Skip to content

سامية خوري تنتقد بشدة المعايير المزدوجة للغرب

رابط المقال: https://milhilard.org/hszw
عدد القراءات: 602
تاريخ النشر: أكتوبر 16, 2023 5:29 م
سامية ناصر خوري مواليد يافا عام 1933 مقيمه في القدس

سامية ناصر خوري مواليد يافا عام 1933 مقيمه في القدس

رابط المقال: https://milhilard.org/hszw

سامية خوري

ننشر، باذن من الكاتبة، رسالة موجة للغرب بعنوان مفاجئة غزة:

لقد مر وقت طويل منذ أن شاركت آخر مرة أحد أفكاري معكم. بعد كل الأحداث المأساوية التي وقعت في الأسبوع الماضي، سألتني ابنتي إذا كنت قد كتبت أي شئ. في الواقع لم أفعل ذلك. وعلى الرغم من كثرة الأفكار التي خطرت في ذهني العقل،  يبدو  أنه من غير المجدي  إحداث فرق للأشخاص الذين ما زالوا غير مدركين من واقع حالنا . لكنني اعتقدت أنني قد أذكركم جميعًا بذلك بعض الحقائق التي ستساعدك على مشاركتها مع أولئك الذين ما زالوا يتساءلون “لماذا؟”

ولم يكن ينبغي لإسرائيل ولا للمجتمع الدولي أن يتفاجأوا بذلك إن الأحداث الأخيرة التي لم تضر الإسرائيليين فحسب، بل الفلسطينيين أيضا تحت الحصار الإسرائيلي في قطاع غزة. لقد مرت 75 سنة من السلب للفلسطينيين، و56 عاماً من الاحتلال العسكري، 16 منها في عام سجن مفتوح لشعب غزة، انتفاضتين فلسطينيتين.

وفوق ذلك، عملية السلام الفاشلة، والتي تسمى اتفاقيات أوسلو، والتي لم تكتف بها إسرائيل تم الاستهزاء بها، وتم إساءة استخدامها، لخلق المزيد من الحقائق على الأرض والمزيد المستوطنات تتسبب في مزيد من تهجير الفلسطينيين في أي أرض كانت وبقيت لهم على ما يعرف بـ”الأراضي الفلسطينية”.

2.2 مليون شخص محاصر ليسوا “حيوانات بشرية” كما يقولون في إسرائيل. إنهم بشر

الاقتحامات اليومية التي يقوم بها المتطرفون للمسجد الأقصى في القدس المحتلة ، فضلا عن القتل المستمر للشباب الفلسطينيين في مختلف أنحاء البلاد والحرمان المستمر للفلسطينيين من حقوقهم : المزارع وبساتين الزيتون الخاصة بهم زادت من تفاقم الوضع. لم يجد اهل حوارة من يدافع عنهم و ولم تكن جنين سوى أحداث أخيرة لم ينساها الفلسطينيون. علاوة على ذلك وأعداد الأسرى الفلسطينيين في ارتفاع مستمر، وبعضهم منهم دون تهمة أو محاكمة. حتى عدد منهم الذين كان من المفترض أن أفرج عنهم مع توقيع اتفاقات أوسلو لا يزال في سجون إسرائيل.

إن هؤلاء المضطهدين البالغ عددهم 2.2 مليون شخص والمحاصرين ليسوا “حيوانات بشرية” كما يقولون في إسرائيل. إنهم بشر كانوا كذلك مجردين من إنسانيتهم، كما لو كانوا أبناء “إله أقل”؛ لقد وصلوا إلى نقطة التحول ولم يتمكن اي منهم تحمل القمع والحرمان من الحرية أي أكثر من ذلك.

لو طبقت الولايات المتحدة والدول الأوروبية الأمم المتحدة القرارات والوقوف ضد كافة الانتهاكات الإسرائيلية منذ قيامها في عام 1948، لم تكن الأمور تتدهور إلى هذا الحد.

لقد شاهدوهم وهم يقتلون الأطفال الفلسطينيين، ويداهمون المنازل في وسط المدينة ليلاً، هدم المنازل وإخلاء المناطق الفلسطينية بالكامل، إقامة المستوطنات الإسرائيلية، مع أقصى تعليق من تلك الإجراءات لم تكن في صالح السلام. لكن لم يكن لدى أحد الشجاعة لاتخاذ إجراء، ولا حتى عندما هدمت إسرائيل مدرسة مولها الاتحاد الأوروبي.

عندما عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي خريطة مؤخراً في الأمم المتحدة التي لم تكن فيها فلسطين، لم يحتج أحد حتى. ولكن الآن عندما وصلت الأخبار المفاجئة إلى العالم بأن إسرائيليين تعرضوا للهجوم فإن الولايات المتحدة والدول  الأوروبية الذين كانوا السبب الجذري لتهجير الفلسطينين جاءو مسرعين إلى المنطقة لدعم إسرائيل، القوة المحتلة في المنطقة. ومن المفارقات أنهم نفس الدول التي سارعت لإنقاذ أوكرانيا من الروس. هل يجوز عمل لواحد والآخر لا يجوز؟

كفى ازدواجية المعايير. يرجى القيام بإنقاذ الفلسطينيون المحاصرون في غزة والذين أمرتهم إسرائيل بالتحرك الى الخارج. إلى أين؟ عندما تغلق كل الحدود حتى المستشفيات ليست آمنة.

سمعنا للتو أن إسرائيل قصفت المستشفى الأهلي في غزة التي تديره الكنيسة الانجليكانية. نحن نعلم أن الكثير منكم يصلي  ولكننا بحاجة إلى العمل. بحسب القديس يعقوب، “لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content