Skip to content

رعيّة اللاتين في ناعور تحتفل بمئوية تأسيسها بحضور الكاردينال بيتسابالا

رابط المقال: https://milhilard.org/5hiu
تاريخ النشر: أغسطس 3, 2024 11:20 م
AD9B4622_resize
رابط المقال: https://milhilard.org/5hiu

بمناسبة الاحتفال بالمئوية الأولى لتأسيس رعيّة قلب يسوع الأقدس في ناعور، جنوب غرب عمّان، ترأس الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، مساء الجمعة 2 آب 2024، قداسًا احتفاليًّا دعا إليه كاهن الرعيّة الأب بشير بدر والراهبات والفعاليات الرعويّة.
وحسب بيان صادر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، جرى لغبطة البطريرك، القادم من القدس، استقبال بأجواء احتفاليّة أمام بلدية ناعور، حيث كان في مقدمة مستقبلي غبطته متصرف ناعور عطوفة الدكتور محمد الحسامي، ورئيس البلديّة السيّد مزيد مساعفة، وكاهن الرعيّة، وأعضاء المجلس بلدي، وعدد من الكهنة وشخصيات البلدة والرعيّة. وتخللّ الاستقبال كلمات ترحيبيّة وإشادة بأجواء العيش المشترك بين مختلف أبناء ومكوّنات بلدة ناعور.


وحيّا البطريرك الجهود التي بذلك على مدار مئة عام في البلدة والرعيّة، كجزء من التاريخ الأردني الطويل في العيش المشترك السلمي. وقال بأنّ ذلك لم يكن لولا رعاية الهاشميين الذين وضعوا من اليوم الأول لتأسيس الإمارة، ومن ثم المملكة، نصب أعينهم أن يكون الأردن بمثابة أسرة واحدة متناغمة ومتحابّة.

الاب بشير بدر والكاردينال بيتسابالا مع رئيس بلدية ناعور مزيد مساعفة

وتحدّث عطوفة متصرف اللواء الدكتور محمد الحسامي فقال بأنّ الأردن واحة أمن واستقرار، وقد تبنى جلالة الملك كلّ الجهود الممكنة من أجل إشاعة أجواء السلام في العالم وحلّ القضيّة الفلسطينيّة التي تعتبر قضية الأردن الأولى، وكذلك أسهم جلالة الملك في دفع عجلة الحوار بين الأديان، ولذلك نال الجوائز العديد التي مكّنت الأردن بأن يعتبر، كما هو دائمًا، واحة للحوار والنظر إلى الدين كعامل وئام وسلام وليس، لا سمح الله، خصام وفرقة بين الناس.
وكانت الكلمة الترحيبيّة لعطوفة رئيس البلدية حيث تحدّث عن العيش المشترك الذي تتضمنه بلدة ناعور كصورة حيّة ومصغّرة عن الأردن الكبير. وقال بأنّه منذ بدء تأسيس هذه المدينة كان هنالك المسيحي والمسلم معًا، وأتى إليهم الإخوة الشركس، وانضموا إلى جماعة المواطنة الصالحة في هذا البلد، وكذلك استقبلنا المهجّرين من العراق واعتبرناهم أهلاً وأقارب وإخوة وأشقاء نبلسم جراحهم التي عانوا منها. وقال بأنّنا في الأردن أسرة واحدة متضامنة في السراء والضراء، وأنّ المسيحيين قد أسهموا من خلال هذه الكنيسة بالمدرسة أيضًا التي ربّت الأجيال تلو الأجيال ولن تميّز بين طالب وآخر، لا على أساس عرقي، ولا على أساس ديني أو طائفي.
و اشاد القس بشار النعمات متحدثًا باسم العشائر المسيحية، بما تم انجازه في الكنيسة والمدرسة التابعتين للبطريركية اللاتينية ، على مدار قرن من الزمان ، معربا عن أمله وكذلك ثقته بان يبقى الاردن ، دائما مستقبلا لكل شقيق متعب ، وبلد الامن والامان والايمان.

مئة عام على الحضور
وعلى أنغام الفرق الكشفيّة، توجه الموكب من البلدية إلى الكنيسة للبدء بمراسم القداس الاحتفالي الذي ترأسه بطريرك القدس بيتسابالا، وشارك به البطريرك السابق فؤاد الطوال، والقائم بأعمال النائب البطريركي للاتين في الأردن الأب جهاد شويحات، والمطران مارون لحّام، وعدد من الكهنة والراهبات، وكهنة من كنائس شقيقة، والأمين العام لوزارة السياحة والآثار الدكتور عماد حجازين، والمنتدبة الإقليميّة لراهبات الورديّة الأخت مادلين دبابنة، ورؤساء وممثلو المؤسّسات المسيحيّة، وحشد من المؤمنين من أبناء الرعيّة ومن الرعايا المجاورة. وقبل القداس تمّ الكشف عن اللوحة التذكاريّة لاحتفال المئوية.

واستهلّ القداس بكلمة ترحيبية ألقاها كاهن الرعيّة الأب بشير بدر بالحضور، وأشار فيها إلى أنّه منذ مائة عام يحتفل بالقداس الإلهي في هذه الرعيّة وذلك لأن الإفخارستيا هي القمة والينبوع لكلّ صلاة في الكنيسة، لأنها صنعت وتصنع الكنيسة منذ أيام الرسل إلى اليوم، وهي أيضًا صانعة الوحدة والمحبّة والإيمان. ورفع الأب بدر الشكر للرّب على مئة عام على الحضور المسيحيّ والعمل الرعوي والنمو الروحيّ.
ولفت إلى أنّه وقبيل الاحتفال بالمئوية قامت الرعيّة بإطلاق مسيرة استعدادية من خلال التأمل في معنى الرعيّة وأبعادها الروحيّة والرعوية، كما عملت على إطلاق مشروع لتجديد الكنيسة وتوسعتها لتخرج اليوم، بعد أشهر من العمل والتعب المقدّس، الحلة الجديدة لها، وهي بذلك تعكس محبّة الأبناء المتجدّدة لها. كما تطرّق في كلمته الترحيبية إلى أن اليوبيل هي مناسبة للفرح المقدّس، ويحمل معه ثلاثة أوجه: أن ننظر للماضي، أن نعيش الحاضر، وأن نرجو المستقبل.

روحانيّة الفقراء والصغار

وبعد إعلان الإنجيل المقدّس، أشار البطريرك بيتسابالا في عظته إلى أنّ يسوع قد رفع الحمد للآب لأنّه كشف سرّ الخلاص للصغار، كونهم، وبلغة الإنجيل، يملكون قلبًا مستعدًا وحرًّا للاستقبال. وقال: إذا كان القلب مستعدًا لكي يستقبل، فإنّه حر لكي يعطي.
وأشار إلى أنّ هذه الرعيّة قد بنيت بفضل الفقراء والصغار، فقبل مائة عام، وبالرغم من الظروف الاقتصاديّة السائدة آنذاك كان لأبناء الرعيّة التصميم لبناء هذه الكنيسة. ولفت من جهة ثانيّة إلى أنّ الكنيسة ليست فقط بناء وحجارة، إنما هي جماعة، وهذا هو التطوّر الحقيقي.
وأوضح بأنّه إن أردنا أن ننشىء جماعة فعلينا أن نتذكر كلام السيّد المسيح: “أحمدك يا أبتِ، رب السموات والأرض، على أنك أخفيت هذه الأشياء على الحكماء والأذكياء، وكشفتها للصغار” (متى 11: 25)، كما علينا أن نذكّر أنفسنا بأنّنا صغار في حاجة دائمة إلى حضور الرب في حياتنا اليوميّة، وبأنّنا نريد عونه من أجل بناء الجماعة، وأيضًا لكي تبقى قلوبنا حرّة ومستعدّة لكي تستقبل نعمة الرّب بيننا.
وبعد المناولة، أقيمت دورة احتفاليّة بالشموع إلى مزار العذراء سيّدة لورد، المجاور للكنيسة، حيث منح غبطته البركة الختاميّة للمؤمنين. تبع حفل عشاء في باحة قاعة لورد على شرف غبطته، تم خلاله توزيع دروع الشكر والعرفان للمحسنين ولكلّ من ساهم في أعمال توسعة وتجديد الكنيسة، وكذلك لراهبات الورديّة اللواتي خدمنّ في الرعيّة، ولكهنة الرعيّة الذين توالوا على العمل فيها.
 

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

Skip to content