Skip to content
Skip to content

سفير فلسطين يلتقي بوزير خارجيّة الفاتيكان والنّقاش يشمل تحفُّظات على ورقة الأساقفة الأمريكان

تاريخ النشر: أبريل 6, 2025 2:09 م
عيسى قسيسية (يسار) مع وزير خارجية الكرسي الرسولي، رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر،

عيسى قسيسية (يسار) مع وزير خارجية الكرسي الرسولي، رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر

وكالات– التقى سفير دولة فلسطين لدى حاضرة الفاتيكان السيد عيسى قسيسية، الأربعاء، في مدينية الفاتيكان، مع وزير خارجيّة الكرسيّ الرسوليّ، رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر، حاملاً له رسالةً من الرئيس محمود عباس للإطمئنان على صحّة البابا فرنسيس بعد الوعكة الصحيّة الّتي ألمَّتْ به، متمنيًا له الشفاء العاجل والتّام.

وتمّ خلال اللّقاء التباحث حول خطورة الوضع في فلسطين مع استمرار الحرب المسعورة على قطاع غزة، والتصعيد الخطير في الضفّة الغربيّة من قبل حكومة الاحتلال. فعبّر غالاغر عن القلق الكبير للكرسيّ الرسوليّ من مجريات الأحداث في الأراضي الفلسطينيّة المُحتلّة، مؤكِّدًا على أهمّيّة العمل الدوليّ المشترك لوقف هذا التصعيد، طبقًا للقرارات الدوليّة واحترامًا للقانون الإنسانيّ والعمل على إيجاد الأرضيّة المناسبة للرجوع إلى طاولة المفاوضات وعلى أساس الشرعيّة الدوليّة وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالقضيّة الفلسطينيّة ورفض مبدأ التهجير، مُذكِّرًا بمواقف قداسة البابا فرنسيس الرافضة للحرب، باعتبار الحروب هزيمة للبشريّة، مطالبًا بإطلاق سراح الأسرى ورفع الحصار عن قطاع غزة وإدخال المساعدات الإغاثيّة إليه من غير أي معيقات.

وتطرَّق النقاش إلى التحدّيات الّتي تواجهها السلطة الفلسطينيّة، وإلى السياسات الإسرائيليّة الممنهجة لإضعافها مع استمرار مصادرة الأراضي والتوسُّع الاستيطانيّ للانقضاض على حلّ الدولتين وعلى أساس حدود عام 1967. كما تمّ التطرُّق إلى موضوع امتناع الحكومة الإسرائيليّة عن تحويل المقاصة إلى خزينة الدولة إمعانًا بخرق الاتفاقيّات، ممّا يصعّب على الحكومة الفلسطينيّة تنفيذ الخطط التنمويّة في القطاعات المتعددة وخاصّةً منها الإغاثيّة.

وفي هذا السياق أشار غالاغر إلى دور الكنيسة الكاثوليكيّة ومؤسساتها الإغاثيّة في تقديم المساعدات الإنسانيّة الأساسيّة وخاصّةً لقطاع غزة المنكوب. كما سلّم السفير قسيسية، باعتباره أيضًا عضوًا في اللّجنة الرئاسيّة، نسخة من رسالة الدكتور رمزي خوري، رئيس اللّجنة الرئاسيّة العليا لشؤون الكنائس، والّتي سُلِّمت إلى الكاردينال بيترو بارولين، رئيس وزراء دولة الفاتيكان، وتتعلّق الرسالة بملاحظات وتحفظات الجانب الفلسطينيّ على ورقة مجلس الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة، طالبًا من الفاتيكان الاصطفاف مع الحقّ والعدل والالتفاف حول مواقف وبيانات بطاركة ورؤساء الكنائس في الأرض المقدّسة.

وأكّد رئيس الأساقفة غالاغر موقف الكرسي الرسوليّ الثابت للحفاظ على الوضع التاريخيّ والقانونيّ القائم في المدينة المقدّسة “الستاتوس كوو” والحفاظ على طابعها وهويّتها التاريخيّة، وحرّيّة العبادة والوصول إلى الأماكن المقدّسة دون قيود.

ومن جانبه، أشار السفير قسيسية إلى استهداف ممنهج للحيّ المسيحيّ والأرمنيّ في البلدة القديمة في القدس من قبل الحركات الاستيطانيّة، واستمرار زياراتهم الاستفزازيّة إلى باحات المسجد الأقصى. وفي هذا الإطار، ومع قرب عيد القيامة، نوّه قسيسية إلى قلق الكنيسة المحليّة ومؤسساتها بسبب الإجراءات والمعيقات الشرطيّة الإسرائيليّة والّتي تُعكِّر أجواء وسلام الشعائر الدينيّة التقليديّة وخاصّةً في الأسبوع المقدّس، متمنيًا تدخل سكرتارية الدولة لضمان وصول المؤمنين بحريّة إلى المدينة المقدّسة وممارسة شعائرهم الدينية بطمأنينة وفرح وحريّة. وفي ختام اللّقاء بعث الوزير غالاغر بالتهنئة بمناسبة عيد الفطر السعيد، متمنيًا أن يأتي العيد القادم وقد انجلت الغيوم فوق سماء فلسطين، بلد القداسة.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment