Skip to content

رينيه حتر.. عندما توظّف الموسيقى من أجل السلام

رابط المقال: https://milhilard.org/qe1w
تاريخ النشر: يوليو 6, 2022 11:03 ص
مراسلة ملح الأرض سلام فريحات مع رينيه حتر

مراسلة ملح الأرض سلام فريحات مع رينيه حتر

رابط المقال: https://milhilard.org/qe1w

أجرى الحوار سلام فريحات – ملح الأرض

“الموسيقى والسلام” للوهلة الأولى تعتقد أنه اسم  كتاب أو ديوان شعري، لكنه عنوان لرسالة دكتوراة؛ للدكتورة رينية حتر التي  أنهت دراسة تخصص السلام وفض النزاعات  في جامعة غرناطة باسبانيا لتسلط الضوء على أهمية المسيحية المشرقية “لأن الغرب ربما نسي ذلك وأصبح يتصرف وكأن المسيحية ديانية غربية” تقول حتر لـ ملح الارض.

كان هذا أحد المواضيع  الهامة لدى حتر المرتبطة بالهوية العربية المسيحية بشكل مباشر، فما بين التحصيل الأكاديمي والواقع كانت رينيه تسعى لنقل الخبرة النوعية في الأردن في العلاقات الإسلامية المسيحية”، “كان دائما هم بالنسبة إنه ليش الناس ما بتشوف المسلمين زي ما نحن بنشوفهم؟، كان نفسي أنقل هاي الخبرة للغرب بحيث يفهموا صعوبة إنك تحط على الآخر كل هالصور النمطية كرؤيته شخص متعصب”.

اتبعت حتر شغفها في التراتيل الكنسية والإنشاد الصوفي، وإيجاد المعاني المشتركة بينهما ، لأن تكون عنوان رسالتها في الدكتوراة”الموسيقى والسلام”، ضمن دراسات السلام وفض النزاعات بقسم علم الاجتماع بمساعدة مشرفتها من كلية العلوم الموسيقية في الجامعة.

في ظل غياب منهج يعترف بتعدد التخصصات في الجامعات العربية، وعدم اعتباره تخصصا أكاديميا كل هذا دفع رينيه  لمواجهة بعض الصعوبات في تطبيق مفهوم الرسالة بعد عودتها للأردن “تقول لـ ملح الارض.  بالنسبة لي في موضوع دراسة الأديان صعب أن تدرس من وجهة نظر لاهوتية أو  فقهية فقط ، بل عليك دراسة  الدين وعلاقته بالحياة والشأن العام” لذلك سعت رينيه  أن تشمل أطروحتها، الفكر الديني  اللاهوتي، لدراسات السلام الدبلوماسية والسياسية، جانب موسيقي، تاريخي، ومجتمعي ، بالإضافة للجانب اللغوي لتفسير معاني السلام  ومقارنتها.

د. رينيه حتر

بداية علاقتها بالمعهد

وجدت رينيه الفرصة لتطبيق ما تعلمته بعد عودتها للأردن من خلال المعهد الملكي للدراسات الدينية، فقبل أن تبدأ الرحلة المهنية، كانت على إطلاع بشكل دائم بأنشطة المعهد وتوجهاته، بالإضافة لما وجدته من كتاب سمو الأمير الحسن بن طلال ” المسيحية في العالم العربي “.

لم تكن حتر مطلعة أو معجبة بفكر المعهد فحسب، بل كان العمل داخل أروقته هو حلم وشغف كبير بالنسبة لها، لتبدأ لاحقا حياتها المهنية بالمعهد الملكي للدراسات الدينية كرئيس قسم الدراسات الدولية  عام 2016 .

السلام والفنون أول البرامج التي بدأتها في المعهد الملكي، لتكون أهم محاوره طرح برامج تدريبية تدّرب على الحوار مع الفنون بشكل عام والموسيقى بشكل خاص، تقبل الآخر، فن الاستماع، والتعبير عن الذات، مؤكدة أن المعهد يسمح بهذا الفكر متعدد التخصصات من رؤيا سمو الأمير حسن.

عملت حتر كرئيسة لقسم الدراسات الدولية في المعهد بعد خبرة امتدت لسنوات بالتدريس في الجامعة بإسبانيا، بالإضافة لخبرتها الطويلة في التشبيك، تبعا لعلاقاتها مع الجامعات الأوروبية خاصة الجامعات الكاثوليكية المهتمة بهذه المواضيع، كما تركز عملها في الأبحاث، فهي ترى أن تحدثها بعدة لغات سهل عليها التشبيك مع الجامعات في أمريكا اللاتينية.

وهي حاصلة على دكتوراة في دراسات السلام والنزاعات من جامعة غرناطة في اسبانيا، وبكالوريوس في اللغات الفرنسية والألمانية وآدابها من الجامعة الأرنية، لتتسلم في أيلول عام  2021 إدارة المعهد الملكي للدراسات الدينية.

أما عن الأنشطة التي تهتم بها رينيه ضمن برنامج السلام والفنون تقول لـ ملح الارض ” الفكرة إنه أطبق الفكر المتعلق بالموسيقى، وكيف يمكن للشخص أن يدمج الموسيقى مع مبادئ الحوار ، حتى ندخل بتناغم مع أي مشروع موسيقي، لازم ما حدا فينا  ينشز وعشان ما ننشز لازم نسمع لبعض”.

العزف الصحيح لا يتضمن دوزان الآلات والصوت فقط، تبين رينيه” أنه على الجميع حتى النهاية أن يسمع لبعضه البعض، فيكون التركيز أولا، ثم  نعطي  ما عنا، مشيرة أنه عندما نعطي  هذه المبادئ ونطبقها على الحوار سنجد العديد من الأمور التي تنقصنا  في الحوار.

تربط رينيه فن الاستماع الموسيقي بالحوار تقول لـ ملح الارض ” في الجملة الموسيقية مستحيل أن يقاطع الموسيقيون بعضهم قبل إكمال الجملة الموسيقية، حتى لا تخرب النوتة”.

من الطرق التي تساعدنا على فهم فكرة الآخر وعدم الحكم عليها هي العد للعشرة قبل البدء بالحديث، ثم التوقف والتأمل وأخيرا إعطاء ردة الفعل، بحسب رينيه، وتقول” غالبا عندما يكون لدينا فكرة مسبقة عن الشخص، نقاطعه قبل إكمال فكرته لذلك  لن تكتمل فكرته”.

تعني الموسيقى لرينيه  كثير فهي بالنسبة لها أداة سلمية لا عنفية، فهي  للحوار، لتقبل الاخر، للتواصل مع الآخرين بشكل إبداعي وخلاق، مضيفة إلى أنه  أصبح لدينا الكثير من وقت الفراغ، بسبب التحول الرقمي، الذي دخل لحياتنا بكم كبير، وبشكل مفاجئ.

مشيرة إلى أنه  من هنا يدخل دور الفن بشكل عام والموسيقى بشكل خاص باستثمار وقت الفراغ لتنمية الجانب الإبداعي لدى كل شخص.

د. رينيه حتر

المعهد من أكثر المؤسسات التي تعمل في المحافظات  تقول لـ ملح الارض ” نحن نعمل مع  الشباب من كافة محافظات المملكة، بالإضافة لتعاوننا مع الجامعات مثل كلية الفنون في الجامعة الأردنية، والمدارس الخاصة، والفنانين والفنانات من كافة فئات المجتمع ضمن برنامج السلام والفنون، بالإضافة يتعاون مع وجهات أخرى متعددة من خلال باقي الأنشطة والفعاليات”، مبينة أن الجميل في برامجهم هي وصولها للجميع، ليستفيد كل منهم حسب حاجته.

تتابع رينية لـ ملح الارض“يركز المعهد الملكي للدراسات الدينية على العديد من القيم الأساسية مثل الالتزام، الاحترام، روح الفريق، الجودة بالإضافة للتنوع والوئام، ليسعى على نشرها من خلال العديد من المشاريع والبرامج مثل برنامج السلام والفنون، القائم على تعزيز السلم والاستقرار الاجتماعي والتنوع الثقافي في الأردن، من خلال  تنفيذ أنشطة متنوعة تشمل الشباب لتعزيز السلام والحوار من خلال الإبداع الفني مع احترام حرية التعبير”.

بالإضافة لبرنامج الديوان العربي “الأيبيري” للفكر والتبادل الثقافي وهو البرنامج المخصص لتعزيز الحوار بين العالم العربي “و الأيبيري” الأمريكي  ليتم تعزيز التعاون على المستويين الأكاديمي والثقافي،وضمن برامجه أيضا  الشبكة الأردنية الوطنية لمؤسسة آنا ليند للحوار، البرنامج التدريبي الأكاديمي، وأخيرا برنامج الباحث الزائر.

يسعى المعهد حسب رينيه للتعاون مع المؤسسات التعليمية المختلفة مثل المدارس والجامعات، فهم يعملون حاليا على المدارس الخاصة بطرحهم  مشروع معلمو الغد، الهادف إلى منع التطرف بين المجتمعات الأردنية، من خلال تعليم القيم الإنسانية المستوحاة من القيم الدينية المعتدلة.

وتتابع رينيه ل لـ ملح الارض “تعزيز قيم التنوع والاختلاف والاحترام المتبادل بين الديانات كان أهم محاور الجلسات التدريبية التي عقدت ضمن مشروع العيش معا، أما عن مشروع المدربون المتمكنون، فهو يهدف إلى تمكين المدربين من منع التطرف بالأردن بتحسين رفاهية الشباب، بما في ذلك اللاجئين وتمكينهم من نشر ثقافة السلام”.

أسس المعهد الملكي للدراسات الدينية في عمان عام 1994، تحت رعاية سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء المعهد، وهو منظمة غير حكومية لا تهدف للربح ويمثل حاضنة للدراسات متعددة التخصصات حول قضايا حوار الأديان، وحوار الثقافات لتعزيز قيم التعددية والتنوع وتعزيز السلم المجتمعي بالإضافة للسلام على المستويين الإقليمي والعالمي.

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content