم نيروز راعي الكنيسة الأسقفية الانجيلية العربية في الحصن والفحيص فقدم شروط معينة للتصويت لحزب إسلامي يشارك فيه مسيحيون: “لكل مواطن الحق في الانتخاب وهو حق كفله الدستور ويشمل هذا الحق انتخاب من يريده المواطن سواء كان حزب إسلامي او يساري او غيره. والحق ينطبق على الجميع يعني المسيحي له الحق الانتخاب أو عدم انتخاب إسلامي والعكس صحيح.
أي الحزب هو عبارة عن مجموعة من الناس لها رؤية معينة في نظام الحكم. بالنسبة لموضوع الأحزاب في الحزب الإسلامي له رؤية معينة في الحكم قد تكون هذه الرؤية إسلامية ومبنية على الديانة، ولكن في النهاية هو حزب. انا كانسان مسيحي انظر للبرنامج. فإذا حزب الاسمي حكم في بلد ما أن أكون مواطن فيها فإذا حصل حزب معين إلى الحكم فيحكم بالأفكار التي فاز بها كان حكم إسلامي أو يساري أو غيره.
أما بالنسبة لإشراك المسيحي في هذا الحزب فإن هذا هو السؤال الأهم. عندما أقرر اصوت افحص الأحزاب وبرامجها ورؤية الحزب وبرنامجه الانتخابي وبعد ذلك اقرر التصويت له أم لا.، ولكن إذا كان هذا الحزب يدعو الى اقصائي كمسيحي أو يدعو إلى فرض جزية علي، طبعا لن اصوت للحزب ولن أشجع أحد للتصويت، بل سأحاول اقناع الناس عدم التصويت للحزب او المشاركة في أي من تجمعاته وكتله. فإذا تم انتخاب هذا الحزب، وبالتأكيد سيحاول السير ضمن رؤيته وبرنامجه، سيقوم باتخاذ قرارات مجحفة بحقي. مثال على ذلك إذا كان هذا الحزب يريد أن يعتبرني مواطن من الدرجة الثانية اكيد لن انتخبه. أو إذا كان هذا الحزب يسعى الى فرض الجزية علي.
أما إذا كان هذا الحزب، حتى ولو كان حزب إسلاميا، يحترم فئات المجتمع ويعامل الجميع كمواطنين متساوي ويحترم كل فئاته، حتى لو كان عددهم ضئيل أو كبير سيكو الموقف مغاير. إذا للإجابة على السؤال أقول أنه يجب أن نقرأ البرنامج الانتخابي ورؤية الحزب بالنسبة للمسيحيين. فإذا الحزب نجح ونفذ برنامج يجحف بحق المسيحيين فإذا من شارك في هذا الحزب يعتبر مشارك في أذى لنفسه وعائلته ومجتمعه. فقبل أن نقرر علينا أن ندرس هل الكتلة الإسلامية منفتحة؟ وهل تؤمن بالمواطنة أم تعمل على إقصاء مثلا المسيحي عن الحياة العامة.”
المحامي خلدون سلايطة المتخصص بالشأن المسيحي
وفق قانون الانتخاب الحالي فإن لابد للمرشح للانتخابات النيابية ضمن الدوائر المحلية أن يسجل كمرشح ضمن قائمة وهو ما سعى من خلاله المشرع إلى تعزيز إيجاد برنامج مشترك بين أعضاء القائمة لإيجاد توازن بين التمثيل الحزبي وعلى أساس برامجي وبين التمثيل المناطقي وذلك تمهيداً للوصول إلى حالة يناط فيها التمثيل البرلماني بالاحزاب، وقد استثمرت بعض الأحزاب ذلك للحصول على مقاعد في المجلس ليس فقط وفقاً للدائرة العامة بل في المحلية ايضاً، الا أن ذلك لا يبرر لأي مرشح الانضمام إلى قائمة تمثل حزب معين يختلف معه اختلافاً جوهرياً، فعلى سبيل المثال فإن انضمام مرشح مسيحي لقائمة حزب يختلف معه ومع انتمائه الديني والفكري يجعل من ذلك المرشح قد خرج عن الغاية من سعيه للوصول لمجلس الشعب والذي من المفروض أن يمثل من خلاله ذلك الجزء الاصيل من المجتمع بالإضافة لكونه نائب امة، كما أن سعي أو قبول ذلك الحزب لهذا الشكل من القوائم يتعارض مع مبادئه ليس فقط عقائدياً بل سياسياً بالدرجة الاولى.
لذا يغدو ذلك أحد المأخذ على قانون الانتخاب الحالي.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.