
السابق الميلاد: رجاءٌ يدعونا للنَّظر إلى الأمام – من نشرة ملح الأرض رقم 209

نظّمت سفارة دولة فلسطين لدى الكرسي الرسولي، في 17 كانون الأول/ديسمبر 2025، مؤتمرًا خُصّص لعرض أعمال الترميم الشامل لكنيسة المهد في مدينة بيت لحم، وذلك في إطار مشاركتها في فعاليات «يوبيل الرجاء 2025». واستعرض المؤتمر الإنجازات التي تحققت خلال مشروع الترميم، حيث قدّم الخبراء والباحثون المشرفون على الأعمال عرضًا تفصيليًا لمراحل الترميم المختلفة، والتحديات التي واجهتها الفرق الفنية، إلى جانب أبرز الاكتشافات والنجاحات التي تحققت على مدى سبع سنوات من العمل المتواصل.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد شكّل، بموجب مرسوم رئاسي، «اللجنة الرئاسية العليا لترميم كنيسة المهد»، إحدى أقدم الكنائس في العالم، ومكان ميلاد السيد المسيح، في محطة مفصلية من تاريخ الخلاص. وقد فازت شركة «بياتشنتي» الإيطالية بعطاء الترميم، وتولت تنفيذ الأعمال وفق أعلى المعايير المهنية والفنية، بما يضمن الحفاظ على الكنيسة وصون رسالة الميلاد القائمة على قيم المحبة والسلام.

وتضمّن المؤتمر عرض فيلم وثائقي تناول تاريخ كنيسة المهد وأبعادها الروحية والثقافية، وصلتها بالحجارة الحيّة والتراث الفلسطيني الأصيل. كما تناول النقاش استكمال أعمال الترميم في مغارة الميلاد، التي من المقرر أن تبدأ بعد أعياد الميلاد ورأس السنة، تحت إشراف اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس.
بيت لحم: ميلاد جديد
وتأتي هذه الفعالية ضمن مساهمات السفارة في احتفالات «يوبيل الرجاء 2025» التي تُقام تحت شعار «حجّاج الرجاء». وفي هذا السياق، افتتح الرئيس محمود عباس في 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 معرض «بيت لحم: ميلاد جديد» في متاحف سان سالفاتوري إن لاورو، وذلك عقب لقائه قداسة البابا لاون الرابع عشر. ويستمر المعرض في استقبال الزوار خلال فترة أعياد الميلاد وحتى 10 كانون الثاني/يناير 2026، حاملاً رسالة سلام، وداعيًا الحجاج إلى زيارة فلسطين، أرض القداسة.
ويسلط المعرض الضوء على تاريخ كنيسة المهد عبر الحقب التاريخية المختلفة، من خلال مقتنيات ووثائق ذات قيمة دينية وثقافية عالية. وقد تعاونت السفارة مع متاحف الفاتيكان وحراسة الأرض المقدسة لعرض مقتنيات ثمينة تعود إلى البابوات الأربعة الذين زاروا الأرض المقدسة، وكان آخرهم البابا الراحل فرنسيس.
وجال المعرض في عدد من العواصم العالمية بالشراكة مع مؤسسة تطوير بيت لحم، وبإشراف اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس. وبالتزامن مع المعرض، وبمناسبة مرور عشر سنوات على إعلان قداسة الراهبتين الفلسطينيتين ماري ألفونسين غطاس ومريم بواردي، أُقيم قداس احتفالي في كنيسة سان سالفاتوري إن لاورو المجاورة للمتاحف.
كما شملت الفعاليات المصاحبة تنظيم ورشات عمل متخصصة في الخط العربي والتطريز الفلسطيني، إلى جانب عرض مجموعة من الأثواب الفلسطينية التقليدية المطرزة، ولا سيما ثوب الملك والشطوة في مدينة بيت لحم، تأكيدًا على الترابط العميق بين التراث الفلسطيني وكنيسة المهد، التي ما تزال تشكّل مركزًا حيًا لحضور العائلات التلحمية في المناسبات الدينية والاحتفالية.

عرض موسيقي لدعم أطفال غزة
وفي سياق النشاطات المرافقة، نظّمت سفارة دولة فلسطين عرضًا موسيقيًا ميلاديًا خيريًا خُصّص لدعم أطفال غزة، وذلك في 1 كانون الأول/ديسمبر 2025، في كنيسة القديس غريغوريوس السابع في روما. وأُقيم الحفل بقيادة المايسترو الأب بيير بول، وبرعاية وبالشراكة مع بطريركية القدس للاتين، ومنظمة فرسان مالطا، وسفارة كندا لدى الكرسي الرسولي.
وأكد سفير دولة فلسطين لدى الكرسي الرسولي، عيسى قسيسية، في تصريح له، أنه رغم القهر والظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، والحرب الجائرة على قطاع غزة، تواصل السفارة مشاركتها الفاعلة في فعاليات يوبيل الرجاء 2025، تأكيدًا على الحضور المسيحي الفلسطيني الأصيل. كما أعرب عن شكره للقطاع الخاص الفلسطيني على دعمه المتواصل لهذه النشاطات الثقافية والروحية.


تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
No comment yet, add your voice below!