Skip to content
Skip to content

رسالةٌ مفتوحةٌ إلى الأخ الحبيب والصّديق بطرس منصور السّكرتير العامّ الجديد للتّحالُف الإنجيليّ العالميّ

تاريخ النشر: نوفمبر 3, 2025 11:36 ص
القس بسام بنورة

القس بسام بنورة

القسّ بسّام بنّورة- بيت ساحور, فلسطين

حضرة الأخ والصّديق المُبارك بطرس،

تحيّةُ محبّةٍ مسيحيّةٍ حارّةٍ من أرض الميلاد، والصّليب، والقيامة المجيدة، والصّعود، والرّجوع الثّاني القريب.

بقلبٍ يغمره الفرح والسّرور، وقلبٍ يرفع لله كلَّ آيات الحمد والشُّكر من أجلِكَ أخ بطرس، أكتبُ إليك هذه الكلمات بروح الصّلاة، وكلّي أملٌ ورجاءٌ أنْ تصلَكَ وأنتَ تنعم ببركات ربِّ المجد يسوع.

هذه هي المرّة الأولى في تاريخ التَّحالُف الإنجيليّ العالميّ، الّتي يتمُ فيها انتخابُ ناطقٍ بلغة الضّاد، ومن أصلٍ فلسطينيٍّ عريقٍ من مدينة النّاصرة، بلد البشارة، وبلد معظم حياة الرّبِّ يسوع المسيح الأرضيّة.

كُلُّنا يعرف أنَّ التَّحالُف الإنجيليّ العالميّ يُمثّل حوالي 650 مليون مسيحيٍّ في العالم، أي أنّه يحتلُ المركز الثّاني عدديًّا في تمثيل مسيحيّي العالم. أي أنّك أخ بطرس تحتلُّ الآن منصبًا ساميًا ومرموقًا وقياديًّا بين رعاة وخدّام الكنيسة والإنجيل المُقدّس في العالم.

لا يمكنني أنْ أستشرق مشاعرك وأحاسيسك، ولكنّني أعتقد بأنَّكَ الآن تشعر برهبةٍ وهيبةٍ وعظمةٍ وثقلٍ، بل وحساسيّةٍ ومسؤوليّةٍ وخطورة هذا المنصب الجليل. لذلك أركع وأُصلّي من أجلِكَ، وأطلب من الله الآب أنْ يحفظكَ ويحرسكَ ويحميكَ، وأنْ يقودك بقوّة الرّوح القدس، لتكون مثالًا للخادم والرّاعي والمعلّم، حتّى تقود الكنيسة في طريق الرّبّ يسوع المسيح، أيّ طريق الحقّ والحياة والخلاص والقداسة والبِرِّ.

تمَّ انتخابُكَ أخ بطرس في زمنٍ مليءٍ بالحروب والجرائم والقتل والدَّمار والظّلم والعبوديّة والفصل العنصريّ، كذلك في زمنٍ ازدادت فيه مظاهر الرّدّة الرُّوحيّة والأخلاقيّة بأشكالٍ كثيرةٍ.

وللأسف الشّديد، أُضيف قائلًا إنّه تمّ انتخابك في زمنٍ تغلغلتْ فيه مظاهرُ مخجلةٌ ومُخزيةٌ حتّى داخل الكنيسة في شتّى دول العالم، وظهور تيّاراتٍ وتوجُّهاتٍ فكريّةٍ ولاهوتيّةٍ تعمل على دمار الكنيسة من الدّاخل، وحرفها عن رسالتها التّاريخيّة المُقدّسة، أي رسالة نشر رسالة الخلاص والحياة الأبديّة، والعمل من أجل خير جميع النّاس على قدم المُساواة، وبدون تميّيزٍ في العرق واللُّغة والجنس والقوميّة.

أنظر إليكَ أخي المحبوب بطرس بعيونٍ مليئةٍ بالرّجاء الحيّ، وأطلبُ من الله أنْ يُسيّج حولَكَ ويحفظكَ من الشّرير، وأنْ يُبعِدَ عنك أصحاب المشورة الرّديّة، وأنْ يُعطيكَ إرادةً تتَّفق مع إرادة الله الصّالحة والمرضيّة والكاملة، وأنْ لا تقع في فخاخ مؤامرات عدوِّ النّفوس وخدّامه الأشرار.

كذلكَ أُصلّي أنْ يستخدمك الله في سبيل العمل في نور المأموريّة العظمى الّتي أمر بها ربُّ المجد يسوع المسيح كنيسته في العالم أجمع:

“فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلًا:
دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ،
فَٱذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ ٱلْأُمَمِ،
وَعَمِّدُوهُمْ بِٱسْمِ ٱلْآبِ وَٱلِٱبْنِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.
وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ.
وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ ٱلْأَيَّامِ إِلَى ٱنْقِضَاءِ ٱلدَّهْرِ. آمِينَ.”
(متّى 18:22-20).

صلاتي مرّةً أخرى أن يُبارك ربّنا يسوع المسيح، مُخلِّص العالم الوحيد، في حياتكَ وخدمتكَ من خلال هذا المركز والمكانة المُميّزة.
وأصلّي أنْ تقود التّحالُف الإنجيليّ العالميّ إلى السّير مُجدّدًا في خُطى ربّ المجد يسوع،
وأنْ يعمل التّحالُف في سبيل نشر رسالة الخلاص بالإيمان بموت الرّبّ يسوع على الصّليب، وقيامته المجيدة. وأنّ الخلاص بالإيمان، وأنَّ كلَّ الكتاب المُقدّس موحىً به من الله.
كذلك أُصلّي من أجلِكَ صديقي الأخ المحبوب بطرس أنْ تقود المجلس للعمل من أجل الحقِّ والعدل والمُصالحة والسّلام، والوقوف ضدَّ الحروب والانحراف الأخلاقيّ والجنسيّ.

وأقولَ لكَ في نهاية رسالتي:

“يُبَارِكُكَ ٱلرَّبُّ وَيَحْرُسُكَ.
يُضِيءُ ٱلرَّبُّ بِوَجْهِهِ عَلَيْكَ وَيَرْحَمُكَ.
يَرْفَعُ ٱلرَّبُّ وَجْهَهُ عَلَيْكَ وَيَمْنَحُكَ سَلَامًا.”
(سفر العدد 6: 24-26)

تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.

No comment yet, add your voice below!


Add a Comment