السابق اضاءة شجرة الميلاد في الجليل- من اقرت الى الناصرة
رابط المقال: https://milhilard.org/hf8p
تاريخ النشر: ديسمبر 13, 2021 6:18 م
رابط المقال: https://milhilard.org/hf8p
رنا أبو فرحة- المغطس
احتَفَلَت مدينة بيت ساحور مساء الأحد بمهرجانِ الفرح العظيم السَنوي وأنارت شجرة الميلاد وَسَطَ حُضور رسمي وجماهيري مهيب.
وبدأت فعاليات الاحتفال بصلاةٍ افتتاحية ومباركة الكهنة والقساوسة من مُختلَفِ الطوائِف، ثم رَحَب السيِّد جهاد خير رئيس بلدية بيت ساحور (رئيس لجنة تسيير الأعمال) بالحضور، متمنياً للجميع أعياداً مجيدة.
وانطلقَ المهرجان بالتقليدِ السنوي بمسيرةِ الرُعاة التي تَقَدَمتها المجموعات الكشفية من أمامِ مَبنى بلديِّة بيت ساحور باتجاهِ سوق الشعب- موقع الاحتفال.
وتَميَّزَ الاحتفال بتفاعلٍ جمهوري مُتناغم مع الترانيمَ الدينيَة التي صَدَحَت بها جوقة وفرقة الرعاة بقيادةِ الموسيقي جورج سلسع والذي أكدَ “للمغطس” أن فرقته تُشارك في مهرجانِ الفرحِ العظيم منذ انطلاقته قبل 17 عام.
يُضيف سلسع “للمغطس” أنَّ مشاركةَ الفرقة في المهرجانِ أصبح تقليداً سَنويَّا وأن الفرقةَ لا تَقدِّم الترانيمَ فقط, بل كانَ ومازال لها دوراً في تنظيمِ وتطوير المهرجان.
وتحدَثت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة مُمَثلَةً عن رئيسِ الوزراء الفلسطيني في الاحتفال مُشيدةً بهذا المهرجان السنوي. وقَدَمَ فقرات الاحتفال كُل من الشاب ميشيل بنورة وساندي برهم.
وكانت بلديّة بيت ساحور قد دَعَت لأوسعِ مشاركة بالمهرجان هذا العام، خصوصاً أنه يأتي بعد حوالي عامين على جائحةِ كورونا وتوقُف العام الماضي عن كافةِ أشكالِ الفعاليات بسبب الوباء، فيما خصصت البلديِّة ثلاثة مواقف للسياراتِ بالتعاونِ مع الأجهزة الأمنية التي نظمت حَركة السير وأمّنت مداخل ومخارج الحضور، الأمر الذي ساهم بنجاحِ الحفل بطريقةٍ لافتة.
بلوَّرة فكرة المهرجان وانتقالها الى مُدُنٍ أخرى….
هذا الاحتفال المهيب والذي شاركَ به عشرات الآلاف من أبناءِ بيت ساحور والمحافظة وزوارها لم يكن وَليد اللحظة ولا وَليد العشوائيِّة، انما كانَ نِتاج فكرةً تَبَلوَرَت وبدأت من بيت ساحور قبل 17 عام ثم انتقَلَت تدريجيِّاً لباقي مُدُن فلسطين.
يقول مجدي الشوملي من مجلس الكنائس وأحد المشرفين على المهرجان “للمغطس” إن هذا الاحتفال السنوي لم يكن سوى مناسبة ديبلوماسيِّة لانارةِ شجرةِ الميلاد قبل عام 2005, حين كانَ الحضور مُقتصراً على عددٍ محدودٍ من الشخصياتِ الرَسميِّة قبل أن يُقرَّر المجلس تحويله الى احتفالٍ ديني جماهيري ضخم على غرارِ ما يحدث اليوم تحت اسم “مهرجان الفرح العظيم” في اشارةٍ الى مكانِ الفرح وهو حقل الرعاة- حيث ظهرت النجمة للرعاةِ تقودهم لمكانِ ولادة الملك يسوع المسيح.
يضيف الشوملي “للمغطس” أن أولَ نشاطات مجلس الكنائس كان “مهرجان الفرح العظيم” مهرجان إنارة شجرة الميلاد في مدينة بيت ساحور عام 2005- حقل الرعاة حيث كانت البشارة العظيمة بميلادِ رَب المَجد في هذه البقعة, وتَبلوَرَت الفكرة رسميَّاً وقتها لايماننا بضرورةِ المشاركةِ الشعبية واعطاء الاحتفال الطابع الديني الذي يستحق, وبدأنا بمخاطبة رئيس بلدية بيت ساحور في حينه السيد هاني الحايك والذي أشاد بالفكرة وبدأ العمل معنا.
ويتابع الشوملي حديثه “للمغطس” أنه وخلال عمله في أواخرِ التسعينّيات ضمن مشروع بيت لحم 2000 كانت تَجري ترتيبات وتنسيقات مع فِرَق ترانيم لأداءِ احتفالاتٍ وطقوس دينية آنذاك, موضحاً أنه خلال تلك الفترة وتحديداً يوم 17 ديسمبر 1998 كان وصل الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون الى فلسطين، حينها زارَ غزة يومها ثُم جاء بالطائرة المروحيَّة التي هبطت في بيت ساحور الى ساحةِ كنيسة المهد لانارةِ شجرة الميلاد بحضور 30 شخصيِّة ديبلوماسيّة فقط وكانت هذه الفعاليِّة بتنسيقٍ من بلدية بيت لحم التي دعت وقتها جوقة مار يوسف للترنيمِ أمام الديبلوماسيين.
يوضح الشوملي للمغطس عن سببِ ودافع تحويل الاحتفال الى دينيٍ وشَعبي ضخم، حيث يقول إن ما حدث بالأساس يوم زيارة كلينتون عام 1998 أننا كشعب فلسطيني شعرنا بحالةٍ من الغدر, حيث عندما انتهى احتفال انارة الشجرة وما أن غادرت طائرة كلينتون سماء بيت ساحور بدقائق كان بدأ القصف الأمريكي للعاصمةِ العِراقيِّة بغداد فوراً, فشعرنا بأنهُ تم الغدر بنا كأمة عربية واحدة مضيفاً: “طارت الطيارة من هون, وبدأ القصف من هون والطيارة لسا بالجوّ”.
يواصل الشوملي روايته “للمغطس” عن ما حدث والذي شَكَلَ بعدها دافعاً للاحتفالِ المحلي بالقول: ثار الشارع التلحمي مُمَزِقاً صُوَر كلينتون التي كانت عُلِقَت في شوارعِ المدينة استقبالاً له, وخرج الناس عفويّاً امتعاضاً من الموقف, الأمر الذي جعلنا نقوم بعملِ احتفالٍ ديني شَعبي ودعوة الجماهير للصلاةِ والمشاركة بانارةِ الشجرة الثانيّة منتصف ساحة القديسة كاترينا وشاركت به 3 جوقات ترانيم, ومنذ ذلك الوقت تَطُورَت فِكرة المُشاركة الجماهيريّة باحتفالاتِ انارة الشجرة”.
تاريخ تأسيس مجلس الكنائس وتعاونه مع بلديِّة بيت ساحور
في نهايةِ عام 2004 كان تم تشكيل مجلس الكنائس بوجود الأب المرحوم فيصل حجازين, وكانت الفكرة من تأسيسهِ وَقتها ابراز حالة التلاحم والوحدة الكنسيِّة.
يقولُ عُضو مَجلس الكنائِس رائد أبو الزلف “للمغطس” إن تأسيسَ المجلس جاءَ فِعلاً لايجاد قواسِم مُشتركة موّحدة بينَ كافة الكنائس وابراز هذه الوحدة من خلالِ الفعاليِّات مثل حفل انارة الشجرة وغيرها.
ويوضح أبو الزلف “للمغطس” أيضا أن مهرجان الفرح العظيم حافظ على كافة الأدوار لكافة المشاركين والمتعاونين معهم وعلى رأسهم بلدية بيت ساحور التي رحبت ودعمت الفكرة منذ تأسيسها عام 2005, حيث تُقَسَم المهام بين البلدية التي تقوم بتوزيع الدعوات الرسمية والترتيبات المنوطة بها، ومجلس الكنائس الذي يشرف على المهرجان بالترتيب والكلمات والطابع الاحتفالي والاستقبال والعرافة.
يؤكد أبو الزلف “للمغطس” أن مجلس الكنائس كان له دور جَليّ في تنسيق وترتيب شكل الوحدة في بيت ساحور من خلال الكثير من الفعاليات مثل الدعوة الى تبادل التهاني بالأعياد والنجاح في تثبيته كعادة رسمية في البلدة.
ويشدد أبو الزلف على أن احتفالات انارة الشجرة بهذا الحضور الجماهيري والتفاعل الكبير في كافة المدن الفلسطينية كان نتيجةَ انطلاقه أولا في بيت ساحور وثَمرة لجهودِ مجلس الكنائس والجهات التي تعاونت معه.
وهكذا- أصبحت بيت ساحور عام 2005 صاحبة أوّل احتفال جماهيري ضخم لإنارة شجرة الميلاد بحضورٍ شعبي وبطابع دينيّ يَحضره المُسلم والمسيحي، قبل أن تنتقلَ الصورة المُبهِجة لتصبح بروتوكولاً ميلاديّا في عددٍ من مدنِ فلسطين التي تحتفل بذات المستوى والطابع مثل رام الله، أريحا وغزة.
تحديث
ووصلت الغطس رسالة من رئيس بلدية بيت ساحور السيد جهاد خير تعليقا على هذا الموضوع الصحفي يقول فيها : “
مقالكم يحاول تجاهل دور البلدية المهم و الكبير بحشد الدعم الذي لولاه لم يتم هذا الإحتفال و دور الموظفين و العمال في تجميل و تزيين المدينة و تنظيم الإحتفال و الترتيب مع الفرق و التنسيق لجميع المجموعات و الفرق المشاركة و اعداد برنامج الحفل كاملا و ليس فقط كما ذكرتم توجيه الدعوات.
و اتعجب لماذا هذا الاستهداف للبلدية و محاولة سرقة الإنجاز و توجيه الاضواء لمن له اقل من ١٠ بالمئة من الدور الفاعل بهذا المهرجان و خصوصا بعد زيارة عضو المجلس لكم و التفاهم على العديد من القضايا و اعتقد توضيحها كما وردني.”
رد محرر “المغطس” على تعليق رئيس بلدية بيت ساحور السيد جهاد خير :
يؤكد المغطس أن التقرير الذي أعدته الزميلة رنا أبو فرحة يتناول تاريخ الفعاليات وليس دور البلدية او مهامها المكلفة بها.
هذا وتتمسك المغطس بما جاء في التقرير وبمهنية الزميلة ابوفرحة.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.