السابق في استطلاع رأي غير علمي لـ ملح الأرض: تباين الآراء حول الخلاف بين الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والأوكرانية
رابط المقال: https://milhilard.org/tb09
تاريخ النشر: سبتمبر 11, 2022 8:38 م
رابط المقال: https://milhilard.org/tb09
بقلم القس: بسّام بنّورة
نشر أحد الكهنة من طائفة تاريخية مقالًا يعتبر فيه كنيسته بأنها الكنيسة الحقيقيّة الوحيدة في العالم، وأن غيرها من الكنائس المسيحيّة هي مجرد بدع وهرطقات. ودعا هذا الكاهن جميع الّذين ينتمون لكنائس غير كنيسته، والذين وصفهم بالقول أنّهم “أوراق تساقطت عن شجرة الكنيسة “، بأن يعودوا إلى كنيستهم الاصلية.
من حق هذا الكاهن الغيور أن يدافع عن كنيسته، ومن حقه أن يصفها بأروع وأجمل الصفات، فهو كاهن في هذه الكنيسة، يعيش من خيراتها، ويمارس طقوسها، ويؤمن بعقيدتها. وفِي نفس الوقت فإنه من غير المعقول أو المقبول أن يصف المسيحيين الذين لا ينتمون اليها، وهم الغالبية الكبرى من المسيحيين في العالم، أن يصفهم بأنهم هراطقة وأهل بدع وانحراف وتعاليم باطلة. وإن كان هذا هو رأيه، فهو مطالب بالبرهان على كلامه بالمنطق والحجة، وليس بتوزيع الإتهامات على النّاس.
أنا قسيس مسيحي كتابي، أي أنني استمد ايماني وعقيدتي من وحي الله في الكتاب المقدّس، وأعمل وأصلي من أجل الكنيسة المسيحًيّة في بلادنا. كذلك أحب كل إنسان في العالم، وأحب المسيحيين جميعًا، ولا يمكن حتّى أن أفكر باتهام غيري في إيمانه وفكره وعقيدته. فكل إنسان حر ومسئول عن اختياره أمام الله، ولكنني في نفس الوقت أومن بقوة وصلابة بأنه لا خلاص ولا حياة أبديّة إلّا بالإيمان بوحدانية الله الجامعة في الثّالوث القدّوس، وبأن الله أظهر محبته لكل النّاس بمجيء الرّب يسوع إلى العالم، وموته على الصّليب للتكفير عن خطايا العالم أجمع، وقيامته في اليوم الثّالث، وصعوده حيًّا إلى السّماء، ومجيئه الثّاني القريب. كذلك فأنا من دعاة الحوار الصريح والمباشر من اجل إظهار الحق وزرع المحبّة بين النّاس.
اعتقد أن الوقت الحاضر هو الوقت المثالي لفتح صفحة حوار صريح ومباشر بين قادة الجماعات المسيحيّة المختلفة
اعتقد أن الوقت الحاضر، وما يجري به من حروب وصراعات، وما يشهده من ردّة روحيّة وأخلاقيّة، هو الوقت المثالي لفتح صفحة حوار صريح ومباشر بين قادة الجماعات المسيحيّة المختلفة.
يحب على الكنيسة المسيحيّة، وبكل طوائفها وتفرعاتها، أن تعمل معًا، وبحسب تعاليم ووصايا الرّب يسوع المسيح، وبقيادة الرّوح القدس، لتكون نورًا وملحًا في العالم. وعلى كل مسيحي أن يتذكّر بأن ما يجمعنا أكثر جدًا جدًا ممّا يفرّقنا.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.