السابق الكاردينال بارولين يختتم زيارته إلى المملكة: شكرا للأردن على حسن الضيافة والاستقبال
رابط المقال: https://milhilard.org/bc43
تاريخ النشر: يناير 15, 2025 1:47 م
ايقونة يوحنا المعمدان من تنفيذ الكاتب John the Baptist Icon
رابط المقال: https://milhilard.org/bc43
جون سليم مُنيّر*
بما أنَّ الكنائس الشرقيّة تحتفل بعيد الثيوفاني (الظهور الالهي) هذا الأسبوع، أودُّ أن أشارككم الأيقونة الّتي كتبتُها عن يوحنّا المعمدان. ”يجب أن تكتب أيقونة مرتبطة باسمك“، قالت لي الأخت مرثا، معلّمة الأيقونات الّتي كنتُ أدرسها بينما كنتُ أفكِّر في الأيقونة الّتي سأكتبها.
سألتني: ”أيّ يوحنّا تريد أن تكتب؟”
في شهر شباط 2024، قرّرتُ أنْ أكتب القديس يوحنا المعمدان. كنتُ أستيقظ في الصّباح الباكر يوم السّبت وأذهب إلى نقطة تفتيش عسكريّة، وأكتب بإرشاد الأخت مرثا في دير عمانوئيل في بيت لحم.
لقد كانَتْ كتابة الأيقونات في التّقليد الأرثوذكسيّ عمليّة تحرير لاهوتي الخاصّ، وكانت رحلة روحيّة جميلة وصعبة. وبينما يبحث الكثيرون منّا عن التعقُّل والرّاحة ونحن نرى الإبادة الجماعيّة تتكشّف، كانت كتابة أيقونة يوحنّا المعمدان واقعيّة ومتواضعة وقويّة. آمل من خلال هذه الأيقونة الّتي تخصُّ الكنيسة الفلسطينيّة، أن يرى النّاس المسيح يشعُّ من خلال شهادة يوحنّا المعمدان.
سوف أتوسَّع في ثلاثة رموز لاهوتيّة في الأيقونة أدناه. ولكنني أدعوكم لتجدوا المزيد.
الشّعر – يُصوَّر يوحنّا، على عكس القدّيسين الآخرين، في الأيقونات على أنّه ذو شعر كثيف. إنّه يرمز إلى شخصيّته الزّاهدة والخشنة الّتي كان يتّصف بها في التّقليد الكتابي. بالإضافة إلى ذلك، فإنّه يرمز إلى ثقته وشجاعته في أنْ يكون شاهدًا أمينًا بينما يتحدّى الأعراف والقوى الاجتماعيّة والسياسيّة والدّينيّة. عسى أن تُشجعنا شهادة يوحنّا ونحن نحاول أنْ نكون شهودًا أُمناء لصلاح الله ومحبّته ورحمته في ظلّ الشرّ الّذي نراه اليوم وسنراه في المستقبل.
أزرق ولفافة – في بعض الأيقونات، بحسب التّقليد الأرثوذكسيّ، يرتدي يوحنّا ملابس زرقاء ويحمل الكتاب المُقدّس. يرمز اللّون الأزرق (الماء) وضربات الطلاء (النّهر) إلى المعموديّة. وغالبًا ما تحمل اللّفافة دعوة يوحنّا للتّوبة. هذان العنصران، المعموديّة والتّوبة، هما عنصران أساسيّان في رسالة يوحنّا. وفي ضوء الأهوال الّتي رأيناها في غزّة، أعتقد أنّنا جميعًا بحاجة إلى التّوبة. بطريقة أو بأُخرى، نحن متواطئون أو نشارك في أنظمة تجلِب معاناة كبيرة لأنفسنا وللآخرين. هذا هو موسم لتقبُّل مياه المعموديّة الّتي تُطهِّر وتقتل طبيعتنا الخاطئة.
الرّمل – الخلفيّة المُحيطة بيوحنّا ترمز إلى الوقت الّذي قضاه في البرّية، كما في الكتاب المُقدّس، وإلى الرّكام والغبار في غزّة اليوم. لقد ظهرَتْ كلمة الله لشخصيّة غير عاديّة في هوامش الصّحراء، على عكس الملوك أو الأقوياء أو المثقّفين في أورشليم. هذا يُذكِّرنا بأنَّ الله يعمل بطرق غير متوقّعة، وغالبًا ما يكون بين المظلومين والمهمّشين. رُبّما يَظهرُ الله اليوم بين أهل غزّة وإليهم، وليس بين الأقوياء والمثقّفين في العواصم.
في ملاحظة أخفّ قليلاً، عندما عرضتُ الأيقونة على ابن أخي (6 سنوات)، سألني: هل كان هذا مُعلِّمُ السّباحة ليسوع؟.
*الكاتب باحث لاهوتي فلسطيني من القدس
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.